حماية مرضى السكري في رمضان

يواجه ملايين المسلمين المصابين بداء السكري خطرًا إذا صاموا شهر رمضان دون إرشاد طبي.

©incamerastock/ Alamy Stock Photo

لقد أصدرت مراجعة جديدة للبحوث التي أُجريت مؤخرًا محاذيرَ مهمة بشأن صيام المسلمين المصابين بداء السكري من النوع الثاني في شهر رمضان.

استنادًا إلى الانتشار العالمي لداء السكري، يُقدَّر عدد المسلمين المصابين بالمرض بنحو 50 مليون مسلم في أنحاء العالم. يمتنع المسلمون خلال شهر الصوم عن الشرب والأكل وتعاطي الأدوية والتدخين من الفجر وحتى الغروب. تعتمد مدة الصيام بالضبط على الموقع الجغرافي وفصول السنة؛ إذ يتبنى التقويم الإسلامي التقويم القمري. وفي فصل الصيف في بعض البلدان، قد يستمر الصوم مدة تصل إلى 20 ساعة في اليوم.

تعفي أحكام الشريعة الإسلامية بعض المرضى من الصيام بناء على نصائح الأطباء، إلا أن العديد منهم يصرون على الصيام مخالفة لنصائح الأطباء.

وقد استعرض باحثون من مدينة الملك فهد الطبية وجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية في المملكة العربية السعودية التابعة للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني، الدراسات الحديثة حول داء السكري من النوع الثاني في البالغين.

فوفقًا لدراسة علم الأوبئة المعنية بداء السكري وشهر رمضان (EPIDIAR) التي أُجريت في عام 2004 ونُشرت في دورية رعاية مرضى السكري، يزداد احتمال معاناة 78.7% من مرضى النوع الثاني من السكري من انخفاض مستوى السكر في الدم، أو هبوط سكر الدم، بنحو 7.5 أضعاف عندما يصومون لمدة 15 يومًا على الأقل خلال شهر رمضان، مما يضطرهم إلى دخول المستشفى. ويزداد احتمال معاناتهم من زيادة في مستوى السكر في الدم، أو ارتفاع سكر الدم بعد تناول الطعام، بنحو خمسة أضعاف.

تناولت دراسة EPIDIAR القائمة على السكان، ما مجموعه 12243 مريضًا في 13 دولة. وخلصت الدراسة إلى أن الصوم يزيد من خطر الإصابة بكلٍّ من هبوط سكر الدم وارتفاع سكر الدم بعد الأكل. ويمثل الارتفاع زيادة سريعة وعالية في مستوى السكر في الدم بعد استهلاك وجبة كبيرة ودسمة، وهو منتشر خلال الإفطار في رمضان.

ويُظهر البحث أن الصوم يمكن أن يؤدي أيضًا إلى الجفاف وتجلُّط الدم في الدورة الدموية.

ما يزيد الوضع سوءًا أن بعض المرضى يقرر التوقف عن تناول الدواء تمامًا، أو تخطي جرعات، أو الحد منها، أو تعاطيها على فترات متقاربة دون استشارة طبية.

ولا تَوافُق في الآراء أيضًا بشأن مضادات السكري الأكثر فاعلية خلال شهر رمضان. تذكر بعض الدراسات مثبطات ثنائي-بيبتيديل ببتيداز- (DPP)-4، وهي مثبطات إنزيمية تؤثر على الهرمونات الأيضية التي تؤدي دورًا في إفراز الإنسولين وتنظيم مستوى السكر في الدم. وتورد دراسات أخرى ريباجلينيد، وهو عامل آخر يعمل على خفض نسبة السكر في الدم.

ونتيجة لمراجعتهم للأبحاث، يشير الباحثون السعوديون إلى افتقار الكثير من المهنيين الطبيين إلى الوعي بأنماط تصرّف مرضى السكري خلال شهر رمضان، وكيفية التعامل معهم بصورة وقائية.

يوصي الباحثون ببعض التدابير الطبية المتعلقة بأنشطة الحياة؛ لضمان سلامة المرضى خلال الشهر الكريم. تشمل هذه التدابير قراءات يومية لسكر الدم، وتغذية كافية.

على سبيل المثال، يجب إحاطة المرضى علمًا، بأن ثَقب الجلد بأجهزة مراقبة الجلوكوز لن يؤثر على صيامهم، وأنه مباح خلال ساعات الصيام.

ومما كتبه الباحثون في هذا الصدد: "يجب أن يخضع جميع المرضى المصابون بداء السكري، والراغبون في الصيام خلال شهر رمضان، لتقييم طبي سليم، وإرشاد تعليمي، واختبار دم مناسب قبل رمضان بشهر أو شهرين؛ لبدء الصيام بأقصى معايير السلامة". يعلن الباحثون أيضًا تأييدهم للتخطيط الدقيق للوجبات، وأساليب المعالجة الفردية.

ويقول الباحثون إنه ينبغي إِطْلاع مَن يجب عليهم الإفطار على المخاطر المحتملة للصيام.

References

  1. Almalki, M.H. et al. Options for Controlling Type 2 Diabetes during Ramadan. Frontiers in Endocrinology.  (2016) | article

أقرأ أيضا

السعوديون يغيرون اتجاه السكري

تقترن الإصابة بداء السكري من النوع الثاني بمقاومة الإنسولين بين السعوديين كما يحدث لدى الشعوب الأخرى. 

استبيان قياس درجة عُرضة السعوديين للإصابة بداء السكري» يتنبأ

طور باحثون سعوديون أداةً لتحديد الأفراد البالغين المعرَّضين لخطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.