التحديد الدقيق لعوامل الخطر المسببة لسرطان البنكرياس

قواعد بيانات ضخمة للجينات تساعد الباحثين على تمييز سمات نمط الحياة المسببة لسرطان البنكرياس.

@ 2 0 1 7 S C I E N C E P H O TO L I B R A RY / A L A M Y S TO C K P H O TO  

سرطان البنكرياس هو أحد أكثر السرطانات فتكًا في العالم، وغالبًا ما يتم تشخيصه في مرحلة متأخرة بسبب عدم ظهور أعراض مبكرة له. وتزيد صعوبة علاج هذا المرض في مراحله المتأخرة منضرورة الوقاية الفعالة من الإصابة به أساساً.

وقد أحرز العلماءبعض التقدُّم فيالتعرُّف علىعوامل الخطر المسببة لسرطان البنكرياس؛ إذاستطاع ماتياس يوهانسون -الطبيب الذي تحول اهتمامه إلى علم الوراثة، والذي يعمل لدى الوكالة الدولية لبحوث السرطان في ليون بفرنسا- بالتعاون مع زملائه التركيز على عوامل خطر محددة مسببة للمرض، عن طريق دراسة كيفية ارتباط "الواسمات" الوراثية بسرطان البنكرياس.

يقول يوهانسون: "المثال التقليدي في هذا المضمار هو أناحتمال الإصابة بسرطان الرئة يزداد لدى محبيشرب القهوة. ولكن في الواقع، يرجع السبب وراء ذلك إلى أن محبّي القهوة عادةً ما يدخنون أكثر من غيرهم، وبالطبع، فإن التدخين هو عامل الخطر الحقيقي للإصابة بالسرطان. ونطلق على هذه الظاهرة ظاهرة الالتباس".

حدّد يوهانسون وفريقه تسلسلات الحمض النووي المرتبطة بعوامل الخطر المشتبه في تسبيبها سرطانَ البنكرياس، مثل السمنة وشكل الجسم ومقاومة الإنسولين والإصابة بداء السكري من النوع الثاني. ثم أجروا تحليلًا وراثيًّا لأكثر من 14 ألف شخص لمعرفة كيفيةارتباط "الواسمات" بسرطان البنكرياس.

أظهرت النتائج أن السمنة وارتفاع مستويات الإنسولين من العوامل المسببة لسرطان البنكرياس، في حينجاءت الإصابة بداء السكري من النوع الثاني من ضمن عوامل "الالتباس"، أي من الصفات غير المسببة للمرض. ويضيف يوهانسون: "فيما يتعلق بالسمنة، تأكد بالفعل ارتباطها بالمرض،كان لدى الجميع اعتقاد بأنها أحد عوامل الخطر المسببة للمرض، لذا كان من المطَمْئن أن نرى صحة هذا الاعتقاد في التحليل الذي أجريناه". وقد أوضح يوهانسون أيضًا أنتعقيد تطوُّر داء السكري يعنيضرورة توخي الحذر عند تفسير عدم ارتباطه الظاهريبذلك المرض.

ولكن الأمر أكثر وضوحًا في حالة السمنة والإنسولين، يقول يوهانسون:"ثمة عدد من الفرضيات حول كيفية تسبُّب السمنة في الإصابة بالسرطان؛ منها الاضطرابات الهرمونية، والالتهابات، وارتفاع مستويات الإنسولين. والإنسولين في حد ذاته له تأثيرات متعددةتحفز الإصابةبالأورام، وهذا الأمر يفسر -جزئيًّا على الأقل- ارتفاع عوامل خطر الإصابة بسرطان البنكرياس لدى مرضى السمنة".

قضىيوهانسون قرابة خمسة عشر عامًا من عمره بهذا المجال، ولكنه يقول إنه الآن فقط بدأت مسارات البحث والاستقصاءهذه تؤتي ثمارها بالفعل، ويعود الفضل في هذا إلى قواعد بيانات الجيناتالعامة، التي تتيح إجراء دراسات واسعة النطاق حول تأثير الحمض النووي على صحة الإنسان في حياته. وفوائد هذا الأمر تتخطى نطاق الحصر، "إنه يثري فهمنا بشكل مباشر لمسببات أحد الأمراض، وهو أمر ضروري للوقاية من ذلك المرض".

References

  1. Carreras-Torres, R., Johansson, M., Gaborieau, V., Haycock, P. C., Wade, K. H. et al. The role of obesity, type 2 diabetes, and metabolic factors in pancreatic cancer: A Mendelian randomization study. Journal of the National Cancer Institute  | article

أقرأ أيضا

خلايا مناعية مُعزَّزة من أجل مقاومة سرطان الغدد الليمفاوية

نهجُ علاج مناعي قائم على تهيئة الخلايا المناعية لدى المريض، كي تصبح قادرة على التصدي لخلايا سرطانية مُحدَّدة، يُظهر نتائج واعدة في مقاومة أورام ليمفاوية نادرة.

الآثار الجانبية لمُثبِّطات نقاط التفتيش المناعية تتراوح بين الضعف والشدة

دراسةٌ سعودية صغيرة الحجم تُبيِّن أن علاج السرطان عادةً ما يُسبِّب آثارًا جانبية طفيفة، لكن هذه الآثار تكون أكثر شدةً في بعض الأحيان.

استبيان قياس درجة عُرضة السعوديين للإصابة بداء السكري» يتنبأ

طور باحثون سعوديون أداةً لتحديد الأفراد البالغين المعرَّضين لخطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.