2 سبتمبر 2021
بحسب دراسةٍ جديدة، فإنَّ الفيروس المُسبّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) ما زال منتشرًا بين الإبل التي تُذبَح للحصول على لحومها في المملكة العربية السعودية.
تُعتَبر الإبل العربية، وهي العائل الوسيط للفيروس، المصدر الوحيد المعروف لحالات الإصابة البشرية بعدوى ميرس. رُصِدَ الفيروس لأوَّل مرَّة في المملكة العربية السعودية عام 2012، وقد أصاب ما يقرب من 2900 شخص في 27 دولة، متسبّبًا في وفاة 858 شخصًا. نظرًا إلى أن معدل وفياته يبلغ %34.4، يُعدّ فيروس «ميرس-كوف» من أخطر فيروسات كورونا الثلاثة التي تصيب البشر والتي ظهرت في الآونة الأخيرة.
ومن أجل تقييم مدى خطورة انتقال عدوى الفيروس من الحيوانات إلى الإنسان مستقبلًا، عكف الفريق في شتاء عام 2019 على مسح المسالخ الثلاثة الرئيسية بمدينة الرياض، فجمعوا مسحاتٍ أنفية وعينات دم من 171 جملًا صغير السن وفي صحةٍ جيدة. جرى فحص المسحات الأنفية باستخدام تقنية فحص تفاعل البوليميراز المتسلسل للنسخ العكسي (RT-PCR)، للكشف عن وجود العدوى، وفحص العينات المَصْلِيّة باستخدام تقنية المقايسة الامتصاصية المناعية للإنزيم المرتبط، المعروفة اختصارًا باسم تقنية إليزا (ELISA)، للكشف عن وجود الأجسام المضادة المُحيِّدة. حدَّد الفريق مدى التنوّع الجيني في العيّنات المعزولة التي جاءت نتائج فحوصها إيجابيةً عن طريق تضخيم جين البروتين الشوكي للفيروس ثم تحديد تسلسله.
أفاد أعضاء الفريق بأنَّ معدّل انتشار فيروس ميرس-كوف في العيّنات كان مرتفعًا (%38.6)، وكذلك كان معدل الإيجابية المصليّة للعينات (%70.8). هذا يشير إلى استمرار انتشار عدوى الفيروس بين الإبل في تلك المسالخ. ولهذا لا بدّ من بذل الجهود لوقاية مَن يتعاملون عن قُرب مع الإبل، لا سيّما الأطباء البيطريون وعمَّال المسالخ والمشرفون على الإبل.
يقول نايف الحربي، مدير وحدة تطوير اللقاحات بمركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية (كيمارك)، وأحد مؤلفي الدراسة: "أعظم مخاوفنا وقوع عدوى غير مباشرة، تنتهي بتفشّيها بين البشر. وهذا قد يحدث في أي وقت".
حلَّل الباحثون أيضًا جين البروتين الشوكي للفيروس في العينات التي جمعوها، واكتشفوا أنَّه يتمتع بمستوى عالٍ من الاستقرار الجيني. ووفقًا للحربي، فإنَّ هذا يشير إلى أنَّ "الفيروس ينتشر بين الإبل، وأنَّه بدأ يتكيف معها كعائلٍ له، دون أن يتعرّض لضغطٍ بيولوجي أو مناعي يُجبره على تغيير تركيبه الجيني".
ورغم تطبيق تدابير الصحة العامة في المملكة، مثل الحرص الشديد على النظافة الصحية ونقل أسواق الإبل إلى أطراف المدن، ما زالت السعودية تضمّ أعلى نسبة من حالات الإصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، مما يسلّط الضوء على الحاجة الماسّة إلى اتخاذ إجراءاتٍ إضافية للحيلولة دون انتقال العدوى من الحيوانات إلى البشر وتفشي المرض بينهم.
وخلص الباحثون إلى أنَّ هناك حاجةً إلى إجراء مزيدٍ من الأبحاث لتقييم تأثير الفيروس على الصحة العامة والتدابير الممكنة لمكافحة العدوى. علاوًة على ذلك، شدَّد الباحثون على أهمية تطوير لقاحٍ يستهدف البروتين الشوكي للفيروس للمساعدة على مكافحة انتشاره بين الإبل.
References
- Alharbi, N.K. et al, High Rate of Circulating MERS-CoV in Dromedary Camels at Slaughterhouses in Riyadh, 2019. Viruses, 12, 1-10 (2020). | article