18 أغسطس 2016
لقد تبين أن الأزمات القلبية، والسكتة الدماغية، وداء السكري من النوع الثاني، جميعها يقل حدوثها لدى مَن اعتادوا التبرع بالدم بشكل دوري. ولكن وفقًا لدراسة أجراها باحثون في مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية، فإن التبرع بالدم مرةً واحدة يمكن أن يؤدي إلى تحسن وقتي في إنتاج الشخص للإنسولين وتحمله للجلوكوز.
قاد أنور برعي - متخصص علم الأمراض - فريقًا دوليًّا، اختبر مستويات مؤشرات حيوية أساسية عدة مرتبطة بداء السكري لدى اثنين وأربعين متبرعًا من الذكور. وشملت المؤشرات الحيوية تلك المرتبطة بحالة السكري في الدم (أي مستوى الجلوكوز في دم المتبرع)، وإنتاج الإنسولين، ومستويات الحديد، قبل التبرع بالدم، ثم بعد التبرع بيوم واحد، وأسبوع، وثلاثة أسابيع، وثلاثة أشهر.
أظهرت النتائج أن التبرع المنتظم والمتكرر بالدم ليس بالضرورة شرطًا لظهور تأثير مفيد فيما يتعلق بقدرة المتبرع على تحمُّل الجلوكوز. يقول برعي: "إن مستوى الجلوكوز في دم المتبرع يمكن أن يتحسن حتى بعد مرة واحدة من التبرع بالدم". وظهر التحسن بشكل خاص بعد ثلاثة أسابيع تحديدًا من التبرع. بينما لوحظ بعد التبرع بثلاثة أشهر، عودة معظم المؤشرات التي قيست إلى مستويات ما قبل التبرع. ويضيف برعي أن التحسن يمكن أن يستمر إذا أدخل المتبرعون تغييرات صحية على أنماط معيشتهم بعد التبرع بالدم.
يعتقد أعضاء الفريق أن التحسن في تحمل الجلوكوز مرتبط بمستويات الحديد والمعادن الأخرى في مجرى الدم، يقول برعي: "من المعروف جيدًا أن انخفاض مخزون الحديد قد يسهم في تعزيز الحساسية للإنسولين"، فالمركبات المحتوية على الحديد في الدم يمكنها إنتاج جزيئات ضارة تعرف باسم "شوارد الأكسجين المتفاعلة"، والتي وُجد أنها تتداخل مع الإشارات الخاصة بالإنسولين، فتقلل تحمل الشخص للجلوكوز. وكما تؤكد نتائج الدراسة، فإن التبرع بالدم يخلص الجسم من بعض الحديد، ما قد يساعد على استعادة التأشير الطبيعي للإنسولين.
ويعتزم الفريق في خطته التالية تكرار الدراسة على أناس يعانون ضعفًا في تحمل الجلوكوز، وهم في أوج حالات الإصابة بداء السكري من النوع الثاني. يقول برعي: "إن التبرع بالدم قد يكون طريقة بديلة لتحسين نسبة السكر في الدم، وتحديدًا لدى الذين يعانون اعتلالًا في تحمل الجلوكوز، بينما هم يمارسون حمية غذائية ولم يبدأوا علاجهم بعد".
يمكن استخدام هذه الطريقة أيضًا لتقدير مدى تأثير التبرع بالدم على جوانب صحية أخرى، بما في ذلك مستويات خلايا الدم البيضاء المسماة بالخلايا اللمفاوية، والتي تشكل جزءًا من الجهاز المناعي، يقول برعي: "أجهِّز للجزء الثاني من الدراسة، والتي ستكون حول التغيرات المحتمل حدوثها في مجموعات ثانوية من الخلايا اللمفاوية، وفي المناعة العامة، بعد التبرع بالدم بكامل مكوناته".
References
- Borai, A., Livingstone, C., Farzal, A., Baljoon, D., Al Sofyani, A., et al. Changes in metabolic indices in response to whole blood donation in male subjects with normal glucose tolerance. Clinical Biochemistry. (2015).| article