انتشار سلالة غربية لفيروس التهاب الكبد الوبائي «سي» في السعودية

صارت السلالة الأكثر شيوعًا من فيروس التهاب الكبد الوبائي «سي» في المملكة العربية السعودية أقل انتشارًا مع استقرار أشخاص من مناطق أخرى بالعالم في المملكة، حاملين سلالات أخرى من الفيروس.

وقد حللت دراسة قادها مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية السجلات الطبية لـ630 شخصًا كانوا مصابين بفيروس التهاب الكبد الوبائي «سي» وعولجوا في الفترة بين عامي 2007 و2011 بمدينة الملك عبد العزيز الطبية.

وأظهر التحليل أن النمط الوراثي 4 ما زال هو النوع الفرعي السائد؛ إذ أصاب أكثر من 61% من المرضى المصابين بالفيروس بمستشفى الرياض. بيد أن الإصابة بالنمط الوراثي 1، وهي سلالة سائدة في أغلب باقي دول العالم، آخذة في الانتشار في المملكة، لا سيما بين صغار المرضى من الذكور. كما جاءت مستويات الفيروس في دماء المرضى الحاملين للنمط الوراثي 1 أعلى بثلاث مرات من مستوياته في دماء أولئك الحاملين للنمط الوراثي 4.

هذه الاتجاهات المتغيرة في الإصابة لها أهمية في جهود علاج المرضى بالمملكة العربية السعودية، ليس فقط بسبب أن النمط الوراثي 4 هو غالبًا أصعب الأنماط في العلاج، ولكن أيضًا لأن وجود النمط الوراثي 1 من الممكن أن يؤثر على اتخاذ قرار العلاج. وبناءً على النمط الوراثي للفيروس، إلى جانب عوامل أخرى منها التشمع الكبدي أو وجود إصابات فيروسية أخرى، فإن الأطباء قد يكونون أكثر أو أقل ميلًا إلى الاستعانة بعوامل ضبط المناعة الأقدم والأقل تكلفةً، مثل الإنترفيرون، في مقابل علاجات أخرى مضادة للفيروسات أحدث ولها تأثير مباشر.

يقول أمين باوزير، اختصاصي الوبائيات بمركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية، والذي قاد الدراسة: "إن تأكيد النمط الوراثي لفيروس التهاب الكبد الوبائي «سي» أمر ضروري لتحديد طرق العلاج وتوقع استجابات المريض تجاه العلاج المحدد".

يشير باوزير إلى أن الزيادة الطفيفة في حالات الإصابة بالنمط الوراثي 1 لفيروس التهاب الكبد الوبائي «سي» تزامنت مع حدوث تحول ديموغرافي في المملكة العربية السعودية؛ إذ إن حوالي ثلث المقيمين بالمملكة قد وُلدوا بالخارج. ويشك باوزير في أن الأشخاص الوافدين من المناطق التي تشيع فيها هذه السلاسة بصورة أكبر، مثل أمريكا الشمالية وأوروبا، قد جلبوا أنماطًا وراثية مختلفة إلى المملكة، وانتشرت السلالات عن طريق مشاركة الإبر لحقن المخدرات وكذلك عن طريق نقل الدم، وإن كان ذلك أشد ندرة.

يأمل باوزير أن ينحسر انتقال جميع الأنماط الوراثية لفيروس التهاب الكبد الوبائي «سي». وفي ضوء تحسين سبل فحص إمدادات الدم، واشتراط خلو المتقدمين من خارج البلاد للحصول على عمل من الفيروس، وتوفير علاجات فعالة محليًّا، فإن "كل الخطوات الأكثر فاعلية للقضاء على الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي في المملكة العربية السعودية جارٍ اتخاذها بالفعل". وفق قوله.

References