14 أبريل 2020
ثمة فئة من المضادات الحيوية واسعة الاستخدام أثبتت إمكانات واعدة لقمع أنواع معينة من العدوى الفيروسية، إلا أنها لم تكن ذات فائدة تُذكر للمرضى المصابين بـ«متلازمة الشرق الأوسط التنفسية» MERS، حسب ما ذكره باحثون بمركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية (كيمارك).
تُعدّ العقاقير الماكروليدية -التي تستخدم عادةً في علاج أنواع العدوى الحادة والمزمنة، والتي تشمل الإريثروميسين، والروكسيثروميسين، والأزيثروميسين، والكلاريثروميسين- أسلحة مفيدة في ترسانة الأدوية المقاومة للعدوى البكتيرية التي تصيب الجهاز التنفسي. كما تتيح بعض الفوائد الإضافية.
يقول ياسين عربي، الذي يقود فريق كيمارك: "عديد من الدراسات أثبتت أن العقاقير الماكروليدية لها تأثيرات مناعية تنظيمية وقد تكون مفيدة في علاج العدوى الفيروسية".
لكن مع الأسف، لا تكون البيانات دائمًا واضحة، إذ تُثبت بعض الدراسات أن هذه الأدوية يمكن أن تخفف الأعراض لدى المرضى المصابين بالإنفلونزا، أو الفيروس المخلَوي التنفسي، في حين لا تثبت دراسات أخرى ذلك.
والالتهاب الرئوي من السمات الشائعة لـ«متلازمة الشرق الأوسط التنفسية»، وهو مرض تنفسي فيروسي ناجم عن فيروس جديد من فيروسات عائلة كورونا، ويتناول عديدٌ من المرضى الذين يعانون من هذه الأعراض العقاقير الماكروليدية كخطوة أولى في العلاج، وقبل التشخيص الرسمي بوقت طويل. ومن أجل تحديد ما إذا كان هذا العلاج يؤثر في طول فترة المرض أم لا، بحث عربي وزملاؤه في البيانات الطبية المأخوذة من 349 مريضًا من مصابي متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، كانوا نزلاء في 14 مستشفى في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، إذ أُعطي 136 من هؤلاء المرضى مضادات حيوية ماكروليدية.
لم تكن ثمة اختلافات جوهرية من ناحية النتائج السريرية بين مجموعتي المرضى. كان معدل الوفيات في فترة الأيام التسعين التالية لبدء العلاج أقل قليلًا في المجموعة التي خضعت للعلاج بالعقاقير الماكروليدية (60,3% مقابل 70,4%). ويرى الباحثون أن تلك الاختلافات ليست ذات أهمية كبيرة إحصائيًا.
كما لم يكن لهذا العلاج أي تأثير جوهري فيما يتعلّق بتسريع عملية التخلص من الفيروس المسؤول عن الإصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.
وثمة احتمال بأن يكون هذا التحليل قد تأثَّر بعوامل خارجة عن سيطرة الباحثين. لكن عربي يعتقد أن هذا قد يعكس ببساطة الطابع المعقَّد للاستجابة المناعية للعقاقير الماكروليدية، وهو ما يفسِّر بدوره النتائج المتناقضة ظاهريًا التي حصل عليها الباحثون حتى الآن باستخدام تلك الأدوية. يقول عربي: "هذه فيروسات مختلفة، وتصميمات مختلفة للدراسات".
لكن يبدو أن هناك أملًا أكبر لمرضى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في دراسة باسم «ميراكل» MIRACLE، وهي تجربة سريرية بقيادة مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية، ويعكف عربي وزملاؤه حاليًا على استقطاب مرضى الدراسة.
سوف تبحث تجربة «ميراكل» إلى أي مدى يمكن لتركيبة من الأدوية المتعددة المضادة للفيروسات والبروتين المنظّم للمناعة «إنترفيرون β-1b» تعزيز بقاء المصابين بالعدوى على قيد الحياة. ويهدف منسّقو التجربة إلى الانتهاء من جمع بياناتهم السريرية بحلول نهاية هذا العام.