المزيد من حالات الإصابة باضطراب وراثي مدمر

يؤدي الحمض النووي الميتوكوندري دورًا أساسيًّا في وظائف الأعضاء البشرية، ويؤدي الخلل فيه إلى عواقب مدمرة.

قراءة

wir0man/ iStock / Getty Images Plus

حتى وقت قريب، لم يُرصَد "خلل صيانة الحمض النووي الميتوكوندري المرتبط بالبروتين MPV17" إلا لدى 75 شخصًا فقط حول العالم. تؤدي هذه الحالة إلى الإخلال بعمل العضيات المنتجة للطاقة في الخلية، المعروفة بالميتوكوندريا، مما يؤدي إلى خلل وظيفي كارثي في الدماغ والكبد والجهاز العصبي. والآن، قام فريق من علماء الوراثة وأطباء الأطفال واختصاصيي علم الأحياء التطوري بقيادة لي جون وونج من كلية بايلور للطب في تكساس، بتمشيط قواعد البيانات الطبية للعثور على حالات جديدة للمرض. كما قام الفريق بجمع واستعراض الفهم الطبي لهذا الاضطراب المدمر النادر للغاية. 

توجد الغالبية العظمى من المادة الوراثية البشرية في نوى الخلايا، ولكن توجد كمية صغيرة من الحمض النووي المشفِّر للبروتين في الميتوكوندريا. وعلى الرغم من احتواء الحمض النووي الميتوكوندري على 37 جينًا فقط، إلا أنه ذو أهمية بالغة في الحفاظ على وظائف الأعضاء الطبيعية، ويتم الحفاظ على إنتاجه -جزئيًّا- بواسطة البروتين MPV17. يُعتقَد أن هذا البروتين يكوِّن قنوات عبر الأغشية للجزيئات الصغيرة، مما يسمح بنقل الوحدات البنائية للحمض النووي إلى داخل الميتوكوندريا. 

ومن خلال البحث في قواعد بيانات مختبر الوراثة في كلية بايلور، تمكَّن وونج وفريقه من العثور على 25 حالة خلل في صيانة الحمض النووي الميتوكوندري المرتبط بالبروتين MPV17 لم يتم تسجيلها في الأدبيات الطبية، بالإضافة إلى الـ75 مريضًا المعروفين بالفعل. كما كان لدى هؤلاء المرضى الجدد تسعة تغيرات مسبِّبة للأمراض في الجين MPV17 لم تكن موثقةً في السابق، وهذه التغيرات حالت دون أدائها لوظيفتها بشكل صحيح. 

وبالنظر إلى المرضى الـ100 كلهم، وجد الباحن نمطًا قاتمًا من الأعراض؛ إذ عانت الغالبية العظمى من مرض شديد مبكر في الدماغ والجهاز العصبي والكبد، مع تطور المرض في 87 مريضًا إلى الفشل الكبدي في مرحلة الطفولة المبكرة. كما شملت الأعراض الأخرى المميزة تأخُّر النمو، ونقصًا في نمو العضلات، والفشل العام في النمو. من بين المرضى المصابين بهذا المرض، مات 75 مريضًا، معظمهم في مرحلة الطفولة المبكرة. لا يوجد علاج للمرض، ويركز التعامل معه بشكل كبير على تخفيف الأعراض وتقييم حالة أعضاء المريض المصابة. خضع 17 مريضًا لزراعة كبد، ومع ذلك، كانت النتائج غير مُرضية إلى حدٍّ كبير؛ إذ قضى أكثر من نصف المرضى نَحبَهم بسبب مضاعفات ما بعد الجراحة.

 لا ندري بعد لماذا يؤدي الاختلال الوظيفي في الجين MPV17 بشكل خاص إلى تلف الكبد والدماغ والجهاز العصبي. في الأفراد الأصحاء، تحتوي هذه الأنسجة على مستويات عالية من البروتين، مما يشير إلى وجود دور معين له في هذه الأعضاء. ويشير الباحثون في بحثهم الذي نُشِر مؤخرًا في ورقة بحثية في دورية "هيومان ميوتيشن" Human Mutation إلى أنه يمكن إنقاذ الخلايا المأخوذة من المرضى المصابين بخلل في البروتين MPV17 عن طريق إضافة مكونات الحمض النووي، مما يوفر سبيلًا محتمَلةً لمزيد من الدراسات السريرية.

References

  1.  El-Hattab, A. W., Wang, J., Dai, H., Almannai, M., Staufner, C. et al. MPV17-related mitochondrial DNA maintenance defect: New cases and review of clinical, biochemical, and molecular aspects. Human Mutation (2018). | article

أقرأ أيضا

ما لا يقتل أسلافَك يُقوِيك

سحالي السياج التي تتعرض للضغوط تمنح أجيالها الشابة دون قصدٍ فرصًا أفضل في مواجهة المُفترِسات

البحث عن إجابات حول التوحُّد

إن تناسخ أحد الجينات المرتبطة بالتوحُّد في القرود قد يُلقي مزيدًا من الضوء على أسباب المرض.

فحص أفضل وأقل تكلفة للنوع الأول من داء السكري لدى الأطفال الأكثر عرضة لخطر الإصابة

يمكن لنموذج منخفض التكلفة يجمع بين عوامل الخطورة الوراثية والسريرية والمناعية أن يساعد على التنبؤ بالنوع الأول من داء السكري.