خلايا بيتا مُعَززة قد تكون بديلًا لحُقَن الإنسولين

استراتيجية علاجية لإنتاج خلايا بيتا من مرضى السكري من النوع الأول تُحدِث نقلة في علاج المرض

N/A

تحمل الخلايا الجذعية  وعودًا كبيرة في مجال علاج الأمراض المستعصية، إذ يمكن استخدامها في العلاجات البديلة للخلية، وفي مراقبة تَطَوُّر المرض ودراسته. واليوم، طوَّر علماء من الولايات المتحدة خلايا بيتا قادرة على البقاء، وهي الخلايا المسؤولة عن إنتاج الإنسولين في الجسم، وذلك باستخدام خلايا جذعية مُستَخرَجة من مرضى مصابين بمرض السكري من النوع الأول. نتائجهم قد تعني أن مرضى السكري يمكنهم تلقِّي جرعات مُعَزِّزَة من خلايا بيتا الشخصية بدلًا من الحاجة إلى حُقَن الإنسولين.

تُنتج خلايا بيتا -الموجودة في البنكرياس- الإنسولين وتُخزنه وتفرزه استجابةً لارتفاع مستويات السكر في الدم لذروتها. ويحدث مرض السكري من النوع الأول -وهو النوع المعتمد على الإنسولين- نتيجة تدمير مناعي ذاتي لهذه الخلايا. وإذ إن خلايا بيتا هي المُستهدَف الرئيسي في تطوُّر المرض، فإن العلاج بالخلايا الجذعية الرامي إلى تعويض هذه الخلايا، قد يشكل قيمة كبيرة.

جيفري ميلمان -من جامعة واشنطن، مدرسة الطب، الذي قاد المشروع- يقول: "في عام 2014 طوّرنا استراتيجية لإنتاج خلايا بيتا عاملة من خلايا جذعية بشرية متعددة القدرات". ويستطرد: "والآن، توسعنا في هذا النهج لإنتاج خلايا بيتا من خلايا جذعية مستخرَجة من مرضى مصابين بالسكري من النوع الأول. لم يتسنَّ لنا قَط من قبل الوصول إلى هذه الخلايا في هؤلاء المرضى، لأنها تتلف بسرعة شديدة في أثناء تطوُّر المرض".

بدأ الباحثون باستخراج خلايا جذعية متعددة القدرات غير ناضجة من عينات جلد أُخِذت من مرضى متطوعين مصابين بمرض السكري من النوع الأول. الخلايا الجذعية متعددة القدرات هي في الأصل خلايا بالغة أعيدت برمجتها وأصبح لديها القدرة على التحوُّل إلى أي نوع آخر من الخلايا. وبعد ذلك، استخدم الفريق البحثي موادَّ كيميائية وبروتينات للتلاعب في مسارات الإشارات الضرورية ومحاكاة الإشارات اللازمة لتحفيز الخلايا على التمايُز والتحوُّل إلى خلايا بيتا.

يؤكد ميلمان: "إن التكنولوجيا المطلوبة لإتمام هذا العمل أصبحت متاحة في العامين الأخيرين فقط. ولكن قبل ذلك، كان تنفيذها ضربًا من الخيال العلمي بالمعنى الحرفي للكلمة". ويضيف ميلمان: "لم يكن لدينا فكرة عما إذا كنا سنستطيع الحفاظ على خلايا بيتا المـُنتَجَة من المرضى، حية أم لا".

اختبر الفريق خلايا بيتا التي أنتجوها من المرضى، في مزارع وفي فئران مصابة بالسكري؛ لمراقبة كيفية استجابة الخلايا لحُقن الجلوكوز. وجد الباحثون أن خلايا بيتا كانت تعمل بكامل طاقتها وأفرزت الإنسولين عندما استشعرت ارتفاع مستويات الجلوكوز. ولم يُلحَظ وجود أي فرق بين هذه الخلايا وخلايا بيتا في الأشخاص الأصحاء.

ثمة فائدتان رئيسيتان لهذه التكنولوجيا؛ الأولى هي أن هذه الخلايا يمكن زرعها في المرضى، مما يعني أنهم لن يحتاجوا إلى حقن الإنسولين وستتحسن قدرتهم كثيرًا على ضبط مستويات الجلوكوز. وإذ إن هذه الخلايا يمكن استخراجها من المريض نفسه، فلن يحدث رفض مناعي للخلايا المزروعة، لا سيما عندما يصاحب هذا الإجراء إعطاء المريض علاجًا لتثبيط المناعة، وفق ميلمان.

الفائدة الثانية، هي أن هذه التكنولوجيا تقدم فرصة لدراسة خلايا بيتا الخاصة بمرضى السكري من النوع الأول للمرة الأولى. يقول ميلمان: "ربما تتكشف آفاق جديدة حول كيفية بدء الإصابة بمرض السكري، مما قد يؤدي في يوم ما إلى اكتشاف علاج وقائي للمرض".

References

  1. Millman, J. R., Xie, C., Van Dervort, A., Gürtler, M., Pagliuca, F. W. & Melton, D. A. Generation of stem cell-derived β-cells from patients with type 1 diabetes. Nature Communications 7, 11463 (2016).  | article

أقرأ أيضا

إرشادات للسلامة العامة

ارتداء أحزمة الأمان والامتناع عن استخدام الهواتف المحمولة أمران أساسيان للحدّ من إصابات الدماغ والحبل الشوكي.

ضريبة الصراعات على الصحة النفسيّة والعقليّة

كشفت تقديرات مُحَدَّثة صادرة عن منظمة الصحة العالميّة أن الأمراض النفسيّة والعقليّة في مناطق الصراعات أكثر انتشارًا من غيرها من المناطق بثلاثة أضعاف.