احتشاد الجسيمات الدقيقة لتسديد ضربة قوية للأورام السرطانية

باحثون سعوديون يبتكرون جسيمات دقيقة من أكسيد الحديد لديها القدرة على نقل عقاقير متعددة إلى قلب الورم وصولًا إلى أعماقه.

قراءة

FOOD & DRUG ADMINISTRATION / SCIENCE PHOTO LIBRARY

على الرغم من كل ما تحقق من تطوراتٍ مُشجعة في مجال علاج السرطان، لا يزال استئصال الخلايا السرطانية أو إزالة الأورام من أجسام المرضى مسألة تتسم بالعشوائية إلى حد كبير. ومن بين طرق تعزيز فرص نجاح العلاج، استخدام مجموعة من العقاقير ذات خصائص مختلفة في مكافحة الورم. بيْد أن نقل هذه العقاقير إلى قلب الورم، حيث تؤدي دورها على نحوٍ أكثر فاعلية، يمكن أن يُشكِّل تحديًا.

تمكَّن خير الدين البوبو وزملاؤه في مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية )كيمارك) الآن من ابتكار نوع مساميّ من جسيمات أكسيد الحديد التي يمكنها امتصاص مجموعة متنوعة من العقاقير، لاستخدامها في علاج السرطان. وهذه الجسيمات مجهرية ومصنوعة من مادة مغناطيسية، لذا فإن لديها القدرة على اختراق قلب الورم وصولًا إلى أعماقه، ومن ثمَّ يمكن استخدامها كنواقل لإيصال العقاقير الدوائية التي يمكن التحكم بها.

ولإعداد جسيمات أكسيد الحديد المسامية، استخدم الباحثون كلوريد الحديد في تلقيح كرات السيليكا المسامية الصغيرة المعروفة باسم «الكريات المسامية الوسيطة ذات التحضير الحمضي» (APMS) ذات المسام المترابطةٌ التي يبلغ قطر كل منها 4-6 نانومترات، وقد وقع عليها الاختيار لصلابة إطارها، وخمولها الكيميائي، وقابلية التحكم فيها جيدًا. استخدم الباحثون بعد ذلك عملية تلبيد أو تصليد حراري لاختزال كلوريد الحديد إلى أكسيد الحديد. وأخيرًا، أُزيلت السيليكا -التي كانت قالبًا لبناء جسيمات أكسيد الحديد- باستخدام محلول هيدروكسيد الصوديوم القاعدي.

رصد الباحثون جسيمات أكسيد الحديد تحت المجهر، ووجدوا أنها جميعًا ذات أسطح وعرة من الخارج ومسامية من الداخل. كما كشفت تجارب أخرى أن تلك المسام كبيرة الحجم نسبيًّا، ما يجعلها مثاليةً لحمل عقاقير السرطان.

تمكَّن الباحثون من فصل جسيمات أكسيد الحديد من الماء باستخدام مغناطيس دائم، مما يُشير إلى إمكانية التأثير فيها بالمجالات المغناطيسية. ثم اختبروا تحميل العقاقير وإطلاق الحركية الدوائية لدى جسيمات أكسيد الحديد باستخدام العقار الهرموني المضاد للسرطان «تاموكسيفين» Tamoxifen، وعقارين من عقاقير العلاج الكيميائي الهيدروفيلية (المحبة للماء)  المعروفة وهما «دوكسوروبيسين» doxorubicin و«داونوروبيسين» daunorubicin. وأظهرت النتائج التي توصلوا إليها أن ملليجرامًا واحدًا من جسيمات أكسيد الحديد يستطيع حمل ما يصل إلى 165 و227 و235 ميكروجرامًا من «التاموكسيفين» و«الدوكسوروبيسين» و«الداونوروبيسين» على الترتيب. كما وجدوا أيضًا أن إطلاق العقاقير يحدث عندما تصبح البيئة حمضية بدرجة طفيفة، كتلك التي تحيط بالخلايا السرطانية.

كما استطاع الباحثون استخدام جسيمات أكسيد الحديد المُحمَّلة بالعقاقير في قتل سلالات خلايا سرطان الثدي وسرطان القولون والمستقيم. فعند وضعها على أورام الثدي، تتراكم جسيمات أكسيد الحديد في قلب الورم وصولًا إلى أعماقه، مما يدل على إمكانية استخدامها في علاج السرطان.

References

  1. El-Boubbou, K., Ali, R., Al-Zahrani, H., Trivilegio, T., Alanazi, A. H., et al.  Preparation of iron oxide mesoporous magnetic microparticles as novel multidrug carriers for synergistic anticancer therapy and deep tumor penetration. Scientific Reports 9, 9481 (2019).| article

أقرأ أيضا

 زيادة طفيفة في احتمالات إصابة أطفال الأنابيب بأنواع نادرة من السرطان

أكبر دراسة جماعيّة حتى اليوم تكشف عن احتمالية طفيفة بإصابة أطفال الأنابيب بالسرطان، إلا أن الباحثين يقولون إن الأرقام الكليّة قليلة للغاية.

تعزيز المناعة عن طريق الخلايا الجذعية قد يساعد على قمع السرطان

يُمكن أن يُساعد تحفيز الخلايا المناعية باستخدام الخلايا الجذعية المشيمية على تعزيز نشاط الجسم الطبيعي المُقاوِم للسرطان

أمل جديد لمرضى ليمفوما هودجكين

بحث جديد يُبيِّن أن إضافة مُركَّب ترافقي معروف يمزج بين الأجسام المضادة والعقاقير إلى خطة علاج كيميائي تقليدي، ربما تساعد في التغلب على مقاومة الأدوية.