الكشف عن التوريث المفقود لسرطان القولون والمستقيم

ربما تتحسن إمكانية تشخيص سرطان القولون والمستقيم بعد اكتشاف طفرتين جينيتين.

قراءة

JUAN GAERTNER/SCIENCE PHOTO LIBRARY/ GETTY IMAGES

أثمرت البحوث والدراسات التي تناولت الأسباب الوراثية لسرطان القولون والمستقيم على مدار ثلاثين عامًا عن تعرُّف الباحثين على 14 جينًا ترتبط عند تعرُّضها لطفرات بزيادة مخاطر الإصابة بالمرض. أيضًا، في الوقت الحالي اكتشف مشروع تعاون بحثي سعودي أمريكي جينين آخرين، مما يحسن كثيرًا من قدرة الأطباء السريريين على تحديد الأشخاص المعرضين لمخاطر المرض، مع بيان الخيارات العلاجية المحتملة للمرضى المقاومين للعلاج الكيماوي.

يُعدُّ سرطان القولون والمستقيم من الشواغل الصحية بالغة الأهمية في المملكة العربية السعودية إلى جانب كثير من دول العالم المتقدم. وعلى الرغم من أن التوقعات تشير إلى أن 30٪ من حالات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم تُعزى إلى عوامل موروثة، فإن عوامل المخاطر الجينية المعروفة لا تفسر إلا نسبةً تتراوح بين 5 و10٪ من الحالات. 

«هذا ما يُعرف باسم "التوريث المفقود"»، وفق قول سعود الدبيان، الذي شارك في تأليف دراسة مشروع التعاون المنشورة في الدورية الأمريكية لعلم الوراثة البشرية (The American Journal of Human Genetics). يتحدث الدبيان عن رؤية عديد من أبناء العائلة الواحدة يصابون بسرطان القولون والمستقيم دون وجود أيٍّ من الجينات المتحولة المعروفة التي تشير إلى المخاطر الوراثية.

وفي ظل وجود حاجة واضحة إلى تحديد مصادر إضافية لتوريث السرطان، قارن فريق الدبيان الحمض النووي لقرابة 4,000 مريض بسرطان القولون والمستقيم بالحمض النووي لأكثر من 27,000 من الأصحاء. وقد أظهرت النتائج طفرتين جينيتين وراثيتين في جينين اثنين هما «ATM» و«PALB2» اللذين كانا أكثر شيوعًا لدى مرضى السرطان، مما يوحي بوجود علاقة ارتباط سببية. يقول الدبيان:«لقد زاد الناتج التشخيصي بنسبة 20٪ عندما أدرجنا هذين الجينين في الفحص الوراثي لخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. ويا له من ناتج ضخم».

لا يتيح هذا الاكتشاف تحديد الأشخاص المعرضين لمخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم فحسب، بل إن ظهور نتيجة إيجابية يعمل بمنزلة تنبيه للأقارب بالمخاطر المحتملة التي تنتظرهم.

لكن، ربما يتمثل الكشف الأكثر إثارةً في أن الجينين «ATM» و«PALB2» كليهما يشاركان في مسار بيولوجي يُعرف باسم إعادة التركيب المتماثل –ويشار إليه اختصارًا بـ(HR)– وهذا المسار يتوسط لإصلاح الفواصل المزدوجة للحمض النووي. «يمكن استهداف هذا المسار بالتحديد بسهولة»، كما يشرح الدبيان. «ولدينا بالفعل أدوية مُصدق عليها من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية للمرضى المقاومين للعلاج الكيماوي المصابين بطفرات جينية في الجينات المشاركة في مسار إعادة التركيب المتماثل». ويتوقع الدبيان أن تكون استجابة هؤلاء المرضى للأدوية «استثنائية»، وأن ذلك سيمنح بعض الأمل للأشخاص الذين يلتحقون بالتجارب السريرية بعد فشل العلاج الكيماوي المبدئي.

يقر الدبيان بأن خفض التكلفة والقدرات المتزايدة للتسلسل الجيني كانا بمنزلة قوى دافعة وراء الاكتشاف الذي توصل إليه الفريق، بالإضافة إلى مشاركة البيانات الوراثية على نطاق عالمي تعاوني.

يخطط الفريق حاليًّا لاستخدام مناهجه وأساليبه لتحديد طفرات أخرى مسببة للأمراض داخل مسارات الحمض النووي، كما يستعد لنشر اكتشافه لطفرة جينية ترتبط بمضاعفة خطر إصابة البويضة أو الحيوان المنوي بالسرطانات أربع مرات.

References

  1. AlDubayan, S., Giannakis, M., Moore, N. D., Han, C., Reardon, B. et al. Inherited DNA-repair defects in colorectal cancer. The American Journal of Human Genetics 102, 401-414 (2018). | article

أقرأ أيضا

احتشاد الجسيمات الدقيقة لتسديد ضربة قوية للأورام السرطانية

باحثون سعوديون يبتكرون جسيمات دقيقة من أكسيد الحديد لديها القدرة على نقل عقاقير متعددة إلى قلب الورم وصولًا إلى أعماقه.

الآثار الجانبية لمُثبِّطات نقاط التفتيش المناعية تتراوح بين الضعف والشدة

دراسةٌ سعودية صغيرة الحجم تُبيِّن أن علاج السرطان عادةً ما يُسبِّب آثارًا جانبية طفيفة، لكن هذه الآثار تكون أكثر شدةً في بعض الأحيان.

خلايا مناعية مُعزَّزة من أجل مقاومة سرطان الغدد الليمفاوية

نهجُ علاج مناعي قائم على تهيئة الخلايا المناعية لدى المريض، كي تصبح قادرة على التصدي لخلايا سرطانية مُحدَّدة، يُظهر نتائج واعدة في مقاومة أورام ليمفاوية نادرة.