خلُص تحليل أجراه أطبّاء في مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبيّة (كيمارك) إلى عدم وجود أدلّة على أن تناول مكمّلات الماغنسيوم عن طريق الفم، يمكن أن يساعد على علاج مرض الربو، على الرغم مما لها من نفع في السيطرة على أعراض مرض الربو لدى إعطائها عن طريق الوريد.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، يُصاب نحو 235 مليون شخص حول العالم بمرض الربو. ومع أن أغلب الحالات تكون طفيفة نسبيًا ويسهل السيطرة عليها، فإن المضاعفات قد تجعل من تلك الحالة خطرًا يُهدد حياة المريض، إذ تُعزى 300 ألف حالة وفاة إلى مرض الربو كل عام.

كشفتْ الدراسات وجود ارتباط بين مرض الربو وانخفاض نسب الماغنسيوم، رغم أن الآلية التي تربط بينهما يشوبها الغموض. وقد يسهم انخفاض نسب الماغنسيوم بالغذاء في الإصابة بمرض الربو، كما تبيّن انخفاض نسب الماغنسيوم لدى المصابين بالربو مقارنة بغير المصابين به، ويظهر هذا بوضوح في الحالات التي ترد إلى أقسام الطوارئ بالمستشفيات إثر مضاعفات المرض.

ترتَّب على هذه النتائج استخدام الماغنسيوم وريديًا أو بالاستنشاق لعلاج مرض الربو. ومع أن هذه العلاجات تساعد في السيطرة على الحالة، فليس معروفًا إذا ما كان تناول مُكملات الماغنسيوم عن طريق الفم يُحدِث تأثيرًا مشابهًا. ولتقصّي هذا، أجرى فريق من الباحثين بمركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبيّة تحليلًا إحصائيًا للدراسات التي تختبر جدوى إعطاء الماغنسيوم عن طريق الفم للسيطرة على مرض الربو المزمن.

حدَّد الباحثون ثماني تجارب تتفق مع المعايير التي وضعوها للتحليل، أُجْرِيَت في المَجَر والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكيّة والبرازيل وإيران وروسيا، وشملت 917 مشاركًا، من بينهم أطفال وبالغون.

أظهر التحليل أن مُكَمِّلات الماغنسيوم لم تؤدِّ إلى تحسُّن أداء المرضى في اختبار استجابة الرئتين أو مقدار نَفَس الزفير الذي يستطيع المرضى أن يُطلقوه دفعة واحدة؛ وهما مؤشران من مؤشرات الربو. استنتج الباحثون مما تقدّم أنه لا توجد مدعاة للتوصية بمكمِّلات الماغنسيوم علاجًا للمرضى المصابين بمرض الربو الطفيف إلى متوسط الشدة، وإن أشاروا إلى أن نتائج التجارب الجارية المُسجَّلة قد تُغَيِّر من استنتاجاتهم.

كذلك تؤثر أوجه قصور هذه التجارب في استنتاجات الباحثين. فعلى سبيل المثال، كانت أحجام العينات صغيرة نسبيًا، كما افتقرت بعض التجارب إلى بيانات مهمّة. كذلك لم تُقسّم التجارب المرضى بشكل واضح في كل الأحيان على أساس جرعة الماغنسيوم التي يتلقونها، أو على أساس العلاج الذي يتناولونه، الأمر الذي تعذَّر معه إجراء تحليلٍ دقيق.

بأخذ هذه المحاذير في عين الاعتبار، فقد تُقدم الدراسات المستقبليّة أدلةً تدعم جدوى إعطاء الماغنسيوم عن طريق الفم لعلاج مرض الربو. ولكن في الوقت الحاليّ، يرى الباحثون أنه لا يجب التوصية بفعل ذلك في الحالات التي تتراوح بين الطفيفة والمتوسطة.

References