طب الرعاية الحرجة: إلى متى تستمر رعاية ذوي الحالات الحرجة؟

يعكف الباحثون على تطوير مقاييس موضوعية تحدد مدى جدوى بقاء مرضى السرطان ذوي الحالات الحرجة في وحدة العناية الفائقة.

قراءة

©OJO Images Ltd/ Alamy Stock Photo

غالبًا ما يعاني الأطباء عند اتخاذهم قرار إدخال المرضى ذوي الحالات الحرجة إلى وحدة العناية المركزة، ومدى ملاءمة هذا الإجراء لحالتهم، لا سيما مرضى السرطان ذوي احتمالات الشفاء الضعيفة. فهؤلاء المرضى قد لا يحصلون على فائدة تُذكَر من إدخالهم وحدة العناية المركزة. ويلجأ الأطباء أحيانًا لهذا الإجراء مع هؤلاء المرضى مدةً زمنية محددة؛ لاختبار جدوى استفادتهم من العلاج. ومع ذلك، لا تزال المدة الزمنية المُثلى لهذه التجربة غير محددة بشكل موضوعي حتى الآن.

وعليه تعاون باحثون من جامعة هارفارد في بوسطن، ماساتشوستس، مع أقرانهم من مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية في الرياض؛ لوضع خطة ترمي إلى تحديد الفائدة الناتجة من المعالجة المكثفة محدودة الزمن في وحدة الرعاية المركزة لمرضى السرطان، بالمقارنة مع بقائهم فترة زمنية غير محددة، من حيث فرص النجاة. مع تحديد المدة الزمنية المُثلى، في حال ثبتت فاعلية هذا الإجراء.

صمم الفريق البحثي نموذجًا حاسوبيًّا، استخدموا فيه بيانات ٩٢٠ مريضًا في حالة حرجة، أُدخلوا إلى أحد مستشفيات بوسطن في ماساتشوستس بالولايات المتحدة. وعمل النموذج من خلال محاكاة المشكلة السريرية، مع إعطاء نقاط للمرضى وفق كفاءة وظائف الأعضاء لديهم، ومن ثَم حساب احتمالات كل من الوفاة، والتحسن، وتدهور الحالة، أو الخروج من وحدة العناية المركزة. وقورنت النتائج باستخدام النموذج ذاته على بيانات لثلاث مجموعات أخرى من المرضى في كلٍّ من بوسطن والرياض، وبلغ إجمالي عدد المرضى ٦٢٤ مريضًا.

وجد الفريق أن مرضى السرطان الذين كانت حالتهم الحادة أقل خطورة، قد سجلوا استفادةً عظمى من مُدَد تجريبية طويلة في العناية المركزة. في حين أن تجربة البقاء مدةً قصيرة لا تتعدى اليوم الواحد وحتى أربعة أيام، كانت كافية للمصابين بالأورام الصلبة أو المصمتة ذات احتمالات الشفاء الضعيفة، مثل ورم الظهارة المتوسطة، والورم الأرومي الدبقي، وسرطان البنكرياس، وسرطان الرئة ذي الخلايا الصغيرة.

مارك شرايم -الباحث الرئيسي في الدراسة، من كلية الطب، جامعة هارفارد في بوسطن- يعقب: "يجب على أطباء العناية المركزة الموازنة بين المعالجة المكثفة وتدابير الراحة بالنسبة لمرضى السرطان ذوي احتمالات الشفاء الضعيفة". ويتابع: "يختار الأطباء عادةً علاج المريض لمدة تتراوح بين ٤٨ ساعة وحتى ٧٢ ساعة، لتحديد مدى استجابته للرعاية التي يتلقاها في وحدة العناية المركزة، وهذا مبني غالبًا على وجهة نظر الخبراء، إلا أنه لم تُجْرَ سوى أبحاث قليلة لتحديد ما إن كانت هذه الفترة كافية بالفعل أم لا".

ويضيف شرايم: "يمكن إجراء الدراسات على المرضى في مراحل حياتهم الأخيرة؛ للوصول منها إلى توصيات مبنية على أدلة، كما حصل في هذه الدراسة، بدلاً من الاعتماد على آراء الخبراء فقط".

References

  1.  Shrime, M., Ferket, B., Scott, D., Joon, L., & Lai, P., et al. Time-Limited Trials of Intensive Care for Critically Ill Patients with Cancer: How  Long is Long Enough?. JAMA Oncol.  (2016) article

أقرأ أيضا

خلايا مناعية مُعزَّزة من أجل مقاومة سرطان الغدد الليمفاوية

نهجُ علاج مناعي قائم على تهيئة الخلايا المناعية لدى المريض، كي تصبح قادرة على التصدي لخلايا سرطانية مُحدَّدة، يُظهر نتائج واعدة في مقاومة أورام ليمفاوية نادرة.

الآثار الجانبية لمُثبِّطات نقاط التفتيش المناعية تتراوح بين الضعف والشدة

دراسةٌ سعودية صغيرة الحجم تُبيِّن أن علاج السرطان عادةً ما يُسبِّب آثارًا جانبية طفيفة، لكن هذه الآثار تكون أكثر شدةً في بعض الأحيان.

تعزيز المناعة عن طريق الخلايا الجذعية قد يساعد على قمع السرطان

يُمكن أن يُساعد تحفيز الخلايا المناعية باستخدام الخلايا الجذعية المشيمية على تعزيز نشاط الجسم الطبيعي المُقاوِم للسرطان