عندما يغيب مرضى الكبد عن المتابعة الطبيّة

عادةً لا يعود المرضى المصابون بالتهاب الكبد الفيروسي لتلقّي علاج مرحلة المتابعة، ما يبرر الحاجة إلى استراتيجيّات دعمٍ أكثر قوة.

قراءة

PHOTO STOCK ALAMY / CO PICTURE SCIENCE 

يقدِّر استطلاعٌ أُجري في الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني، أن حوالي ثلث مرضى الالتهاب الكبديّ الفيروسي الذين تلقّوا العلاج لم يعودوا لإجراء زيارات المتابعة في المستشفى، ولم يكن أكثر من ثلثي هؤلاء المرضى على علمٍ بأنه من المقرر تحديدموعد زيارةٍ للمتابعة.ويدعوالباحثون إلى تحسين جمع المعلومات، والتوعية والتواصلعلى نحوٍأفضل؛ بغرض المساعدة في الحد من حدوث مضاعفات لمرضى الكبد. 

إن خفض عددالمرضىالذينيتعذرالوصولإليهم خلال البرامج العلاجيّة، ويُعرفون باسم "المتسربينمن المتابعة"، أصبح أمرًا بالغ الأهمية؛إذإنعدم تلقّي مرضى الالتهاب الكبديّ العلاج الكافي قد يتسبب في إصابتهم بمضاعفات خطيرة، منها تَنَدُّب الكبد (تليُّف الكبد)، والفشل الكبديّ والسرطان. 

ويتأثر حوالي 400 مليون شخص حول العالم بفيروس الالتهاب الكبديّ"ب" ، في حينيعيش 170 مليون آخرون بفيروس الالتهاب الكبديّ "ج". وفي المملكة العربيّة السعوديّة، وعلىالرغم من المبادرة واسعة النطاق للتطعيم ضد فيروس"ب" والتي بدأتمنذ عام 1989، لا يزال معدل الإصابة بكلا النوعين أعلى مما هو متوقع. 

ومن أجل معرفةٍ أفضل لعدد مرضى الالتهاب الكبديّ المتسربينمن العلاج، ولكشف الأسباب الكامنة وراء عدم الالتزام بالمتابعة، أجرى فريقٌ بحثيّ تابع لمؤسسات متعددة استطلاعًا على المرضى المشخصين بالإصابة بفيروسيَالتهاب الكبد "ب" و"ج"بين عامَيْ 2009 و2010 في مدينة الملك عبد العزيز الطبيّة. 

قادت الفريقحنان بَلْخي -رئيسةفريقمعملأبحاثالأمراض المُعدية بمركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبيّة والمدير التنفيذيّ لبرنامج الوقاية من العدوى ومكافحتها بقسم الشؤون الصحيّة بوزارة الحرس الوطنيّ.

أتمّ ما مجموعه 328 مريضًا الاستطلاع هاتفيًّا، وعُدَّثمانية وتسعون منهم (حوالي 30%) متسربينمن المتابعة. ومن بين هؤلاء، كان السبب الأكثر شيوعًا، الذي قدمه (حوالي 69% من المشاركين) لعدم عودتهم لتلقي العلاج، هو عدم علمهم بأن ثمة موعد متابعة كان مقررًا لهم. ومن ضمن الأسباب الأخرى التي قدمها (15%) من المشاركين،كان عدم إبلاغهم بتاتًابحاجتهم للمتابعة أو اعتقاد شخصيّ بيَّن (9%) منهم أنالمتابعة غير ضروريّة. 

وجد الباحثون أن المتسربينمن المتابعة أكثرهم من المشخَّصين بالإصابة بفيروس "ب"(71.4%) مقارنةً بالمصابين بفيروس "ج"(28.6%). وحتى الآن، مازال حجم المشكلة على مستوى المملكة غير معروف. ولأن الدراسة أجريت في مستشفى واحدة كبيرة فقط تابعة لقسم الشؤون الصحيّة بوزارة الحرس الوطنيّ، فقد أشار الباحثون إلى أن "نسبة 30% المسجَّلة ربما لا تُحسِّن تقدير حجم المشكلة في مراكز الرعاية الصحيّة الأولية وعلىمستوى المجتمع المحلي، إذالكثيرون لم يشخصوا ولم تتم إحالتهم للتشخيص". 

سيتزايد باستمرار عبء أمراض الكبد على المستشفيات والعائلات ما لم تُشَخَّص الأمراض أو تُعالَج، وسيؤدي ذلك إلى تزايُد كبيرفي أعداد المرضى المحتاجين لعملية زرع الكبد. 

وتدعو الدراسة إلى زيادة التركيز على التوعية، فضلًا عن تصميم أنظمةٍ أكثر كفاءةًومرونة لإحالة المرضى وجدولة برامجهم العلاجيّة. وقد يُساعِد إنشاء مركزٍ صحيّ متخصص لعلاج الالتهاب الكبديّ الفيروسي على تحقيق هذا الهدف. كذلك يرى فريق البحث أنه من المهم إرسال رسائل إلى المرضى للتذكيربمواعيدهم العلاجيّة عن طريق الرسائل الهاتفيّة القصيرة والبريد الإلكترونيّ.

References

  1. Balkhy, H. H., El-Saed, A., Sanai, F. M., Alqahtani, M., Alonaizi, M. et al. Magnitude and causes of loss to follow-up among patients with viral hepatitis at a tertiary care hospital in Saudi Arabia. Journal of Infection and Public Health 10, 379—387 (2017). | article

أقرأ أيضا

مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية يلعب دوراً محوريا في السعي من أجل تطوير لقاح فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية

يرى العلماء أن أبحاث هذا المركز الطبي بشأن اللقاح أحادي الجرعة لفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV) المميت واعدة، لكن هناك حاجة إلى مزيد من التقييمات والتجارب.

رسائل متضاربة حول التأثيرات الأوسع للقاحات

قد تُحدِث اللقاحات المضادة للدرن، والدفتيريا، والتيتانوس، والسعال الديكي، والحصبة آثارًا على جوانب أخرى من الصحة.

التبعات النفسية لمرض "كوفيد-19"

جعلتنا جائحة "كوفيد-19" نُقدِّر أهمية الصحة النفسية في الآونة الأخيرة. والآن، توفِّر لنا أبحاثٌ من مختلف أنحاء العالم رؤى ثاقبة بخصوص الأضرار النفسية المترتبة على الجائحة.