6 ديسمبر 2021
أظهرت دراسة حديثة أُجريت بمركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية (كيمارك)، أن مرضى سرطان الرئة في بعض بلدان الشرق الأوسط وإفريقيا بحاجة إلى علاجات ورعاية أفضل.
يبقى سرطان الرئة أحد أشد أنواع السرطان فتكًا، إذ يموت نحو نصف الأفراد الذين تُشخَّص إصابتهم به في غضون عام واحد. ويُشكِّل سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة (يُعرَف اختصارًا بـ NSCLC) نسبة 85% تقريبًا من مُجمل حالات سرطان الرئة، كما يُشخَّص ما يصل إلى 30% من هؤلاء المرضى بسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة المتقدم موضعيًا (وهي المرحلة الثالثة من المرض)، ويخضعون لطائفة من الأنظمة العلاجية، تشمل الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي، ومؤخرًا، العلاج المناعي والعلاج الموجَّه.
قاد عبد الرحمن جازية، الباحث السابق في كيمارك ويعمل حاليًا في مؤسسة سينسيناتي لاستشاريي السرطان بالولايات المتحدة الأمريكية، دراسةً تُسمى كيندل (KINDLE) تشمل أكثر من ثلاثة آلاف مريض في المرحلة الثالثة من سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة ، من 19 بلدًا في آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. يقول جازية: "حتى الآن، لم تكن هناك أي بيانات مُتاحة ، أو كانت هناك بيانات محدودة جدًا، بخصوص أنظمة العلاج ونتائجها بالنسبة للمرضى في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط".
شملت الدراسة مرضى شُخِّصوا في الفترة بين يناير 2013 وديسمبر 2017، وخضعوا لفترة متابعة دامت تسعة أشهر على الأقل قبل الموافقة على إخضاعهم للعلاج المناعي بعقار دورفالوماب (durvalumab) الذي قلَّل بشكل ملحوظ من خطر وفاة مرضى المرحلة الثالثة من سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة. وقد فحص مؤلّفو الدراسة نوعَ العلاج الذي تلقاه المرضى، وفترة الخضوع لكل نظام علاجي، وأسباب تغيير العلاج أو إيقافه.
وجد الباحثون أكثر من 25 نهجًا مُتَّبعًا للعلاج، مما يشير إلى أن عددًا محدودًا فقط من الحالات قد اتَّبعوا المبادئ التوجيهية الدولية المتعلقة بالعلاج. يقول جازية معلِّقًا: "كان مثيرًا للدهشة اكتشاف أن الالتزام بالمبادئ التوجيهية العلاجية يتفاوت ويُشكِّل نسبًة منخفضة، مما يؤدِّي على الأرجح إلى نتائج مختلفة لدى المرضى".
جاءت معدَّلات الانتكاس مرتفعة لدى المرضى الذين خضعوا لجراحة استئصال الورم ولمن لديهم أورام غير قابلة للاستئصال، بنسب تبلغ 62% و79% على الترتيب. وكانت أنظمة العلاج المرتبطة بالبقاء على قيد الحياة لفترات أطول هي الجراحة والعلاج الكيميائي الإشعاعي المتزامن والعلاج الثلاثي (أي الجراحة مع العلاج الكيميائي الإشعاعي). رغم ذلك، لم يتلقَّ سوى قلة من المرضى (ونسبتهم <40%) ذوي الأورام غير القابلة للاستئصال علاجًا كيميائيًا إشعاعيًا متزامنًا كعلاج أوَّلي.
علاوةً على ما سبق، كانت نسب بقاء مرضى المرحلة الثالثة من سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة على قيد الحياة أسوأ في منطقتي الشرق الأوسط وإفريقيا منها في المجموعة الأترابية العالمية، مما يُبرز الحاجة إلى علاجات جديدة ورعاية جيّدة في هذه المنطقة. يعلِّق جازية قائلًا: "هناك ثغرة مؤكدة في الاختيار والتسلسل الأمثل لمختلف النهج العلاجية".
ونشر جازية وزملاؤه بالمملكة العربية السعودية المبادئ التوجيهية المحدَّثة الخاصة بالتعامل مع المرحلة الثالثة من سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة ويعملون الآن على تحسين تعليم الأطباء وإمكانية حصول المريض على الأدوية الحديثة. وفي خلال الأشهر القادمة، سيجرون تحليلات متعمقة ومحددة على الصعيدين الإقليمي والقُطري لتحسين توفير الرعاية الخاصة بسرطان الرئة.
يختتم جازية حديثه قائلًا: "توفِّر الدراسة أساسًا مرجعيًا لفهم المشهد العلاجي الحاليّ، ومن المتوقع أن تُشكِّل أساسًا لمقارنة العلاجات الأحدث المُقدَّمة لتلك الفئة من السكان".
References
- Jazieh, A.R. et al. Real-World Treatment Patterns and Clinical Outcomes in Patients With Stage III NSCLC: Results of KINDLE, a Multicountry Observational Study. J Thorac Oncol. Epub ahead of print 26 May 2021. | article