1 أكتوبر 2019
كشفت دراسة جديدة عن فائدة إضافية للتطعيم ضد فيروس الروتا، والتي تأتي بينما ينامي القلق من أن تؤدّي الحملات المناهضة للتطعيمات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى تفشّي أمراض يمكن الوقاية منها،.
وتأتي تلك الدراسة بعدما أزاحت أبحاث سابقة النقاب عن وجود علاقة بين الإصابة بمرض السكري من النوع الأوّل بين الرضع أصحاب الاستعداد الوراثي للإصابة بالمرض والإصابة بفيروس الروتا.
توصّلت دراسة حديثة 1 في أستراليا إلى أن تلقي التطعيم الروتيني ضد فيروس الروتا صاحبه انخفاض في حالات الإصابة بمرض السكري من النوع الأوّل بنسبة 14%بين الأطفال الرضع من الميلاد وحتّى سن 4 سنوات. غير أن هذا الارتباط لم يكن ملحوظًا لدى الأطفال الأكبر سنًا ممن خضعوا للدراسة. ومن ثَمّ تشير النتائج الأولية إلى أن لقاح فيروس الروتا قد يكون إجراءً وقائيًا ضد الإصابة بمرض السكري من النوع الأوّل في مرحلة الطفولة المبكرة.
من الجدير بالذكر أن فيروس الروتا هو فيروس معدٍ، وهو السبب الأكثر شيوعًا لإصابة الأطفال بالتهابات المعدة والأمعاء، وقد تُسفر الحالات الحادة منه عن إصابة الأطفال بالجفاف والوفاة في بعض الحالات.
كانت لقاحات فيروس الروتا قد أُضيفت إلى جدول التطعيمات المنتظمة في أستراليا في عام 2007، ومن ثمّ، فإن الدراسة تقارن معدلات الإصابة بمرض السكري من النوع الأوّل قبل إقرار المصل الفموي الروتيني بثماني سنوات وبعده بثماني سنوات.
وفقًا لتيري نولان، مدير كلية ملبورن لعلوم السكان والصحة العالمية وأحد الباحثين المشاركين في الدراسة، "تقدم النتائج أدلة أولية من شأنها تعزيز أهمية تلقي لقاح فيروس الروتا في الطفولة المبكرة على النحو الموصى به حاليًا". على الرغم من ذلك، فإن الأدلة لا تُظهِر أهمية لقاحات فيروس الروتا بالنسبة إلى الأطفال الأكبر سنًا.
تتّفق هذه النتائج مع نتائج دراسة أترابية2 أكثر تفصيلًا أجراها فريق بحثي في الولايات المتحدة، والتي أظهرت انخفاضًا بنسبة 33% في خطر الإصابة بالنوع الأوّل من مرض السكري بين الأطفال الرضع بعد استكمال جرعات لقاح فيروس الروتا.
ووفقًا لنولان، فإن إجراء المزيد من الأبحاث المفصلة سيقدم رؤية أعمق عن النتائج التي شوهدت في أستراليا وعن أهمية تأثير اللقاح على الأطفال الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بمرض السكري من النوع الأوّل.
كان بحث 3 أجري عام 2000 في أستراليا، وتوصّل إلى وجود علاقة بين حالات الإصابة بفيروس الروتا ومرض السكري من النوع الأول، هو الباعث على إجراء أبحاث بشأن تأثير لقاحات فيروس الروتا على معدلات الإصابة بالنوع الأول من داء السكري. كانت تلك الدراسة التفصيلية قد خلصت إلى أن الفيروس يحتوي على تسلسلات ببتيدية مشابهة للغاية للخلايا التائية، وهو ما يُحفّز لاحقًا إصابة البنكرياس بالتمويه الجزيئي.
References
Perrett, K. Association of Rotavirus Vaccination with the Incidence of Type 1 Diabetes in Children. JAMA Pediatrics.173(3), 280-282 (2019).