حمية البحر المتوسط للحماية من السرطان

اتباع حمية البحر المتوسط يخفض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم إلى النصف في إيطاليا

قراءة

BSIP SA / Alamy Stock Photo

توصل بحث أُجري مؤخرًا في إيطاليا إلى أن اتباع حمية البحر المتوسط يقلل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. فقد بيّن تحليل يدمج ثلاث دراسات سابقة أنّ الحمية الغذائية قد تسهم في خفض خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان بنسبة تصل إلى 50%، مما يؤكد نتائج الدراسات السابقة.

من المعروف أنّ لأطعمة وعناصر غذائية معينة تأثيراً على خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، لكن هذه الأطعمة لا يتناولها الإنسان بمعزل، بالتالي فإنّه من الأنسب النظر إلى أثر الحمية الغذائية ككل.

وقد توصلت دراسات سابقة إلى أنّ حمية المتوسط تقلل خطر الإصابة بأنواع عدة من السرطان، تتضمن سرطان القولون والمستقيم، لكنّ تأثيرها في بلدان معينة ما زال غير واضح. وهو ما دفع فالنتينا روساتو -من جامعة ميلانو في إيطاليا- و زملائها، لتقييم تأثيرات هذه الحمية على خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في إيطاليا.

وتُعرَف حمية البحر المتوسط بأنها نظام غذائي يستهلك فيه الشخص الخضراوات والبقوليات والفاكهة والمكسرات ورقائق الحبوب والأسماك وزيت الزيتون، مع استهلاك منخفض للخمر، بالإضافة إلى استهلاك منخفض إلى متوسط لمنتجات الألبان، واستهلاك منخفض للحوم.

حلل الفريق معطيات ثلاث دراسات سابقة أُجريت في إيطاليا؛ شملت أكثر من 10,500 شخص. لكل مشترك، احتُسِبت درجة من صفر حتى تسعة، لتعكس مدى التزامه بحمية البحر المتوسط؛ إذ تعكس الدرجة التي حازها كل مشترك في الدراسة ما إذا كان استهلاكه للمكونات الغذائية التسعة المميِّزة لهذا النظام الغذائي، خلال السنتين الماضيتين، أكبر من متوسط استهلاك المشتركين الذين لم يُصابوا بسرطان القولون والمستقيم أو أقل من المتوسط.

وجد الباحثون أنّ الأشخاص الذين سجلوا أعلى درجة للامتثال الكلي للحمية الغذائية، انخفض خطر إصابتهم بسرطان القولون والمستقيم إلى النصف مقارنة بمن سجلوا درجة أقل للامتثال، ما يوضح الفائدة الجلية لهذا النظام الغذائي. كما توصل الباحثون إلى أنّ التأثير على خطر الإصابة بالسرطان كان متبايناً بين كل عنصر من العناصر الغذائية المختلفة.

فقد انخفض خطر الإصابة بالسرطان عند زيادة استهلاك الخضراوات والبقوليات والفاكهة والمكسرات والأسماك؛ وعند استهلاك الدهون الأحادية المشبعة بنسبة أعلى من الدهون المشبعة، وكذلك عند الاستهلاك المنخفض للحوم. وعلى النقيض من ذلك، ازداد خطر الإصابة بالسرطان مع زيادة استهلاك رقائق الحبوب والبطاطس والاستهلاك المنخفض للحليب ومنتجات الألبان. أما استهلاك الكحوليات فلم يظهر لها تأثير مهم.

تبيّن هذه الدراسة أن العلاقة بين الحمية الغذائية وسرطان القولون والمستقيم متناسقة بصرف النظر عن العمر والجنس والمستوى التعليمي أو مؤشر كتلة الجسم ومستوى النشاط البدني والطاقة الكلية المستهلَكة أو حتى وجود تاريخ لسرطان الأمعاء. يقول الباحثون بأنّ الاختلافات بين البلدان وبين الأساليب المختلفة المستخدمة في تصميم الدراسات الأخرى، يجعل من الصعب المقارنة بين الدراسات، إلّا أنّ نتائج الدراسة الحالية تتوافق مع ما توصلت إليه الدراسات السابقة التي أجريت في إيطاليا.

References

  1. Rosato, V., Guercio, V., Bosetti, C., Negri, E., Serraino, D. et al. Mediterranean diet and colorectal cancer: a pooled analysis of three Italian case–control studies. British Journal of Cancer.  (2016).| article

أقرأ أيضا

تسليط ضوء جديد على موت الخلايا السرطانية

رؤية ثاقبة على موت خلايا سرطان الغدد الليمفاوية المدفوع بالأجسام المضادة، قد تقود إلى علاجات مضادة للسرطان معززة الفاعلية والإنتقائية.

نشاط مزدوج لجزيء مضاد للسرطان

عامل مضاد للسرطان يقتل الخلايا بطريقتين مختلفتين، مقدمًا بذلك وسيلة فعالة للعلاج.

نظرة عن كثب لسرطان الغدة الدرقية

إلقاء نظرة فاحصة على التعبير الجيني في سرطان الغدة الدرقية الحليمي يفتح الباب لمزيد من الفرص للكشف عنه.