3 مارس 2019
بيَّن باحثون من كندا أن الصيام المتقطِّع بإمكانه تحفيز الجهاز الأيضيّ لدى الفئران لتحويل الأنسجة الدهنيّة البيضاء إلى دهون مُحرقة للطاقة، وهو ما يقلل الدهون الزائدة في الجسم. ويمكن للنتائج التي توصل إليها الباحثون أن تقدِّم معلومات مهمّة تساعد في توجيه تصميم العلاجات المستقبليّة لداء السكري من النوع الثاني وكذلك السِّمْنَة.
يقول هون-كي سونج، من مستشفى الأطفال المرضى Hospital for Sick Children وجامعة تورونتو، والذي قاد فريق البحث الدوليّ مع زميله تشي-تشونج هوي: "ثمة رابط واضح بين الأمراض الأيضيّة وأنماط الحياة غير الصحيّة وعادات الأكل". ويضيف قائلًا: "ويُعد الصيام المتقطّع أحد التدخلات العلاجية المحتملة، ومن المعروف عنه بالفعل أنه يحفِّز استجابةً أيضيةً معينة".
ينشِّط الصيام عمليّةً تقوم بتحويل الأنسجة الدهنيّة البيضاء –التي تخزِّن الطاقة وتُوجَد بإفراط لدى المرضى المصابين بالسمنة- إلى دهون "بنية فاتحة" تزوِّد الجسم بالطاقة عوضًا عن الطعام. وقد أراد فريق سونج وهوي اكتشاف الآليّة التي تعمل بها هذه العمليّة بالتحديد.
استخدمت الدراسات السابقة على الفئران الصيام المتقطِّع بنظام "صيام ليوم واحد/غذاء عادي ليوم واحد"، لكن ظلّ من غير المعروف ما إذا كانت السعرات المتناقصة هي المسؤولة عن فقدان الوزن أم لا.
ولمعرفة ذلك، جعل الباحثون ثلاث مجموعات من الفئران؛ إحداها سليمة، والأخرى مصابة بالسمنة، والثالثة مصابة بالسكريّ، تتبع نظامًا غذائيًّا يعتمد على "الصيام ليوم واحد/أكلٌ معتاد لمدة يومين" لمدة 16 أسبوعًا، وقارنوا نتائج تلك الفئران بالمجموعات الضابطة. كانت الفئران في مجموعات الصيام المتقطِّع تتناول المقدار الكليّ نفسه من السعرات الذي تتناوله فئران مجموعات المقارنة، إذ كانت تتبع نظامًا غذائيًّا عاديًّا أو نظامًا غذائيًّا عالي الدهون بنسبة 45%، وهو ما يتيح التقييم الدقيق لمدى استجابة الأنسجة الدهنيّة للصيام، بغضّ النظر عن السعرات الحرارية.
كانت جميع الفئران الخاضعة لنظام الصيام المتقطِّع ذات وزن جسدٍ أقل من الفئران الخاضعة للنظام الغذائي غير المعتمد على الصيام. وقد تبيَّن أن هذا الأثر أكبر لدى الفئران التي تتناول نظامًا غذائيًّا عالي الدهون.
يقول سونج: "اكتشفنا أن الصيام المتقطع بنسبة 2 إلى 1 لا يمنع إصابة الفئران بالسمنة فحسب، بل يحسِّن أرقام التحاليل الأيضيّة لدى الفئران المصابة بالسكريّ أيضًا عن طريق تغيير نوعية الأنسجة الدهنيّة". ويضيف قائلًا: "حفَّزت فترة الامتناع عن الأكل خلايا مناعيّة مضادة للالتهاب توجد في الأنسجة الدهنيّة، وعززت مستويات جين VEGF، الذي يُسهِم في تكوين الأوعية الدمويّة. ويجتمع هذان العاملان لتحويل الدهون البيضاء إلى دهون بنيّة فاتحة مبددة للطاقة".
وقد بيَّنت تجارب إضافية على فئران صائمة جرى فيها تعطيل الجين VEGF أن تحوّل الدهون البيضاء إلى دهون بنيّة لم يحدث، وهو ما يشير إلى أن التعبير عن الجين VEGF جزءٌ حيوي من العمليّة.
تشير هذه النتائج إلى أن الحالة الأيضيّة لدى الإنسان قد تتأثر بشدة بدورة الأكل اليومية. يقول سونج: "تتمثل خطواتنا التالية في دراسة كيفيّة تطبيق النتائج التي توصلنا إليها في التعامل مع الأمراض الأيضيّة والوقاية منها".
References
- Kim, K-H, Kim, Y.H., Son, J.E., Lee, J.H., Kim, S., et al. Intermittent fasting promotes adipose thermogenesis and metabolic homeostasis via VEGF-mediated alternative activation of macrophage. Cell Research | article