25 أبريل 2017
مرض اللوكيميا النخاعية الحادة،المعروف أيضًا بابيضاض الدم النخاعي الحاد (AML)، هو نوع من السرطان يتسم بالنمو السريع لخلايا دم بيضاء غير طبيعية في نخاع العظم، ويمثل ما نسبته 15%-إلى20% من حالات اللوكيميا في الأطفال. ومع التقدم الحديث في العلاج والرعاية الداعمة، تحسنت نسب بقاء الأطفال المصابين بهذا النوع من السرطان على قيد الحياة، في الدول المتقدمة مثل أيرلندا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، وبلغت 60%–إلى 70%. ومع ذلك، فإن وضع الأطفال المصابين بهذا النوع من اللوكيميا في الدول النامية -وتحديدًا في دول الشرق الأوسط-ما زال غامضًا.
واصل جستنية،من مركزالأميرة نورة بنت عبدالرحمن الفيصل للأورام، التابع للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني في السعودية، أجرى وزملاؤه دراسة اسْتِعَادِيَّة "بأثر رجعي"،حول وضع الأطفال المصابين باللوكيميا النخاعية الحادة في المملكة. ووجدوا أن استراتيجية الاستجابة للمخاطر التي اتبعتها البلاد،عززت نسب النجاة لتصل إلى المعايير العالمية.
ويُعَد حاليًّا الانتكاس بالمرض -أي عودة نشاط اللوكيميا مرة أخرى- العائق الأكبر الذي يحول دون علاج المرض والشفاء منه. تتبع الباحثون وضع 175 مريضاً بسرطان اللوكيميا النخاعية الحادة،تتراوح أعمارهم بين أربعة عشر عاماً وأقل،على مدار خمس سنوات،وذلك في تسعة مؤسسات طبية بالمملكة العربية السعودية. ولاحظ الباحثون فشل علاج 12%منهم في المرحلة الأولى من العلاج، وتعرُّض 38.3%منهم للانتكاس، بينما توفي 37.7% منهم في أثناء مدة الدراسة،وبلغت حالات الانتكاس التراكمية، والوفاة دون التعرض للانتكاس 43.1% و9.8% على التوالي.
والأهم من ذلك، أن النسب الإجمالية لنجاة الأطفال قُدِّرت بحوالي(58.8 ± 4)%، وهي قريبة جداًمن النسب العالمية، ففي أمريكا الشماليةبلغت (65.4 ± 4)%، وفي المملكة المتحدة وهولندا ونيوزيلندا، بلغت 61%. ويرجع السبب وراء هذه النسبة غير المتوقعة في السعودية إلى أمرين: عمليات زرع الخلايا الجذعية المكونة للدم، وضبط العلاج وفق حالة كل مريض. والسببالأخير تحديدًا يوظف نظاماً قائماًعلى تصنيف المخاطر والاستجابة للعلاجات،مما يحسن من اختيار العلاج المناسب لمختلف مرضى اللوكيميا النخاعية الحادة.
تُعَد المملكة العربية السعودية دولة غنية بالموارد وذات دخل مرتفع، فهي توفر علاج السرطان بالمجان للمرضى من مواطنيها. وقد زادت أعداد مراكز السرطان في المملكة العربية السعودية خلال العشرين عاماً الماضية،مما أدى إلى تحسين فرص الحصول على العلاج والرعاية الداعمة.
تشير الدراسة إلى المميزات والفوائد الملحوظة لأسلوب ضبط العلاج وفق حالة كل مريض باللوكيميا النخاعية الحادة باستخدام استراتيجية الاستجابة للمخاطر، وإلى أنه بالتطبيق الصحيح لهذه الاستراتيجية، ستقتر بمعدلات النجاة في الدول النامية من مثيلاتها في الدول المتقدمة.
يقول جستنية:"يتطلب التحسين المستقبلي لنتائج علاج اللوكيميا النخاعية الحادة في الأطفال بالسعودية مزيدًا من الإحكام لتصنيف المخاطروتقييمها، وكذا لعملية ضبط العلاج ليلائم كل مريض على حدة،علىأساس الخطورة والاستجابة".
References
Jastaniah, W., Al Ghemlas, I., Al Daama, S., Ballourah, W. Bayoumy, M. et al. Clinical characteristics and outcome of childhood de novo acute myeloid leukemia in Saudi Arabia: A multicenter SAPHOS leukemia group study. Leukemia Research (2016). | article