17 أغسطس 2019
يتعرض الأطفال المصابون بالصرع المعمم مجهول السبب في المملكة العربية السعودية لاضطرابات وجدانية وسلوكية في أغلب الأحيان بدرجة تزيد كثيرًا عن أقرانهم الأصحاء.
يصيب الصرع ما يقرب من 50 مليون شخص في شتى أنحاء العالم. يتعرض المرضى لنوبات متكررة الحدوث نتيجة لزيادة مفاجئة في النشاط الكهربائي بالدماغ. وقد وصف العلماء أكثر من 15 نوعًا من النوبات وأكثر من 30 متلازمةً مختلفةً لمرض الصرع.
يمثل الصرع المعمم مجهول السبب ما يقرب من ثلث حالات الصرع جميعها. وغالبًا ما يكون لدى المرضى المصابين بهذا النوع تاريخ عائلي للصرع، إلى جانب ميل وراثي للإصابة بخطر النوبات. يظهر المرض في مرحلة الطفولة المبكرة في شكل نوبات تنطوي على فترات قصيرة من الحركات اللاإرادية التي تنتاب الجسم بأكمله، وفي بعض الحالات فقدان الوعي وفقدان السيطرة على وظيفة الأمعاء أو المثانة.
ويتخلص بعض المرضى من الصرع خلال مرحلة المراهقة، ولكن البعض الآخر يحتاجون إلى تناول العلاج والمراقبة مدى الحياة. وعلى الرغم من تنوع الأدوية المضادة للصرع في السوق، فإن المتاح منها حاليًّا لا تساعد في السيطرة على النوبات لدى ما يقرب من ثلث المرضى.
أوضحت العديد من الدراسات أن الأطفال الذين يعانون من أي نوع من أنواع الصرع تزداد لديهم خطورة التعرض لمشكلات سلوكية ووجدانية أكثر من أقرانهم المصابين بأمراض مزمنة أخرى أو الأصحاء. بحث محمد طلال الرفاعي وزملاؤه في مستشفى الملك عبد الله التخصصي للأطفال وجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية في الرياض، في مدى حدوث تلك المشكلات لدى 44 طفلًا من المصابين بالصرع المعمم مجهول السبب، تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و18 سنة، بالاعتماد على دراسة استقصائية مبنية على الاستبانات، نُشرت نتائجها في مجلة "إي سي نيورولوجي".
طُلب من آباء 44 طفلًا مريضًا و89 طفلًا من الأصحاء تقييم مدى توافر 35 بندًا باستخدام الكلمات "مطلقًا" أو "أحيانًا" أو "غالبًا"، بالاعتماد على قائمة مرجعية معيارية للأعراض التي تصيب الأطفال، وتتولى فحصهم فيما يتعلق بالمشكلات النفسية والسلوكية الشائعة.
وجد الباحثون أن الأطفال المصابين بالصرع المعمم مجهول السبب يتعرضون لصعوبة في النوم بدرجة أكبر، كما تزيد لديهم احتمالية التململ، ومن السهل تشتيت انتباههم بشكل يفوق أقرانهم من الأصحاء. ويمكن لتلك النتائج المساعدة في تفسير أدائهم الدراسي الأكثر سوءًا.
كذلك يشعر هؤلاء الأطفال بالتعاسة والغضب بدرجة أكبر من أقرانهم الأصحاء، ويكونون أكثر ميلًا للتصرف بشكل أصغر من عمرهم وتوجيه اللوم للآخرين على مشكلاتهم الشخصية، مما يشير إلى زيادة انتشار حالات الاكتئاب والقلق والمشكلات السلوكية. لم تكن هناك فروق في النتائج بين الفتيان والفتيات الذين شملتهم الدراسة.
يقول الرفاعي: "في ضوء هذه النتائج نوصي بإحالة جميع المرضى الذين تم تشخيصهم مؤخرًا إلى طبيب نفسي وأخصائي بعلم النفس وأخصائي اجتماعي، بهدف الحصول على الدعم".
وعلى الرغم من ضرورة إجراء المزيد من البحوث لتحديد ما إذا كان تواتر النوبات والعمر ومعدل الذكاء مرتبطًا بمشكلات وجدانية وسلوكية، فإن احتمالية تعرُّف تلك العوامل وعلاجها في وقت مبكر سيحسِّن نوعية حياة المرضى، وربما أداءهم الدراسي.
References
Almutairi, A. A., Alrifai, M. T., Alturki, M. S., Alrashidi, Q. S., & Salama, M. M. Psychosocial problems in children with idiopathic epilepsy. EC Neurology 10, 91–97 (2018).| article