الكشف عن محركات نمو الأورام الأوليَّة

اتضح أنه يمكن لبروتينات رئيسية أن تسهم في تطور السرطان المبكر أكثر مما كان يُعتقد سابقًا. 

قراءة

Andreas Fülscher Schliemann / Alamy Stock Photo

من المعروف على نطاق واسع أن النقائل –أو الخلايا السرطانية التي تنتشر من ورمٍ أوَّليٍّ إلى أجزاء أخرى من الجسم– هي المسبب الرئيسي للوفيات المرتبطة بالسرطان.  

تخضع الأسباب المحفزة لتكوين النقيلة للبحث المكثَّف. وقد ركَّزت دراسات عديدة على عملية الانتقال من الحالة الظهارية إلى الحالة المتوسطية المعروفة اختصارًا بـ (EMT)، وهي العملية التي وُصفت لأول مرة في أجنة الفِراخ في أوائل الثمانينيات، بكونها وسيلةً لاستكشاف ما إذا كانت الخلايا السرطانية تستغل هذه العملية التطورية الطبيعية من أجل الانتشار. تنطوي هذه العملية الانتقالية على تحويل الخلايا من الحالة الظهارية، مثل تلك الموجودة في خلايا الجلد والأمعاء، إلى الحالة المتوسطية، مثل تلك الموجودة في خلايا العظام، والعضلات، والغضاريف. وقد تحوَّل الانتباه مؤخرًا إلى عدة بروتينات تقوم بتنشيط هذه العملية، يُطلق عليها عوامل نسخ الانتقال من الحالة الظهارية إلى الحالة المتوسطية. 

وقد كشف فريق بحثي في إسبانيا الآن عن دليلٍ إضافي يشير إلى تأثيرات عاملين من عوامل نسخ الانتقال من الحالة الظهارية إلى الحالة المتوسطية، يطلق عليهما «سنيل» (Snail) و«سيربنت» (Serpent)، أي الحلزون والأفعى، في مرحلة مبكرة من تطور الورم.  

ولاحظ الباحثون أن عوامل نسخ الانتقال من الحالة الظهارية إلى الحالة المتوسطية توجد غالبًا في الأورام الحميدة والأورام الأولية؛ أي «قبل» ظهور النقيلة. يقول الفريق في بحثهم المنشور في مجلة «بلوس جينيتيكس» (PLoS Genetics): «دفعتنا هذه الملحوظة إلى التساؤل عمَّا إذا كانت هذه العوامل تؤدي دورًا في تحفيز نمو الورم الأوليَّ».  

درس الباحثون تأثيرات عاملي النسخ «سنيل» و«سيربنت» في تغيُّر حجم قرص الجناح في ذباب الفاكهة. يشيع استخدام أقراص الجناح الخاصة بيرقات الذباب، التي تتطور فيما بعد لتكوِّن الأرجل والأجنحة وقرون الاستشعار، نموذجًا لدراسة التغيرات الخلوية والجينية.  

وقد أدى كلٌّ من عاملي النسخ «سنيل» و«سيربنت» إلى تكاثر خلايا أقراص الجناح دون ضوابط. ومع ذلك، فقد اكتُشف أيضًا أن عامل النسخ «سنيل» يرتبط بنقص حجم الخلايا، فضلًا عن موتها على نطاق واسع، مما يعني أنه في حالة التوازن لم يزد حجم الأنسجة الكلي. وفي المقابل، ارتبط عامل النسخ «سيربنت» بزيادة في حجم الخلايا دون موتها، مما أدى بالفعل إلى زيادة حجم قرص الجناح.  

أيضًا، عند زرع الأنسجة المشابهة للأورام التي يحفزها عامل النسخ «سيربنت» في بطن ذباب الفاكهة البالغ، استمر النسيج في النمو. يقول الباحثون إن هذه النتائج تشير إلى أن عامل النسخ «سيربنت» يدفع نمو الأنسجة عن طريق «تحفيز الخلايا على التكاثر والنمو إلى ما لا نهاية».

 واستنادًا إلى النتائج السابقة، يقول الباحثون إن آلية عمل عامل النسخ «سيربنت» ربما تكون عن طريق تنشيط عدة مسارات بيولوجية محفزة للورم في الوقت نفسه. وقد استنتجوا أن هذه المسارات، بما في ذلك المساران اللذان يُعرفان على وجه التحديد بمسار «تأشير يوركي» (Yorkie) ومسار «راس» (Ras)، يمكن أن «تعمل بشكل تعاوني في المراحل الأولى من نمو الورم الأوليَّ، وفي وقت لاحق على حثِّ الهجوم والنقائل». 

References

  1.  Campbell, K., Lebreton, G., Franch-Marro, X., & Casanova, J. Differential roles of the Drosophila EMT-inducing transcription factors Snail and Serpent in driving primary tumour growth. PLOS Genetics 14(2): e1007616 (2018).| article

أقرأ أيضا

أمل جديد لمرضى ليمفوما هودجكين

بحث جديد يُبيِّن أن إضافة مُركَّب ترافقي معروف يمزج بين الأجسام المضادة والعقاقير إلى خطة علاج كيميائي تقليدي، ربما تساعد في التغلب على مقاومة الأدوية.

الآثار الجانبية لمُثبِّطات نقاط التفتيش المناعية تتراوح بين الضعف والشدة

دراسةٌ سعودية صغيرة الحجم تُبيِّن أن علاج السرطان عادةً ما يُسبِّب آثارًا جانبية طفيفة، لكن هذه الآثار تكون أكثر شدةً في بعض الأحيان.

خلايا مناعية مُعزَّزة من أجل مقاومة سرطان الغدد الليمفاوية

نهجُ علاج مناعي قائم على تهيئة الخلايا المناعية لدى المريض، كي تصبح قادرة على التصدي لخلايا سرطانية مُحدَّدة، يُظهر نتائج واعدة في مقاومة أورام ليمفاوية نادرة.