تحسين نُظُم علاج سرطان الدم الليمفاوي الحاد لدى الأطفال

كشفت دراسة متعددة الجنسيات أن الجمع ما بين العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي قبل زراعة الخلايا الجذعية المكوّنة  للدم ، يُحسّن فرص نجاة الأطفال المصابين بسرطان الدم الليمفاوي الحاد، مقارنةً بالعلاج الكيميائي متعدد العوامل وحده.

قراءة

FatCamera/ E+/ Getty Images

يُعدّ سرطان الدم الليمفاوي الحاد (ALL) أكثر أنواع السرطان انتشارًا بين الأطفال، وهو يُصيب خلايا الدم البيضاء فيمنع نخاعَ العظام من إنتاج خلايا الدم السليمة، مما يزيد من خطورة الإصابة بعدوى.

يقول محمد عيسى، طبيب أورام الأطفال بمستشفى الملك عبد الله التخصصي للأطفال: "بفضل التطوّرات الحديثة في العلاجات الكيميائية والمناعية، أصبحت مآلات سرطان الدم الليمفاوي الحاد واستجابته للعلاج ممتازة". ورغم تماثل أغلب الأطفال المصابين به للشفاء، فإن نحو 15-20% منهم معرّضون بدرجة كبيرة للانتكاس. ويوضِّح عيسى أن زراعة الخلايا الجذعية المكوّنة  للدم (HSCT) تُحسِّن فرص النجاة بدرجة كبيرة بين المرضى الذين ينتكسون أو تكون استجابتهم للعلاج الكيميائي دون المستوى الأمثل.

وقبل الخضوع  لزراعة الخلايا الجذعية، عادةً ما يتلقَّى المرضى علاجًا تحضيريًا يتألف من العلاج الكيميائي وحده أو مزيج من العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي، لتقليل عبء الورم وتثبيط الجهاز المناعي للمريض بما يتيح للخلايا الجذعية المزروعة الوصول إلى نخاع العظام وبدء تكوين خلايا دم جديدة.

في المعتاد، يتلقَّى مرضى سرطان الدم الليمفاوي الحاد علاجًا قائمًا على التشعيع الكلّي للجسم (TBI) جنبًا إلى جنب مع عقار للعلاج الكيميائي يسمى "إيتوبوسيد" etoposide، قبل زراعة الخلايا الجذعية المكوّنة  للدم. لكن العلاج التحضيري القائم على التشعيع الكلّي للجسم يمكن أن يسبب آثارًا ضارة مدى الحياة، فقد يعوق النمو والإدراك ويزيد من خطورة تكوّن الأورام الخبيثة الثانوية.

شارك عيسى في دراسة دولية قادتها كريستينا بيتيرز من جامعة فيينا بالنمسا، بهدف تحديد ما إذا كانت تهيئة المرضى لعملية الزرع باستخدام العلاج الكيميائي (ويعرف بالعلاج الكيميائي التحضيري) يمكن أن يحلّ محلّ التشعيع الكلّي للجسم لدى الأطفال المصابين بسرطان الدم الليمفاوي الحاد عالي الخطورة. تتبَّع الفريق نتائج أكثر من 400  مريض تبلغ أعمارهم 18 عامًا وأقل، بين أعوام 2013 و2018. وُزِّع المرضى عشوائيًّا ما بين الخضوع لمزيج من التشعيع الكلّي للجسم وعقار "إيتوبوسيد"، وبين الخضوع للعلاج الكيميائي التحضيري وحده، قبل زراعة الخلايا الجذعية المكوّنة  للدم. ويقول عيسى: "لقد رجحت كفة التشعيع الكلّي للجسم".

فقد وجد الفريق أن احتمالية الانتكاس والوفاة المرتبطة بالعلاج في حالة المرضى الذين خضعوا للتشعيع الكلّي للجسم كانت أقل بكثير بعد سبع سنوات، مقارنةً بالمرضى الذين خضعوا للعلاج الكيميائي التحضيري. ويقول عيسى: "كنا نأمل في أن تكون النتائج واحدة في نظامي العلاج حتى يتفادى المرضى الآثار الضارة للعلاج الإشعاعي، لكن نتائجنا تؤكّد نتائج  دراسات بأثر رجعي   سابقة كانت قد أثبتت أن التشعيع الكلّي للجسم أفضل للحيلولة دون الانتكاس".

ويوصِي مؤلّفو الدراسة باستخدام التشعيع الكلّي للجسم مع عقار "إيتوبوسيد" كعلاج تحضيري لمرضى سرطان الدم الليمفاوي الحاد عالي الخطورة، ممن تزيد أعمارهم على أربع سنوات قبل خضوعهم لزراعة الخلايا الجذعية المكوّنة  للدم. رغم هذا، يظل العلاج الكيميائي التحضيري خيارًا قائمًا في بعض الحالات، يقول عيسى: "قد لا يكون العلاج الكيميائي التحضيري الخيار الأول في العلاج، لكنه يظل خيارًا جيدًا عندما يكون التشعيع الكلّي للجسم غير متاح أو ممنوع الاستخدام".

References

  1. Peters, C. et al. Total Body Irradiation or Chemotherapy Conditioning in Childhood ALL: A Multinational, Randomized, Noninferiority Phase III Study. Journal of Clinical Oncology 39, 295–307 (2021). | article

أقرأ أيضا

تطوير جسيماتٍ نانوية واعدة يمكنها توصيل علاجٍ كيميائي إلى أهدافه

يمكن أن يُؤدي استخدام الجسيمات النانوية في توصيل عقار العلاج الكيميائي "إبيروبيسين" المُستخدم حاليًا إلى تحسين فاعلية العقار وأمانه.

نموذج جديد يتنبَّأ بمخاطر مُسَيِّلات الدَّم على المرضى العرب

نموذج مستَحدث، على درجة عالية من الحساسية والدقة،  يتنبأ بمخاطر الإصابة بالنزيف لدى المرضى العرب الذين يتناولون مضادات التجلُّط عن طريق الفم مباشرة.

ترجمة استبيانٍ لقياس رضاء المرضى عن مضادات التجلط إلى العربية

يمكن وضع تقييم شامل لجودة حياة المرضى العرب الذين يُعالَجون فتراتٍ طويلة بالعقاقير المضادة لتجلّط الدم، من خلال هذه النسخة المترجَمة من مقياسٍ دولي لمدى رضاء المرضى.