’الدم الفتيّ‘ يحارب العدوى

وجود سمات لاستجابة مناعية أقوى وأكثر استقرارًا لدى الأطفال، قد يكون السبب وراء تفاديهم الإصابة بعدوى مزمنة بالفيروس على نحو أفضل مقارنةً بالبالغين.

N/A

على الرغم من أن الأطفال قد يصابون بعدوى التهاب الكبد الفيروسي ’ج‘ المزمنة، إلّا أنّ خطر إصابتهم بالعدوى أقل مقارنةً بالمرضى البالغين. مؤخرًا، كشفت دراسة أجراها هوجو روزن وزملاؤه في جامعة كولورادو دنفر في الولايات المتحدة، عن سمات الاستجابة المناعية الموجودة لدى اليافعين، والتي قد تسهم في تعزيز مكافحة الجسم للفيروسات على نحو أكثر فاعلية.

تحدث معظم حالات العدوى بفيروس ’ج‘ لدى البالغين بانتقال الفيروس إلى الدم عبر الاستخدام المشترك للإبر أو عند نقل الدم الملوث. وقد يُصاب الأطفال به عندما يولدون لأمهات حاملات للفيروس. قدّرت دراسة حديثة عدد الأطفال الحاملين لفيروس التهاب الكبد الوبائي ’ج‘ في الولايات المتحدة ما بين 23 ألف و46 ألف طفل. ومع ذلك تنجح أجسام الأطفال في القضاء تلقائياً على الفيروس أكثر من البالغين، إذ تتراوح نسبة المرضى الأطفال الذين ينجحون في التخلص تلقائياً من الفيروس بين 25% و40%، مقارنةً بحوالي 20% في المرضى البالغين.

قليلة هي المعلومات المعروفة عن استجابة الأطفال لعدوى فيروس ’ج‘، لذا تعيَّن على روزن وفريقها توصيف الوظيفة المناعية لستة عشر طفلًا ويافعًا مصابين بالفيروس بالمقارنة مع مجموعة ضابطة تتكون من عدد مماثل من الأصحاء. وفي الوقت نفسه، فحص الباحثون 20 من البالغين المصابين بالفيروس من أجل تمييز الفروق المرتبطة بالعمر في الاستجابة لمكافحة الفيروس.

كان لدى المجموعات الثلاث أعداد مشابهة من الخلايا التائية، الموجودة في جهاز المناعة والتي تساعد في التخلص من عدوى الفيروس. لكن كان هناك علامات ملحوظة مثيرة للاهتمام في الوظيفة المناعية بين المجموعات الثلاث. أظهرت الخلايا المناعية لدى الأطفال المصابين بالفيروس دليلًا واضحًا على استمرار الخلايا في محاربة الفيروس، بينما كانت الخلايا المناعية لدى الأطفال الأصحاء ’ساذجة‘- وهذا يعني أنّها لم تكن مدربة بعد على الاستجابة لأنواع معينة من العدوى.

أما الاختلافات المتعلقة بالبالغين فقد كانت مذهلة. إحدى السمات المميزة للعدوى المزمنة، ظاهرة تُسمى ’الاستهلاك‘؛ وفيها تخسر الخلايا التائية الناشطة تدريجياً قدرتها على الاستجابة بفاعلية للفيروس. وجد الباحثون أنّ لدى الأطفال المصابين بفيروس ’ج‘، مجموعة رئيسية من الخلايا التائية، هي على الأرجح أكثر إنتاجاً لبروتينات مرتبطة باستمرار النشاط المناعي، في حين تميل الخلايا التائية لدى البالغين إلى اتخاذ طابع نمطي يتّسم بالاستهلاك.

تقدّم هذه النتائج دليلًا على أنّ الأنظمة المناعية للمرضى الأصغر سنًا قد تستغرق وقتًا أطول للوصول إلى مرحلة الاستهلاك، مانحةً بذلك المرضى صغار السن فرصةً أفضل من البالغين في مقاومة عدوى الفيروس. ويُبدي الباحثون تحفظًا بشأن إجرائهم هذه الدراسة على عينة صغيرة نسبيًا، وبأنّ هذه الاستجابة المناعية القوية التي تبينها النتائج قد تكون بسبب قصر مدة العدوى لدى الأطفال مقارنةً بالبالغين. وعلى الرغم من ذلك، تعرض الدراسة تفسيرًا محتملًا مثيرًا للاهتمام يلقي الضوء على الفروق التي لوحظت في عدوى فيروس الالتهاب الكبدي ’ج‘ لدى الأطفال.

References

  1. Sheiko, M. A., Golden-Mason, L., Giugliano, S., Waasdorp Hurtado, C., Mack, C. L. et al. CD4+ and CD8+ T cell activation in children with hepatitis C. The Journal of Pediatrics.  (2016).| article

أقرأ أيضا

الالتهاب الكبدي الوبائي ’ب‘: توقُّعه، وعلاجه، والوقاية منه

كتشاف مؤشرات حيوية يمكنها المساعدة في توقع عودة نشاط الفيروس لدى المرضى الخاضعين لعلاجات مثبطة للمناعة.

وقاية مَن خضعوا لزراعة الكُلى من الإصابة بالإنفلونزا

جرعة من اللقاح المضاد للإنفلونزا سيفيد المرضى دون سن 65 عامًا.

علاج محتمل من الأجسام المضادة لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية

كمية كافية من الأجسام المضادة قد تنتجها أجسام المصابين بالمتلازمة، للمساعدة في مكافحة العدوى الفيروسية لدى المزيد من المعرضين للإصابة.