علاج كيميائي جديد واعد لسرطان الثدي

أظهرت تجربة علاج كيميائي جديد نتائجَ واعدة لعلاج سرطان الثدي الموضعي المتقدم.

© ZEPHYR / SPL/ Getty.

سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء في أنحاء العالم. ويشار للسرطان عندما ينحصر داخل الثدي وفي الغدد الليمفاوية تحت الإبط بمصطلح "سرطان الثدي الموضعي المتقدم". تتناول المريضات عادة مجموعة من الأدوية المضادة للسرطان قبل الجراحة؛ لتقليص حجم الورم، وتحسين فرص النجاة. وحال نجاح العلاج، يصير الحفاظ على الثدي ممكنًا، بدلًا من استئصاله.

لقد أجرى باحثون من المملكة العربية السعودية والكويت ومصر والإمارات العربية المتحدة، تجربة سريرية على 80 مريضة بالسرطان المتقدم، مستخدمين علاجًا كيميائيًّا جديدًا قبل الجراحة؛ لاختبار فاعليته وأمانه. وأظهرت التجربة نتائج واعدة، حتى في الأنواع العدوانية من السرطان.

في العلاج الكيميائي عمومًا، يتم توظيف مزيج من الأدوية لمهاجمة الخلايا السرطانية، بيد أنه من الصعب معرفة أي تركيبة تؤدي إلى أفضل النتائج، مع أقل درجة من السمية. وفي هذه التجربة، تلقت المصابات بالسرطان المتقدم علاجًا مدته 24 أسبوعًا، يتضمن عوامل العلاج الكيميائي FEC100، وسيسبلاتين، ودوسيتاكسيل. أما المريضات اللاتي اشتملت خلاياهن السرطانية على عدد كبير من بروتينات المستقبِل الثاني لعامل نمو البشرة البشري (HER2)، فقد تناولن أيضًا تراستوزوماب، الذي يستهدف هذه المستقبلات. وقد لُحظ أن سرطان الثدي الإيجابي للمستقبِل HER2 ينمو بشكل أسرع، كما أنه أكثر عرضة للانتشار ومعاودة الظهور، مقارنة بالسرطانات السلبية لهذا المستقبل.

تعذر إتمام الدورة العلاجية لربع عدد المريضات؛ نظرًا للمستويات غير المقبولة من السمية. ومع ذلك، تم القضاء على الخلايا السرطانية الغازية تمامًا من الثدي فقط في 4% من النساء المتبقيات، وفي 32% من الإبط فقط، وفي كلٍّ من الثدي والإبط 32% أيضًا. وعن النتيجة تقول طبيبة الأورام أم الخير عبد الله أبو الخير، من الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني في المملكة العربية السعودية: "إنها نتيجة مشجعة، مع الأخذ في الاعتبار أن ما يقرب من نصف المريضات في مستشفانا مصابات بسرطان موضعي متقدم، ويبدأن العلاج الكيميائي عندما يكون الورم كبيرًا نسبيًّا".

وتصنف 15% من سرطانات الثدي تقريبًا بأنها "سرطان سلبي ثلاثي"، فهي لا تحتوي على مستقبلات هرمون الأستروجين أو هرمون البروجسترون على الأغشية الخلوية، ولا تعبِّر بإفراط عن HER2. لهذا يصعب علاج الأورام السلبية الثلاثية؛ حيث إن معظم العلاجات الكيميائية تستهدف هذه المستقبلات، على وجه التحديد. علاوة على ذلك، يبدو أن السرطانات السلبية الثلاثية تصيب النساء الأصغر سنًّا في الغالب، وتنمو بسرعة أكبر من أنواع سرطان الثدي الأخرى.

لقد أحرزت التجربة نتائج جيدة مع تلك الأنواع الأكثر عدوانية من السرطانات؛ إذ تم اجتثاث 36% من حالات سرطان الثدي السلبي الثلاثي، فضلًا عن 62% من المجموعة الإيجابية لمستقبل HER2، والسلبية لمستقبلات الهرمونات. على أية حال، تقول أبو الخير: "هناك حاجة لإجراء مزيد من الدراسات؛ من أجل تحسين استجابة المريضات المصابات بسرطان سلبي لمستقبل HER2، وإيجابي لمستقبلات الهرمونات، وتقييم فاعلية مدة العلاج الأقصر".

References

  1.  Al-Tweigeri, T., AlSayed, A., Alawadi, S., Ibrahim, M., Ashour, W. A multicenter prospective phase II trial of neoadjuvant epirubicin, cyclophosphamide, and 5-fluorouracil (FEC100) followed by cisplatin-docetaxel with or without trastuzumab in locally advanced breast cancer. Cancer Chemotherapy and Pharmacology .|article

أقرأ أيضا

خلايا مناعية مُعزَّزة من أجل مقاومة سرطان الغدد الليمفاوية

نهجُ علاج مناعي قائم على تهيئة الخلايا المناعية لدى المريض، كي تصبح قادرة على التصدي لخلايا سرطانية مُحدَّدة، يُظهر نتائج واعدة في مقاومة أورام ليمفاوية نادرة.

الآثار الجانبية لمُثبِّطات نقاط التفتيش المناعية تتراوح بين الضعف والشدة

دراسةٌ سعودية صغيرة الحجم تُبيِّن أن علاج السرطان عادةً ما يُسبِّب آثارًا جانبية طفيفة، لكن هذه الآثار تكون أكثر شدةً في بعض الأحيان.

أمل جديد لمرضى ليمفوما هودجكين

بحث جديد يُبيِّن أن إضافة مُركَّب ترافقي معروف يمزج بين الأجسام المضادة والعقاقير إلى خطة علاج كيميائي تقليدي، ربما تساعد في التغلب على مقاومة الأدوية