تعزيز المناعة عن طريق الخلايا الجذعية قد يساعد على قمع السرطان

يُمكن أن يُساعد تحفيز الخلايا المناعية باستخدام الخلايا الجذعية المشيمية على تعزيز نشاط الجسم الطبيعي المُقاوِم للسرطان

للخلايا الجذعية اللُحمية الوسيطة (MSCs)، أو الخلايا التي تتمايز إلى خلايا عظمية أو غضروفية أو عضلية أو دهنية، استخدامات متعددة في مجال تطوير علاجات جديدة. فهي قادرة على تحفيز أنشطة في خلايا أخرى أو تغيير الكيفية التي تستجيب بها مجموعات من الخلايا لمُثيرات بعينها. ويُتيح هذا التنوع عددًا كبيرًا من الاحتمالات أمام العلماء فيما يتعلق بالتعامل مع الأمراض المعقدة مثل السرطان.

أثبتت دنيا جودت وزملاؤها في قسم الخلايا الجذعية والطب التجديدي بمركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية (كيمارك)، بالتعاون مع شركاء عمل من مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية، أن الخلايا الجذعية الوسيطة المأخوذة من الجزء الجنيني من المشيمة البشرية، يمكن أن تُؤثر في الكيفية التي تُعبِّر بها الخلايا المناعية القاتلة الطبيعية عن الجزيئات المضادة للالتهابات، وتلك المضادة للأورام. ويمكن أن تُفيد النتائج التي توصَّلوا إليها في ابتكار علاجات للسرطان مستقبلًا. 

وتُعد الخلايا القاتلة الطبيعية مكونًا رئيسيًا من مكونات جهاز المناعة الفطري، وهي تمتلك القدرة على منع نمو الخلايا المُسببة للمرض وتكاثرها، أو تدمير الخلايا عن طريق تفجيرها أو إذابتها. وتلعب البروتينات المستَقبِلة الموجودة على سطح الخلايا القاتلة الطبيعية دور الوسيط في هذه الأنشطة من خلال الارتباط بالخلايا المستهدفة، وتنشيط استجابةٍ مدمرةٍ ما أو تثبيطها. وقد أثبتت دراساتٌ سابقة، بما في ذلك الأبحاث التي أجراها فريق كيمارك، أن الخلايا الجذعية الوسيطة المشيمية يمكن أن تُثبِّط الاستجابات المناعية، وربما تكون قادرة على التحكم في عمل الخلايا المناعية. ومع ذلك، فإن الكيفية التي تتفاعل بها الخلايا الجذعية الوسيطة المشيمية مع مختلف مجموعات الخلايا المناعية ليست واضحةً على وجه الدقة. وفي دراستهم التي نُشرت في دورية «ستيم سِل ريسيرش آند ثيرابي» Stem Cell Research and Therapy، استخدم فريق جودت الخلايا القاتلة الطبيعية غير النشطة "الجديدة"، والخلايا القاتلة الطبيعية التي جرى تنشيطها بواسطة تأشير السيتوكين قبل استخدامها. استنبت الفريق كل مجموعة من مجموعات الخلايا القاتلة الطبيعية بنسب مختلفة باستخدام الخلايا الجذعية الوسيطة المشيمية، لتحديد ما إذا كانت الخلايا القاتلة الطبيعية ستتفاعل مع الخلايا الجذعية أو ستُدمّرها.

وفي حين دمَّرت الخلايا القاتلة الطبيعية التي جرى تنشيطها الخلايا الجذعية الوسيطة المشيمية بفاعلية، لم تفعل الخلايا القاتلة الطبيعية الجديدة ذلك. وقد حدَّد الفريق مُستقبِل خلية قاتلة طبيعية قد يكون مسؤولًا عن مهاجمة الخلايا الجذعية الوسيطة المشيمية، وربما يُمكن تعطيل نشاطه لمنع تلف تلك الخلايا الجذعية. ومن اللافت أن التهيئة المسبقة للخلايا القاتلة الطبيعية مع الخلايا الجذعية الوسيطة المشيمية لم تُقلل من قدرة الخلايا القاتلة الطبيعية على تدمير خطوط خلايا سرطان الثدي. 

وقد أظهر مزيد من الفحوص أن الخلايا القاتلة الطبيعية المستنبَتة معًا رفعت إنتاجها من الجزيئات المضادة للأورام بشكل كبير، بما في ذلك إفراز بروتين IL1ra، وهو سيتوكين طبيعيّ مضاد للالتهابات. 

"تشير بياناتنا إلى أن الخلايا الجذعية الوسيطة المشيمية يمكن استخدامها في علاج السرطان بتعزيز النشاط المضاد للسرطان لدى الخلايا القاتلة الطبيعية في المختبر. وقبل تحقيق هذا الاحتمال، لا بدَّ من إجراء مزيد من الدراسات لتوضيح الآليات الجزيئية الكامنة وراء تعزيز الأنشطة المضادة للأورام لدى الخلايا القاتلة الطبيعية بواسطة الخلايا الجذعية الوسيطة المشيمية". وفقًا لقول الباحثين القائمين على تلك الدراسة.

References

  1. Abumaree, M.H. et al. Preconditioning human natural killer cells

    with chorionic villous mesenchymal stem cells stimulates their expression of

    inflammatory and anti-tumor molecules. Stem Cell Research and Therapy 10 (2019). | article

أقرأ أيضا

خلايا مناعية مُعزَّزة من أجل مقاومة سرطان الغدد الليمفاوية

نهجُ علاج مناعي قائم على تهيئة الخلايا المناعية لدى المريض، كي تصبح قادرة على التصدي لخلايا سرطانية مُحدَّدة، يُظهر نتائج واعدة في مقاومة أورام ليمفاوية نادرة.

وليفة علاجية تزيد معدلات النجاة من سرطان الكُلَى

تُظهر تجربة سريرية عالمية من المرحلة الثالثة فاعلية توليفة علاجية جديدة للمراحل المتقدمة من سرطان الكُلَى.

الآثار الجانبية لمُثبِّطات نقاط التفتيش المناعية تتراوح بين الضعف والشدة

دراسةٌ سعودية صغيرة الحجم تُبيِّن أن علاج السرطان عادةً ما يُسبِّب آثارًا جانبية طفيفة، لكن هذه الآثار تكون أكثر شدةً في بعض الأحيان.