فهم الطبيعة الوراثية لعيوب القلب الخِلقية

أدلة جديدة تستشف العيوب الخِلقية للقلب في نسل الآباء الأصحاء

قراءة

N/A

دراسة من كُبريات الدراسات الجينية الدولية في أمراض القلب الخِلقية، تسلط الضوء على أهمية الطفرات الجينية التلقائية غير الموروثة من الوالدين، وذلك في أشكال خاصة من المرض.

تتطور عيوب القلب الخِلقية في الرحم، وهي السبب الأكثر شيوعًا في العالم لوفيات الرُّضّع المرتبطة بالعيوب الخِلقية، إذ تؤثر على مولود واحد تقريبًا من كل 100 مولود جديد. وقد حدد الباحثون العديد من الجينات المرتبطة بأمراض القلب الخِلقية، بيد أن عوامل أخرى، مثل إصابة الأم بداء السكري، أو تعاطي مضادات التخثُّر أو الأدوية المضادة للصرع خلال فترة الحمل، قد تزيد قليلًا من خطر الإصابة بأمراض القلب الخِلقية.

ولإلقاء مزيد من الضوء على الأساس الجيني لوراثة أمراض القلب الخِلقية، قام ماثيو هيرلز -من معهد ويلكوم ترست سانجر بالمملكة المتحدة- وزملاؤه بتعيين تسلسُل الجزء المعني بترميز البروتين في جينوم 1891 طفلًا مصابًا بأمراض القلب الخِلقية، وآبائهم. واختير المرضى من مراكز طبية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا وألمانيا وبلجيكا والمملكة العربية السعودية.

تقدم نتائج الباحثين، التي نُشرت في دورية نيتشر جينتكس Nature Genetics، أول دليل واضح على الاختلافات الوراثية بين شكلين من أشكال المرض.

ففي متلازمة أمراض القلب الخِلقية، حيث يمثل المرض مشكلة من بين العديد من المشكلات التنموية مثل التشوُّهات في الأعضاء الأخرى أو الإعاقة الفكرية، وُجد أن العيوب أكثر رجحانًا بسبب طفرات جديدة لم تورَث من الوالدين.

ومع ذلك، لم تكن هذه الطفرات التلقائية موجودة لدى الأطفال الذين يعانون من عيوب منفردة في القلب، تُعرَف بأمراض القلب الخِلقية غير المتلازمة، وغالبًا ما ورثوا المتغيرات الجينية الضارة من والدين أصحاء.

ويصف الباحثون أيضًا ثلاثة اضطرابات نادرة جديدة لمتلازمة أمراض القلب الخِلقية، تسببها طفرات جديدة في جينات لم تكن مرتبطة سابقًا بأمراض القلب الخِلقية. ومن شأن تحديد وظائف هذه الجينات تسليط مزيدٍ من الضوء على الآليات البيولوجية المهمة المشاركة في التطور الجنيني الطبيعي.

قد تكون هذه النتائج مفيدة في تصميم الدراسات الجينية المستقبلية. ولتحديد أبرز الجينات المرتبطة بأمراض القلب الخِلقية، ستستفيد الدراسات على المصابين بأمراض القلب الخِلقية غير المتلازمة، الذين يشكلون 90% من المصابين بأمراض القلب الخِلقية في أنحاء العالم، من تعيين تسلسل جينومات الوالدين والأشقاء غير المصابين.

إن فهم الأسباب المحتملة للإصابة بأمراض القلب الخِلقية لا يسرّع وتيرة أبحاث آليات الأمراض والعلاجات الممكنة فحسب، بل يساعد الأطباء أيضًا على تقديم نصائح أكثر دقةً للوالدين حول فرص إنجابهم طفلًا ثانيًا مصابًا بالمرض. يقول سعيد التركي -اختصاصي علم الأمراض الجزيئية، الذي يعمل بمدينة الملك عبد العزيز الطبية في الرياض-: "هذه النتائج لها تأثير فوري ومباشر على كيفية تقديم المشورة للمرضى، وتنظيم الأسرة، والتشخيص قبل الولادة".

References

  1. Sifrim, A., Hitz, M-P., Wilsdon, A., Breckpot, J., Al Turki, S.H., et al. Distinct genetic architectures for syndromic and nonsyndromic congenital heart defects identified by exome sequencing. Nature Genetics 48, 1060–1065 (2016).  | article

أقرأ أيضا

الارتقاء بجودة فحوص العلاج الجينيّ

يعكف الباحثون على تطوير استراتيجية لتحسين الكشف عن التلوُّث في فحوص التنشيط الجينيّ لدى الرياضيين.

كشف غموض الاضطرابات العقلية

يطرح تسلسل الحمض النووي تشخيصات وسبلاً لعلاج المرضى الذين يعانون اضطرابات عقلية غير مفسَّرة.

التوصل لسبب مرض نادر مرتبط بأحد الأحماض الأمينية

طفرة جينية مكتشفة حديثًا تفسر اضطراب عملية الأيض لدى فتاة سعودية