29 سبتمبر 2019
يشعر كثير من الأشخاص الذين يخضعون لعلاج الخصوبة بخيبة الأمل نتيجةً لفشل العلاج غير المبرر. وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن السائل المنوي يمكن أن يحتوي على مستويات عالية من البكتيريا التي تقلل من وظيفة وخصوبة الحيوانات المنوية على حدة، وهو ما يشير إلى الأهمية الكبيرة لإجراءا اختبارات الكشف عن العدوى البكتيرية في الحيوانات المنوية وعلاجها قبل الخضوع لعلاج الخصوبة.
مؤخرًا، أثبت محمد عيد حماده وزملاؤه في جامعة سارلاند بألمانيا، ومحمد حمد من جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية في المملكة العربية السعودية، أن وجود جراثيم في المنيّ يؤدي دورًا رئيسيًا في فشل علاج الإنجاب بحقن الحيوانات المنوية داخل السيتوبلازم (ICSI)، والمعروف بالحقن المجهري السيتوبلازمي.
ينطوي الحقن المجهري السيتوبلازمي على حقن حيوان منوي واحد في بويضة ناضجة، وإذا تكون جنين قابل للنمو، فيتم نقله بعد ذلك إلى الرحم. ومع ذلك، يجب أن يكون بالحيوان المنوي المستخدم النسبة الصحيحة من اثنين من البروتينات، البروتامين P1 والبروتامين P2، لتوفير غلاف محكم للحمض النووي بالحيوان المنوي. وإذا لم يتحقق ذلك، فيمكن أن يتفتت الحمض النووي، مما ينتج عنه جنين ضعيف. كما تؤثر قدرة الحيوان المنوي على التحرك بشكل مستقل (حركة الحيوان المنوي) على جودة الحيوان المنوي الكلية.
سجّل حماده وفريقه 84 زوجًا سيخضعون للعلاج بالحقن المجهري في عيادة علاج العقم بجامعة سارلاند. وجمعوا عيّنات السائل المنوي من كل ذكر مشارك وبحللوا سماته، بما في ذلك محتوى البكتيريا في الحيوانات المنوية، ومستويات البروتامين، وسلامة الحمض النووي، وحركة الحيوانات المنوية.
واكتشف الباحثون أن 34.5% من العينات مصابةٌ بنوع واحد على الأقل من البكتيريا بتركيزات عالية بشكل كافي للتأثير على جودة الحيوانات المنوية. وشملت البكتيريا الموجودة في العينات ثلاثة أنواع من المكورات العنقودية Staphylococcus، بالإضافة إلى الإشريكية القولونية Escherichia coli، والمكوّرات المعوية البرازية Enterococcus faecalis، والمكوّرات العقدية Streptococcus. وإلى جانب انخفاض جودة الحيوانات المنوية، اتسمت عينات تجرثم المنيّ بمستويات غير متوازنة من البروتامين بالمقارنة مع الذكور غير المصابين بالبكتيريا. وقد أدى هذا إلى اختلافات كبيرة في معدلات الإخصاب عقب العلاج بالحقن المجهري.
إجمالًا، حملت 34 من إجمالي 84 امرأة بعد العلاج بالحقن المجهري. ووجد الفريق أن الذكور المصابين الذين ترتفع مستويات البروتامين P1 عن البروتامين P2 في الحيوانات المنوية لديهم تقل احتمالات تخصيبهم للإناث. وتشير النتائج إلى أن توازن البروتامينات يمثّل جزءًا حيويًا من خصوبة الذكور.
ومن غير الواضح كيف تؤثر البكتيريا على تكوين الحيوانات المنوية وتركيزها تحديدًا، لكن فريق حماده يعتقد أنها قد تكون مرتبطة بالزيادات في الالتهاب وأنواع الأكسجين التفاعلية التي يطلقها الجهاز المناعي استجابة للعدوى.
ويقول الباحثون في بحثهم المنشور بدوريّة «ريبروداكتيف بيولوجي» Reproductive Biology: "ينبغي للشركاء من الذكور إجراء فحص بكتيري للسائل المنوي، ومن ثم علاج تجرثم المنيّ قبل الخضوع للعلاج بالحقن المجهري". ويضيفون أنه من الضروري إجراء المزيد من الأبحاث حول هذا الموضوع.
References
Zeyad, A., Hamad, M., Amor, H., & Hammadeh, M.E. Relationships between bacteriospermia, DNA integrity, nuclear protamine alteration, sperm quality and ICSI outcome. Reproductive Biology18 (2018). | article