20 فبراير 2019
طوال قرون، استُعملت عصارة المُرّ الحجازي المجففة -وهي شجيرة موطنها الأصلي شبه الجزيرة العربية وأفريقيا- في الطب الشعبي. ومؤخرًا، وجد سلطان القحطاني -من كيمارك، بالتعاون مع جامعة بني سويف في مصر- أن هذا الصمغ المسمى بالمرّ، يقضي على الآثار الضارة لزيادة الأمونيا، وهي حالة تنجم عادةً عن تليُّف الكبد وأمراضه الأخرى.
فعندما لا يستطيع الكبد التخلص بفاعلية من المواد الضارة، تتراكم هذه المواد في الدم. وعلى سبيل المثال، فإن الأمونيا -وهي ناتج ثانوي لعملية هضم البروتينات- ينبغي أن تتحول إلى بول في الكبد كي يتم التخلص منها في الكليتين. ويتصف تراكم الأمونيا في الدم -فيما يسمى بفرط أمونيا الدم- بكونه سامًّا للأعصاب، ويمكن أن يؤدي إلى تدهور في وظائف الدماغ يُعرف بالاعتلال الدماغي الكبدي.
ونظرًا إلى أن مفعول العلاجات الحالية لتخفيض مستويات الأمونيا في الدم محدود، فقد بحث الفريق عن العلاج في المُرّ الذي استُعملت خواصه المضادة للجراثيم والالتهاب والأكسدة والخافضة للسكر والحامية للكبد عادةً في علاج أمراض عدّة. وقد افتعل الباحثان حالةً من فرط أمونيا الدم لدى جرذان، وأعطوها جرعة فموية من مسحوق راتنج المرّ الحجازي المكثف على مدى ثمانية أسابيع. فانخفضت أوزان الجرذان وساءت مستويات الأمونيا في الدم والدلالات الفسيولوجية الرئيسة الأخرى للدم والكبد لدى الجرذان المصابة بفرط أمونيا الدم التي لم تُعالَج بالمرّ، فيما أصبحت طبيعية عند الجرذان التي أعطيت العلاج.
وتكمن خطورة فرط الأمونيا في أنه يؤدي إلى زيادة إنتاج الجذور الحرة للنيتروجين والأكسجين. وهذه الجذور الحرة ’تسرق‘ إلكترونات من شحوم أغشية الخلايا، ما يؤدي إلى تلفها.
لقد وجد العلماء أن المرّ حرّض الجسم على إنتاج مضادات أكسدة عدة وبروتينات إزالة السموم في الكبد والكليتين والمخ. ويقترح الفريق البحثي أن البروتين Nrf2 المضاد للالتهاب يؤدي دورًا رئيسًا في هذه العملية الدفاعية. لذا يُفعَّل ذلك البروتين لدى كلٍّ من الجرذان السليمة والجرذان المصابة بفرط أمونيا الدم المعالَجة، باستعمال تركيزٍ عالٍ من جذور الأكسجين الحرة، مايحرِّض عملية إنتاج مضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا من تلك الجذور الحرة. وقد كانت مستويات Nrf2 ومضادات الأكسدة لدى الجرذان المصابة بفرط أمونيا الدم المعالَجة أقل على نحو ملحوظ.
وعلاوة على زيادة البروتينNrf2، خفضت المعالَجة براتنج المرّ الحجازي أيضًا بروتين عامل نخر الورم -ألفا(TNF-α)، المعروف بأنه يرتفع في مصل المصابين بمرض التشمع الكبدي الذي يتصلب فيه الكبد بسبب أنسجة ليفية.
بالرغم من أن الآلية الدقيقة للمعالجة بالمرّ ما زالت غير واضحة، إلا أن هذه المادة يمكنها أن تساعد على تخفيف تأثيرات مرض الكبد.
References
- Mahmoud, A. M., Alqahtani, S., Othman, S. I., Germoush, M. O., Hussein, O. E., et al.Commiphora molmolmodulates glutamate-nitric oxide-cGMP and Nrf2/ARE/HO-1 pathways and attenuates oxidative stress and hematological alterations in hyperammonemic rats. Oxidative Medicine and Cellular Longevity2017(2017). | article