علاجات عشبية صينية تنتج أدوية مضادة للسرطان

قائمة مختارة من النباتات الطبية الصينية تحتوي على أقوى المركبات المضادة للسرطان يمكنها إنتاج أدوية جديدة لعلاج المرضى

قراءة

©Manfred Ruckszio/ Alamy Stock Photo

تقدم النباتات الطبية المستخدمة في العلاجات التقليدية كنزًا دفينًا محتملاً من المركبات لشركات الأدوية التي تبحث عن علاج ناجع للسرطان. ولكن في ظل وجود العديد من النباتات التي يستخدمها المعالجون، كان من الصعب تحديد النبات الأغنى بالجزيئات المحتملة شبيهة الدواء.

طور العلماء حالياً وسيلة للتنبؤ بأي النباتات أكثر فاعلية. ركز العلماء على 57 نباتًا فقط لاحتمال احتوائها على مركبات مختلفة مضادة للسرطان، وذلك من قائمة تضم أكثر من 2,400 نبات موجودة بقاعدة بيانات "آت تايوان" للطب الصيني التقليدي، وهي أكبر مستودع مفتوح على مستوى العالم للأدوية الصينية التقليدية. وتتضمن قاعدة البيانات تفاصيل حول العلاقة التي تربط هذه النباتات بأكثر من 21 ألف مركب نقي.

يقول الباحث المتخصص في المعلوماتية الحيوية شاو زينج داي، من معهد كونمينج لعلم الحيوان التابع للأكاديمية الصينية للعلوم: إن هذه القائمة المتنوعة التي تضم 57 نباتًا وما تحمله من مركبات "تستحق إجراء المزيد من الدراسات عليها، فهي توفر فرصاً إضافية لتطوير أدوية جديدة لعلاج السرطان".

استخدم داي وزملاؤه أساليب حاسوبية لتحديد أي من آلاف المركبات الموجودة في "قاعدة بيانات آت تايوان للطب الصيني التقليدي" لديها إمكانات محتملة لمكافحة السرطان. ففي عام 2012 طور الفريق أسلوبًا حاسوبيًّا يسمى CDRUG يقارن التركيب الكيميائي لجزيئات ذات نشاط غير معلوم بجزيئات أخرى ثبت حملها لخواص مضادة للسرطان موجودة في مكتبة ضخمة. باستخدام هذه الطريقة، تمكن الفريق البحثي من التركيز على 5,278 مركبًا يشبه جزيئيًّا أدوية معروفة مستخدمة في علاج السرطان وأخرى مرشحة لعلاجه.

ثم بحث فريق داي بعد ذلك عن النباتات التي تتوفر فيها تلك المركبات. وتوصل التحليل الذي أجروه إلى 57 نباتًا، يحتوي كل منها على ثمانية مركبات على الأقل لديها القدرة على استهداف الورم. بينما احتوى عشب الجياوجولان المتسلق واسمه العلمي Gyostemma pentaphyllum على أكبر عدد من تلك المركبات، إذ وجدوا به 104 مركبات.

كشف بحث في الأدبيات العلمية المنشورة حول الموضوع عن أن علماء تعرفوا في السابق على العديد من تلك النباتات الحاملة لخصائص مضادة للسرطان. وشملت تلك النباتات الجينسنج، والمريمية الحمراء، والجريس الصيني، والعديد من الأعشاب والشجيرات الأخرى. ومع ذلك، لم تجر دراسة على نطاق واسع من قبل على أربعة وعشرين من النباتات الغنية بالمركبات المحتملة المضادة للسرطان. يقول داي إن هذه النباتات التي تم التعرف عليها حديثًا تفتح "مجالًا أوسع للبحث عن عناصر محتملة مضادة للسرطان".

حقق هذا النهج بعض النجاحات في الماضي، فمنذ أكثر من خمسين عامًا، على سبيل المثال، استُخرج دواءان للعلاج الكيميائي (الفينبلاستين والفينكرستين) من نبات حلزون البحر الوردي (العِناقِيَّة)، وهو أحد النباتات المهمة المستخدمة في الطب التقليدي الصيني. وتتضمن حالياً قائمة الأدوية الأساسية التابعة لمنظمة الصحة العالمية هذين العلاجين الكيميائيين بصفتهما اثنين من أهم الأدوية اللازمة في نظام الرعاية الصحية الأساسي.

يقترح تحليل داي وزملاؤه نباتات أخرى لدراستها للوصول إلى المزيد من الأدوية المحتملة. وقد تمتد أساليبهم التوقعية إلى قوائم من النباتات المستخدمة في ثقافات أخرى، تتضمن تلك المستخدَمة في الطب التقليدي العربي.

References

  1. Dai, S. X., Li, W. X., Han, F. F., Guo, Y. C., Zheng, J. J. et al. In silico identification of anti-cancer compounds and plants from traditional Chinese medicine database. Scientific Reports. (2016).| article

أقرأ أيضا

الآثار الجانبية لمُثبِّطات نقاط التفتيش المناعية تتراوح بين الضعف والشدة

دراسةٌ سعودية صغيرة الحجم تُبيِّن أن علاج السرطان عادةً ما يُسبِّب آثارًا جانبية طفيفة، لكن هذه الآثار تكون أكثر شدةً في بعض الأحيان.

أمل جديد لمرضى ليمفوما هودجكين

بحث جديد يُبيِّن أن إضافة مُركَّب ترافقي معروف يمزج بين الأجسام المضادة والعقاقير إلى خطة علاج كيميائي تقليدي، ربما تساعد في التغلب على مقاومة الأدوية.

خلايا مناعية مُعزَّزة من أجل مقاومة سرطان الغدد الليمفاوية

نهجُ علاج مناعي قائم على تهيئة الخلايا المناعية لدى المريض، كي تصبح قادرة على التصدي لخلايا سرطانية مُحدَّدة، يُظهر نتائج واعدة في مقاومة أورام ليمفاوية نادرة.