قص بطانة المعدة لمكافحة الدهون 

بحثٌ يشير إلى أن استهداف بطانة المعدة قد يساعد في تخفيف حدة السمنة.

Sebastian Kaulitzki / Alamy Stock Photo

وفقًا لبحثٍ جديد يسلط الضوء على بطانة المعدة كهدفٍ محتمل في علاج السمنة والاضطرابات المرتبطة بها، فإن أهمية الغشاء المخاطيّ المعديّ في تنظيم الأيض والشبع تعرضت للتجاهل لوقت طويل.

أجرى كلٌّ من فيفيك كومهاري -الباحث في "معاهد جونز هوبكنز الطبيّة" بالولايات المتحدة- وأندرياس أوبرباخ –من "معهد فراونهوفر للعلاج الخلويّ وعلوم المناعة" بألمانيا- وزملاؤهما، هذا البحث في محاولةٍ لتحسين علاج السِّمنة.

تُعد الجراحات المُصَمَّمة لعلاج السمنة، والمعروفة بجراحات السمنة، جراحات عدوانية وباهظة الثمن، ما يجعل المرضى شديدي الحذر منها، رغم فاعليتها. يقول كومهاري: "بصفتي طبيبًا سريريًّا، أرى أنه من المحبط أن تكون لدينا طريقة علاجيّة نافعة لكن المرضى لا يتقبلونها بصدرٍ رحب".

عادةً ما يفقد المرضى وزنهم ويلاحظون تحسنًا سريعًا في نشاطهم الأيضيّ بعد إجراء عملية لعلاج السمنة تُعرف باسم تكميم المعدة الرأسيّ vertical sleeve gastrectomy (VSG)، ويجري فيها إزالة أغلب المعدة. ومع أن الرأي السائد هو أن جراحات السمنة تعمل عن طريق تقليل حجم المعدة، إلا أن كومهاري وأوبرباخ لم يقتنعا بذلك.

يقول كومهاري: "إن تقليل حجم المعدة يساعد على فقدان الوزن، إلا أنه لا يحقق الهدف الحقيقي، وهو تحسين النشاط الأيضيّ. فعند علاج المريض، ما يهمّنا هو النشاط الأيضي، ولهذا نريد منه إنقاص وزنه". وبعبارةٍ أخرى، الهدف الحقيقي يجب أن يكون تحسين نشاط الإنسولين، ومستويات الكوليسترول، وسكّر الدم، وعوامل مشابهة. وبناءً على مسح للأدبيّات البحثية الجراحيّة، افترض كومهاري أن تكميم المعدة الرأسيّ قد يفلح لأنه يتلف جزءًا من بطانة المعدة يُعرف باسم الغشاء المخاطيّ المعديّ، يفرز الهرمونات المنظِّمة للشهيّة والأيض.

ولاختبار هذه الفرضيّة، قام كومهاري وأوبرباخ بتسمين جرذان تبلغ من العمر أربعة أسابيع، بإطعامها غذاءً عالي الدهون لمدة 11 أسبوعًا، قبل إزالة الغشاء المخاطيّ المعديّ منها. كشفت قياسات الجرذان على مدى ثمانية أسابيع عن تناقصٍ في أوزان الجرذان وشهيّتها، مع تحسُّن النشاط الأيضيّ لديها بعد إخضاعها للعملية الجديدة المسماة بإتلاف الغشاء المخاطيّ المعديّ GMD.

ومن اللافت للانتباه أن الجرذان التي خضعت لجراحة تكميم المعدة الرأسيّ وإتلاف الغشاء المخاطيّ المعديّ قد تشابهت في أرقامها الأيضيّة، رغم أن الجرذان التي أزيل الغشاء المعديّ لديها لم تتغيَّر أحجام معداتها. يقول كومهاري: "نعتقد أن من العوامل المهمة المؤثرة في نجاح جراحة تكميم المعدة الرأسيّ أنها تزيل الغشاء المخاطيّ المعديّ". إلا أنه يؤكد أن النتائج لا تعني أن إتلاف الغشاء المخاطيّ المعديّ يجب أن يحل محل تكميم المعدة، وإنما تعني أن هذا البديل الأقل عنفًا يستحقّ المزيد من الدراسة.

منذ ذلك الحين نشر الفريق دراسة متابعة أُجريت على الخنازير، وقد رتَّب الفريق لبدء التجارب على البشر خلال هذا العام. يقول كومهاري: "إن الغشاء المخاطيّ المعديّ عضو يتعرض للتجاهل". ويضيف قائلًا: "إنه عضو يؤدي دورًا مهمًّا في السمنة وتناوُل الطعام والنشاط الأيضيّ، لذا لا يجب تجاهله بعد ذلك. فلنرَ ما يمكن أن يفعله هذا العضو، وكيف يفعله، وكيف يمكن الاستفادة من معالجته".

References

  1. Oberbach, A., Schlichting, N., Heinrich, M., Kullnick, Y., Retschlag, U., et al. Gastric mucosal devitalization reduces adiposity and improves lipid and glucose metabolism in obese rats. Gastrointestinal Endoscopy 87, 288–299 (2018). | article

أقرأ أيضا

طريقة ذكيّة للتغلّب على الحرارة

باحثو مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية يطوِّرون نظامًا يمكنه تنظيم درجة حرارة الجسم في الوقت الفعلي، للمساعدة على علاج مرضى ضربة الشمس.

الكشف عن لهيكل الخلوي

بحث جديد يخلُص إلى أن التنظيم السليم للهيكل الخلوي أثناء تكوين الخلايا العظمية  عامل النمو بيتا 1 (TGFβ1)، وهو من عوامل النمو الرئيسية

إنجازٌ كبير في تصوير نخاع العظم

تقنية جديدة للتصوير ثلاثيّ الأبعاد تكشف توزيع الخلايا والأنسجة والبروتينات داخل نخاع العظم.