21 أبريل 2020
وجدتْ دراسةٌ جديدة أنَّ معدل إصابات الدماغ والحبل الشوكي في المملكة العربية السعودية أقل منه في كثيرٍ من البلدان الأخرى بالشرق الأوسط، لكنَّ المملكة ما زال بمقدورها القيام بالمزيد لتحسين السلامة على الطرق، وتقليل العبء الواقع على الصحة العامة نتيجة رضوض الرأس والعنق.
إذ قاد فريقٌ بحثي دولي يضمّ علماء من مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية (كيمارك) دراسةً استقصائية واسعة النطاق، شملت أكثر من 145 بلدًا، وأحصت جميع الحالات غير المميتة لإصابات الدماغ الرضية (TBI) وإصابات الحبل الشوكي (SCI) في عام 2016، ووثّقت أسباب الإصابات الجسدية.
أحصى الفريق أكثر من 27 مليون حالة جديدة من إصابات الدماغ الرضية في جميع أنحاء العالم ذلك العام، وما يقارب مليون حالة جديدة من إصابات الحبل الشوكي. وكان نصيب المملكة العربية السعودية من تلك الحالات نحو 120 ألف حالة وثلاثة آلاف حالة من نوعي الإصابة على الترتيب.
وبعد أخذ الاختلافات في التركيبة السكانية والفئات العمرية بكل دولة في الاعتبار، وجد الباحثون أنَّ المملكة العربية السعودية كانت دولةً قياسية إلى حدٍّ كبير في ما يتعلق بهذه الأنواع من الإصابات.
فمقارنةً بالمعدلات العالمية، كان معدل إصابات الدماغ الرضية في المملكة أعلى قليلًا، في حين كان معدل إصابات الحبل الشوكي أقل بعض الشيء. وبالرجوع إلى بيانات مسحٍ سابق، وجد الباحثون أنَّ المملكة العربية السعودية قد أحرزت تقدمًا كبيرًا في تقليل معدل حدوث كلا النوعين من الإصابات بنسبة 14% تقريبًا مقارنةً بالتسعينيات. وخلال الفترة الزمنية نفسها، ارتفع معدل إصابات الدماغ الرضية في جميع أنحاء العالم.
وفي عديدٍ من مناطق العالم، كانت معظم الإصابات ناتجة عن حوادث سقوط. أمَّا في البلدان التي تشهد نزاعاتٍ مدمرة، فيقع اللوم على الحرب والإرهاب. لكن في المملكة العربية السعودية -حيث يرتدي ما يقرب من ثلث البالغين فقط أحزمة الأمان، ويُعد التحدث عبر الهاتف المحمول في أثناء القيادة أمرًا معتادًا- كانت حوادث المرور السبب الرئيسي.
وجديرٌ بالذكر أنَّه في عام 2017، صرَّحت وزارة الداخلية السعودية بأنَّ المملكة تشهد كل عام أكثر من 460 ألف حادث مرور، بمعدل حادث كل دقيقة.
لذا يشير سليمان الغنام، الباحث في مجال الوبائيات والصحة العامة في كيمارك، والذي شارك في هذه الدراسة، إلى أنَّ ثمة تدابير بسيطة يمكن اتخاذها للحدّ من إصابات الطرق. ووجَّه الغنام تحذيرًا لأي شخصٍ يقود سيارته على طريق الرياض-القصيم السريع أو طريق مكة-جدة السريع، بحدّ السرعة الذي زاد مؤخرًا إلى 140 كيلومترًا في الساعة، قائلًا في تحذيره: "ضع حزام الأمان، واترك الهاتف من يدك".
وربما لا تشهد المملكة العربية السعودية معدَّل الإصابات نفسه الذي تشهده دولة اليمن التي مزقتها الحرب، لكن ثمة دروس يمكن تعلّمها من دولةٍ أخرى في شبه الجزيرة العربية، وهي سلطنة عُمان، التي اتخذّت خطواتٍ مهمة في السنوات الأخيرة لتحسين السلامة على الطرق.
وختم الغنام تصريحاته قائلًا: "يمكن توقُّع الإصابات ومنعها وعلاجها. ونحن بحاجة للتأكد من أنَّ الرسالة قد وصلت إلى الجميع بضرورة الاستثمار في تدابير الوقاية الأولية، لأنَّها ستنقذ الأرواح وتوفّر الموارد".
References
- GBD 2016 Traumatic Brain Injury and Spinal Cord Injury Collaborators. Global, regional, and national burden of traumatic brain injury and spinal cord injury, 1990-2016: a systematic analysis for the Global Burden of Disease Study 2016. Lancet Neurolology 18, 56–87 (2019). | article