17 يونيو 2019
درس فريقٌ من العلماء من المملكة العربيّة السعوديّة 1550 حالة مسجَّلة مصابة بعدوى فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة (MERS-CoV) في دول مجلس التعاون الخليجيّ لمعرفة مدى تفشي المرض في شبه الجزيرة العربيّة.
اكتُشِفَ فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة للمرة الأولى في المملكة العربية السعوديّة عام 2012، ومنذ ذلك الحين سجَّلت منظمة الصحة العالميّة 2000 حالة مصابة بعدوى الفيروس حول العالم. كان المرضى المصابون بالعدوى ينتمون إلى 27 دولة، وسُجِّلت أعلى نسب الإصابة في الشرق الأوسط وكوريا. ونظرًا لارتفاع معدلات الوفيات بين المرضى الذين تأكدت إصابتهم بواسطة فحوص المختبرات، فإن ثمَّة حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات لاحتوائه.
اكتشف محمود علي، الباحث في "مركز الملك عبد الله العالميّ للأبحاث الطبيّة" KAIMRC، وزملاؤه أن 93% من حالات الإصابة المسجَّلة بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة في دول مجلس التعاون الخليجيّ في الفترة بين يونيو 2012 ويوليو 2016 كانت في المملكة العربيّة السعوديّة، وكانت العاصمة الرياض هي التي تعرضت لأشرس هجمات الفيروس (بنسبة 52.4% من الحالات على مستوى الدولة).
ولا يزال سبب ارتفاع تفشي الفيروس في السعوديّة مجهولًا. تعقَّب العلماء أصل الفيروس وصولًا إلى الخفافيش الأفريقيّة، إلا أنه جرى عزله عام 2014 من الجِمال العربيّة وحيدة السنام، وثمة أدلّة تشير إلى أن هذه الجمال ربما ظلّت تؤدي دور العائل الوسيط للفيروس عقودًا عديدة. ولا يُعْرَفُ الكثير عن كيفية انتقال الفيروس من الجِمال إلى البشر، إلا أن نسبة 8.6% فقط من المصابين بالفيروس هم الذين ذكروا أنهم تعرضوا للحيوانات.
وفي محاولةٍ منه لتخمين سبب تفشي الفيروس في المملكة العربية السعوديّة، يقول علي: "ربما كان لدى السعوديين استعدادٌ جينيّ أَسهَمَ في زيادة قابليتهم للعدوى بالفيروس". وربما تسلِّط الدراسات المستقبلية لجينات الأفراد المصابين مزيدًا من الضوء على هذا الاحتمال.
ورغم أن انتقال الفيروس بين المجموع العام للسكَّان لا يتسم بالكفاءة العالية، فإن الدراسة تؤكد أنه بمجرّد دخول فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة موقعًا للرعاية الصحيّة أو مستشفى، فإنه يشكِّل خطرًا كبيرًا، خاصة على المسنّين ومرضى أقسام الرعاية المركَّزة. وتسلِّط هذه النتائج الضوء على ضرورة انتهاج إجراءات صارمة للسيطرة على العدوى في هذه المواقع.
ومن شأن نتائج الدراسة أن تقدم معلومات مفيدة في توجيه سياسات الصحَّة العامة وتطوير إستراتيجيّات الوقاية. يقول علي: "نأمل تقليل خطر حدوث تفشيات جديدة للفيروس عن طريق تسليط الضوء على أهميّة الوقاية من العدوى والسيطرة على البنى التحتيّة التي تتيح للأطباء والعلماء اكتشاف الفيروس والتعامل معه على الفور".
References
Aly, M., Elrobh, M., Alzayer, A., Aljuhani, S. & Balkhy, H. Occurrence of the Middle East Respiratory Syndrome Coronavirus (MERS-CoV) across the Gulf Corporation Council countries: Four years update. PLoS ONE (2017).| article