الساعة البيولوجية هي ساعة الإيقاع الداخلية في الجسم التي تستجيب للَّيل والنهار، والتي تتبع في العادة دورةً مقدارها 24 ساعة. وقد بيَّن باحثو كيمارك أن كثيرًا من جينات الساعة البيولوجية تكون مكبوتة لدى مرضى ابيضاض الدم، وهذا ما يساعد على تقدُّم المرض. واقترح الفريق أيضًا دورًا لبروتين رئيسفي إعادة تنظيمالساعة البيولوجية لدى مرضى ابيضاض الدم النخاعي المزمن.

تتحكم الساعة البيولوجية في عمليات رئيسة عدة في الجسم، ومنها الاستقلاب وأنماط النوم واليقظة وتنظيم الجينات. وتتسبب أمراض عدة في اضطراب في جينات الساعة والإيقاعات البيولوجية، منها السرطان وداء السكري. وابيضاض الدم هو سرطان دم خبيث يتجلى في كلٍّ من الشكلين الحادوالمزمن. وقد لوحظت تغيُّرات في جينات الساعة البيولوجية لدى مرضى ابيضاض الدم.

استعمل محمد بوجلال والعاملون معهفي وحدة اكتشاف العقاقير في كيماركقياسات الأنشطة الجينية من أجل فحص جينات الساعة البيولوجية في الشكلين الحادوالمزمن من ابيضاض الدم، قبل تلقي العلاجوفي أثنائه وبعده.

وحلل الباحثون أنشطة سبعة من جينات الساعة البيولوجية، ومن ضمنهاكراي2Cry2 و بمال1BMAL1، في عينات دم أُخذت من 75 مريضًا في مراحل مختلفة من معالجة ابيضاض الدم، كما أُخذت من 30 شخصًا سليمًاللمقارنة. ووجدوا أن غالبية جينات الساعةالبيولوجية كانت مكبوتة لدى مرضى ابيضاض الدم النخاعي الحاد باستثناء كراي2 الذي ازدادت مستوياته مع الاقتراب من نهاية المعالجة وفي أثناء فترة الانتكاسة.

وحصل أمر مشابه مع الشكل المزمن من المرض؛إذكانت جميع جينات الساعةالبيولوجية مكبوتة ما عدا كراي2 الذي لم يتأثر في المراحل الأولية من المرض.

واستقصى الفريق أيضًا دور سيرت1Sirt1، وهو بروتين معروف بتنظيمه جينات ذات صلة بالساعة البيولوجية. ووجدوا أن سيرت1 أدى إلى شفاء جزئي للإيقاع البيولوجيلدى مرضى ابيضاض الدم النخاعي المزمن، وذلك بتطبيع تشغيل وإيقاف جينبمال1الخاص بالساعة البيولوجية.

ويمكن للعلاجات التي تستهدف سيرت1 أن تحسِّن الإيقاع البيولوجيالمختل وترفع من كفاءة عقاقير العلاج الكيميائي المتوفر.

لقد  بين الباحثون في مقالتهم التي نُشرت في دورية الإيقاعاتالبيولوجية:«سوف يوفر الفهم الشامل لسلوك الجينات في ابيضاض الدم أفكارًا عن كيفية تأثُّر الساعة الجزيئية بهذا المرض. ويمكن استعمال هذا الفهم أيضًا في تطوير استراتيجيات علاجية تُعطى الأدوية فيها للمرضىبالتزامُن مع توقيتات ساعاتهم الجزيئية؛ من أجل تحقيق فاعلية أكبر».

References