اتجاهات خطيرة في بدانة الأطفال عالميًّا

الأطفال الذين يعانون من نقص الوزن أعدادهم أكثر من أولئك الذين يعانون من البدانة على مستوى العالم، غير أن هذه المعادلة قد تتغير خلال خمسة أعوام فقط.

قراءة

nopparit / iStock / Getty Images Plus

أظهر تحليل عالمي غير مسبوق ارتفاع مستويات البدانة لدى الأطفال والمراهقين بمعدل عشرة أضعاف خلال الأربعين عامًا الماضية، وأن الأطفال البدناء قد تزيد أعدادهم على أعداد الأطفال ناقصي الوزن في غضون خمسة أعوام.

تُعَد البدانة أحد عوامل الخطورة الأساسية في الإصابة بالأمراض غير المُعدية، المعروفة كذلك بالأمراض غير السارية، مثل مرض السكري من النوع الثاني. وقد أجرى "اتحاد عوامل خطورة الأمراض غير السارية" الذي يقوده علماء من كلية لندن الإمبراطورية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وشبكة مؤلفة من أكثر من 1000 خبير في الأمراض غير السارية من جميع أنحاء العالم، تحليلًا لأكثر من 2400 دراسة سكانية. وإجمالًا، جمعوا بيانات من نحو 130 مليون شخص تزيد أعمارهم على خمسة أعوام، منهم 31.5 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين خمسة أعوام وتسعة عشر عامًا، وذلك بهدف إنتاج نماذج اتجاهات عالمية قائمة على مربع نسبة الوزن إلى الطول (أو ما يُعرف بمؤشر كتلة الجسم).

وفقًا لهذا التحليل، بلغت الأعداد العالمية للأطفال ناقصي الوزن ذروتها بالقرب من عام 2000 ثم توقفت. وفي الفترة من عام 1975 إلى 2016، انخفضت نسبة الفتيات اللاتي يعانين من نقص الوزن من 9.2% إلى 8.4%، والفتيان من 14.8% إلى 12.4%. في عام 2016، بلغ عدد الفتيات اللاتي يعانين نقصًا متوسطًا أو حادًّا في الوزن 75 مليون فتاة، في حين بلغت أعداد نظرائهن من الفتيان 117 مليون فتى، يعيشون في الأساس في جنوب آسيا وفي الهند على وجه الخصوص.

وخلال الفترة الزمنية ذاتها، ارتفعت معدلات البدانة في جميع أنحاء العالم من أقل من 1% إلى 5.6% لدى الفتيات و7.8% لدى الفتيان، أي نحو 124 مليون طفل بدين في العالم. فأكثر من 30% من الأطفال والمراهقين في ناورو، وجزر كوك، وبالاو، وأكثر من طفل من بين كل خمسة أطفال في بولينيزيا، وميكرونيزيا، ومصر، والكويت، وقطر، والسعودية، وبرمودا، وبورتوريكو، والولايات المتحدة الأمريكية يعانون من البدانة.

استقرت معدلات البدانة في مرحلة الطفولة مؤخرًا عند مستويات مرتفعة بشكل خطير في الدول الغنية، وما زالت آخذةً في الارتفاع لدى الأطفال الذين يعيشون في الاقتصادات النامية أو الناشئة. نتيجةً لذلك، شهدت عدة دول في شرق آسيا وأمريكا اللاتينية والكاريبي تحولًا سريعًا من نقص الوزن إلى البدانة.

تشهد السعودية كذلك كلتا المشكلتين. إذ تقول فادية البحيران -من مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية، والباحثة الرئيسة لدراسة "جيلنا"، وهي من المساهمين في دراسة "اتحاد عوامل خطورة الأمراض غير السارية" العالمية-: إنه وفقًا لدراسة "جيلنا" فإن 55% فقط من المراهقين يتمتعون بوزن صحي، ونحو ثلث المراهقين يعانون من زيادة الوزن أو البدانة، في حين يعاني 15% من نقص الوزن.

وقد طالب الباحثون بتطبيق إجراءات لدعم الأمن الغذائي؛ لضمان حصول الأطفال على الكمية الكافية من الغذاء، وتوفير طعام صحي أكثر وتوفير المزيد من الأنشطة البدنية لعلاج مشكلة البدانة. ومن الممكن مواجهة هذا الاتجاه من خلال فرض ضرائب على الأطعمة والأشربة غير الصحية، بالإضافة إلى جعل الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات في متناول الجميع.

يقول جيمس بنثام، المؤلف الأول المشارك بالدراسة: "هذا البحث سيستمر خلال الأعوام المقبلة. فنحن نريد أن نرصد مدى فاعلية التدخلات التي تقوم بها منظمة الصحة العالمية والحكومات الوطنية. نحن ندرس كذلك مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول، وفي الأعوام القليلة المقبلة سنحدد عدد الأشخاص الذين يعانون من مستويات خطيرة من هذه المتغيِّرات مجتمعة".

References

  1. NCD Risk Factor Collaboration (NCD-RisC). Worldwide trends in body-mass index, underweight, overweight, and obesity from 1975 to 2016: a pooled analysis of 2416 population-based measurement studies in 128.9 million children, adolescents, and adults. The Lancet  | article

أقرأ أيضا

الأثر النفسي للتصلب المتعدد

باحثون سعوديون يختبرون شدة الاكتئاب بين مرضى تصلب الأعصاب والأوعية المتعدد. 

السِّمْنة والسكريّ: حرق الدهون بواسطة الصيام

إضافة فترات من الصيام إلى الأنظمة الغذائيّة قد يكون وسيلةً لإيقاف تقدُّم الأمراض الأيضيّة.

لقاح فيروس الروتا قد يساعد في الوقاية من مرض السكري من النوع الأوّل

ثمة ارتباط بين لقاح فيروس الروتا وانخفاض حالات الإصابة بمرض السكري من النوع الأول بين الرضّع