تصعب عملية توصيل الدواء عبر الجلد؛ حيث يتكون من طبقة واقية غير نفّاذة لأغلب المركبات. وإيجاد حل لهذه المسألة أمر مثير للاهتمام، فعلى عكس الطريق الوريدي، يعتبر إيصال العلاجات عبر الجلد أسلوباً غير جائر، كما أنه يتجاوز المرور على الجهاز الهضمي، مما قد يحسِّن من امتثال المريض لتناول الدواء.

"هذا هو السبب في اكتساب مسألة إيصال الجزيئات الدوائية من خلال الجلد اهتماماً علمياً هائلاً على مدى السنوات الماضية"، كما يقول أنكور جوتام، الباحث في مجال المعلوماتية الحيوية من معهد التكنولوجيا الميكروبية التابع لمجلس البحوث العلمية والصناعية في الهند.

اكتشف جوتام وزملاؤه في وقت سابق أن أحد الببتيدات (مركب مكون من أحماض أمينية مرتبطة ببعضها)، لديه خاصية اختراق الخلية، ويستطيع أيضاً توصيل مجموعة من جزيئات المواد العلاجية عبر أغشية الخلايا السرطانية.

الببتيد المسمى IMT-P8، ينتمي إلى عائلة من الببتيدات القادرة على النفاذ إلى داخل الخلايا من خلال الأغشية الحيوية دون التسبب في إحداث ضرر جسيم. كما أن لديه القدرة على نقل حمولات متنوعة -مثل جزيئات صغيرة، وببتيدات، وبروتينات، وأحماض نووية، وجسيمات نانوية- إلى داخل الخلية.

يقول جوتام إن من أكثر الأشياء التي اكتشفوها إثارةً، أن الببتيد IMT-P8 يستطيع، في الفئران أيضاً، أن يعبر الطبقة المُتَقَرِّنَة، وهي الطبقة الخارجية للجلد المكونة من خلايا ميتة.

يشير هذا الاكتشاف إلى أن الببتيد IMT-P8 قد يكون مرشحاً محتملًا لتوصيل مختلِف التركيبات الدوائية لعلاج العدوى الجلدية الموضعية، في المستقبل.

يشير جوتام إلى أن الدراسة ما زالت أولية، وأن إيصال العلاجات موضعياً باستخدام ببتيدات صغيرة ما زال في مراحله البدائية.

ويضيف: "دراستنا تُعَد خطوة إلى الأمام في هذا الاتجاه. ونؤمن أنه في المستقبل سيتم تقييم العديد من الببتيدات الأخرى المحتملة، التي لديها إمكانات النفاذ إلى داخل الخلايا، من حيث قدرتها على إيصال الدواء من خلال الاستخدام الموضعي".

ويوضح جوتام أنهم بحاجة لإجراء العديد من الخطوات قبل تطبيق نتائج تلك الاكتشافات على البشر. ويضيف: "اختبرنا الببتيد IMT-P8 على جلد الفئران، ونخطط لاختبار قدراته على عينات لخزعات من الجلد البشري".

كما يخطط فريق البحث أيضًا لتصميم تركيبات مختلفة من الببتيد IMT-P8 لتحسين قدرته على الاختراق والتوصيل.

References