جرعة لقاح واحدة لمكافحة متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في الإبل 

يمكن تحسين اللقاحات المضادة لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية عن طريق تغيير محتواها الفيروسي والحمض النووي، وتعديل طريقة تعاطيها.

(NIAID (DISEASES INFECTIOUS AND ALLERGY OF INSTITUTE NATIONAL 

صمم باحثون أربعة لقاحات ضد متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS) -التي يمكن أن تودي بحياة الإنسان- وقارنوا بينها، ووجدوا لقاحًا منها يُنشِّط استجابةً مناعية قوية في الفئران بعد جرعة واحدة فقط.

في يونيو 2012، توفي مريض سعودي بسبب مرض حاد في الجهاز التنفسي، تسبب فيه فيروس كورونا الذي لم يكن معروفًا من قبل. ومنذ ذلك الحين، جرى الإبلاغ عن الإصابة بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في 27 بلدًا، إذ أصيب به أكثر من 1900 شخص، معظمهم في المملكة العربية السعودية. وينتقل الفيروس إلى البشر بصورة أساسية عن طريق الإبل العربية، وتصحبه مجموعة متنوعة من الآثار السريرية، بدءًا من الإصابة معدومة الأعراض إلى الإصابة بأعراض حادة. ومعدل وفيات هذا المرض، الذي يبلغ 40%، أعلى من معدل الوفيات الناجمة عن متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس)، لكن لم يحصل أي علاج أو لقاح على الموافقة السريرية للاستخدام على البشر أو للاستخدام البيطري.

يتمثل أحد مناهج علاج متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في استخدام لقاحات مصنوعة من الفيروسات المُضعَفة التي تكون فعالة في تحفيز استجابة مناعية قوية ضد الفيروسات الخطيرة الأخرى. وتجري بالفعل دراسة "لقاحات النواقل الفيروسية" ضد الإيبولا وفيروس نقص المناعة البشرية والملاريا والسل والإنفلونزا.

وحتى اليوم، اللقاح الوحيد المضاد لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية الذي من المقرر اختباره على الإبل مشتق من سلالة مُضعَفة للغاية من فيروس الوقس، يُطلق عليها سلالة أنقرة المعدلة من فيروس الوقس (MVA)، ويتطلب اللقاح جرعتين لتوفير وقاية جزئية. ومن شأن اللقاح المثالي أن يمنح مناعةً كاملةً وسريعةً وطويلة الأمد بعد جرعة واحدة.

قارن فريق من الباحثين -من مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية، والمملكة المتحدة، وألمانيا- بين هذا اللقاح وناقل فيروسي مختلف، يُعرف باسم الفيروس الغُدي الذي يصيب قردة الشمبانزي-جامعة أكسفورد #1 (ChAdOx1). وقد أثبتت الدراسات السابقة أن جرعة واحدة من اللقاح القائم على فيروس ChAdOx1 فعالة ضد حمى الوادي المتصدع في أنواع متعددة من الكائنات، منها الإبل، مما يجعلها أداةً واعدة لتطوير اللقاح.

وقد اختبر العلماء نسختين من اللقاح القائم على فيروس MVA (لقاح MVA MERS) ونسختين من اللقاح القائم على فيروس ChAdOx1 (لقاح ChAdOx1 MERS) لعلاج متلازمة الشرق الأوسط التنفسية. وحملت جميع اللقاحات تسلسل الحمض النووي الذي يُشفر بروتينات السطح على شكل نتوءات تميز فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، والتي يتم إنتاجها فور دخول الناقل الفيروسي إلى خلايا المضيف. تتعرف الخلايا المناعية للمضيف على هذه البروتينات، مما يثير المزيد من آليات الدفاع. ويعتمد إنتاج البروتينات التي على شكل نتوءات على تسلسل مُحفِّز؛ وقد تم تصميم لقوح MVA MERS باستخدام أحد محفزين: إما mH5 أو F11؛ لاختبار أيهما يتيح إنتاج أكبر قدر ممكن من البروتينات على شكل نتوءات، وبالتالي إثارة استجابة مناعية أقوى. واختلف لقاحا ChAdOx1 MERS إما في وجود منشـط البلازمينوجين النسيجي (tPA) أو في غيابه، وهي استراتيجية أخرى لتحسين أداء اللقاح.

وقد وجد الباحثون أن جميع هذه اللقاحات أثارت الجهاز المناعي للفئران، ولم يكن لنوع المُحفِّز المستخدم تأثير كبير على النتائج. ومن المثير للدهشة، أن جرعة واحدة من اللقاح ChAdOx1 MERS مع وجود منشـط البلازمينوجين النسيجي كانت مثيرةً للاستجابة المناعية قدر جرعتين من لقاح MVA MERS (الذي يحتوي أيضًا على منشـط البلازمينوجين النسيجي). ويقترح الفريق البحثي اختبار جرعة واحدة من هذا اللقاح على الإبل العربية، تليها جرعة معززة من لقاح MVA MERS إذا لزم الأمر.

References

  1. Alharbi, N. K., Padron-Regalado, E., Thompson, C. P., Kupke, A., Wells, D., Sloan, M. A. et al. ChAdOx1 and MVA based vaccine candidates against MERS-CoV elicit neutralising antibodies and cellular immune responses in mice. Vaccine (2017). | article

أقرأ أيضا

مكافحةُ الجائحة على جميع الجبهات

يقول نايف الحربي -أحد كبار علماء الفيروسات بالمملكة العربية السعودية- إن مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية (كيمارك) يقف في طليعة مكافحة المملكة لمرض «كوفيد-19» عن طريق الإسراع من وتيرة أبحاث فيروس كورونا.

اللقاحات في مواجهة السلالات المتحوِّرة: سباق متواصل

الانتشار السريع للسلالات المتحوِّرة عن فيروس "سارس-كوف-2" والتي تؤثر في  فاعلية اللقاحات، وتداعياتُ ذلك بالنسبة للمعركة الدائرة لمكافحة "كوفيد-19"

متلازمة ميرس ما زالت واسعة الانتشار بين الإبل في المملكة العربية السعودية

دراسة استقصائية لمسالخ الرياض تكشف عن استمرار خطر انتقال العدوى من الحيوانات إلى البشر.