11 أغسطس 2016
أشارت دراسة كبرى، متعددة الأعراق، إلى أن وجود تاريخ للقدرة على ممارسة الرياضة بقوة، قد يكون مفيدًا حتى للذين يعانون مشكلات صحية في القلب في وقت لاحق من حياتهم.
كان معروفًا منذ مدة طويلة أن الحفاظ على اللياقة البدنية يمكنه تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، ولكن لم يكن مدروسًا بشكل جيد مردودُ ذلك على ما قد يحدث إن أُصبت بنوبة قلبية في سنين متقدمة من عمرك.
عالج مشروع هنري فورد لاختبار ممارسة التمارين الرياضية(FIT) هذه الفجوة المعرفية، عن طريق تسجيل نظام اللياقة البدنية لعينة كبيرة من الناس، ثم مراقبة مراحل تقدمهم في السن. معاذ الملاح -الباحث الرئيسي للمشروع، وأخصائي أمراض القلب في مدينة الملك عبد العزيز الطبية، ومدير برنامج أبحاث أمراض القلب والأوعية الدموية بمركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية، التابعَين للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني- أجرى البحث مع أقرانه في العديد من المؤسسات الطبية بالولايات المتحدة.
عن نتائج البحث يقول الملاح: "بالنسبة للمصابين بنوبة قلبية، فإن النتائج تظهر على نحو أفضل لمَن كان لديه مستوى عالٍ من اللياقة البدنية في سنوات حياته السالفة".
ضم المشروع قرابة ٧٠ ألف متطوع بين عامي ١٩٩١ و٢٠٠٩. وجرت مراقبتهم في أثناء ممارستهم الرياضة على المشاية الرياضية الكهربائية لتحديد "قدرة ممارسة الرياضة"، أي قياس أقصى قدر ممكن من المجهود البدني الذي يمكن للشخص الحفاظ عليه.
أشارت الدراسة إلى أن أكثر من ٢٠٠٠ مشارك، ممن لم يكن لديهم تاريخ متعلق بمشكلات صحية في القلب وقت اختبار ممارستهم للرياضة على المشاية، عانوا مؤخرًا احتشاءَ عضلة القلب: نقصًا مفاجئًا في تروية عضلة القلب، تسبب في نوبة قلبية.
بدأ الباحثون في النظر إلى بيانات مشروع هنري فورد بحثًا عن الصلات بين مستويات "قدرة ممارسة الرياضة" المَقيسة في وقت سابق، ومصير المرضى الذين أصيبوا بالنوبات القلبية.
كشفت البيانات بوضوح عن أن نسبة المرضى ذوي المستويات المرتفعة جدًّا من "قدرة ممارسة الرياضة" قبل الإصابة بالنوبة القلبية، كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة ٥٢% في السنة الأولى بعد الإصابة من أقرانهم ذوي المستويات الأدنى من "قدرة ممارسة الرياضة". وتم تحديد التأثير الوقائي حتى سنة واحدة بعد ظهور النوبة القلبية.
يقول الملاح: "ينبغي على الجميع -وبصفة خاصة المعرضين لخطر احتشاء عضلة القلب- الحفاظ على مستويات عالية من اللياقة البدنية؛ كونه يحسن البقاء على قيد الحياة".
الملاح وزملاؤه يخططون الآن لمواصلة الدراسات في مجتمعات أخرى مماثلة. وسيبحث هذا العمل أيضًا فيما إذا كانت ممارسة التمرينات الرياضية لذوى مستويات اللياقة البدنية المنخفضة الحالية يمكن أن تحسِّن فرصهم في البقاء على قيد الحياة بعد النوبات القلبية اللاحقة.
References
- Shaya, G. E., Al-Mallah, M. H., Hung, R. K., Nasir, K., Blumenthal, R. S. et al. High Exercise Capacity Attenuates the Risk of Early Mortality After a First Myocardial Infarction: The Henry Ford Exercise Testing (FIT) Project Paper name. Mayo Clinic Proceedings (2016) article