تجاهلوا تقليب العينات في تحليل نقص فيتامين "د"

اكتشاف قد يوفر الوقت والجهد لفنيي المختبرات: تحليل فيتامين "د" لا يتطلب تقليب العينات

قراءة

utsenko_Oleksandr/ Shutterstock.com

انتشر في السنوات الأخيرة إجراء تحليل نقص فيتامين "د"، وتكافح مختبرات التشخيص جاهدة من أجل مواكبة ذلك الانتشار. بيد أن فنيي المختبرات قد يصبح بمقدورهم تجاهُل خطوة واحدة على الأقل من خطوات إعداد عينات التحليل، وهي خطوة لطالما كان يُعتقد أنها ضرورية للحصول على قراءة دقيقة لمستويات فيتامين "د" لدى المرضى.

فوفقًا لتقرير جديد أصدره مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية (كيمارك)، لم تعُد ثمة حاجة إلى تقليب عينات الدم بحركة دوامية قبل قياس تركيزات مُركَّب «25-هيدروكسي فيتامين د» 25-hydroxyvitamin D، إذ صارت الصورة النشطة من فيتامين "د" في الجسم معروفة. ووجدت الدراسة كذلك أن أنابيب مصل الدم -وهو السائل المائل إلى الصُفرة الذي يتخلَّف عند إزالة الخلايا وعوامل التخثر من الدم- يمكن تحليلها على الفور، أو تخزينها في صورة مُجمَّدة لمدة قد تصل إلى 30 يومًا، دون أن يؤثر ذلك في نتائج التحليل.

وللمساعدة على التعامل مع أعباء العمل المتزايدة، ينصح أنور بُرعي -عالم الكيمياء الحيوية السريرية بكيمارك - مُزودي الخدمات التشخيصية حاليًا بتجاهُل خطوة تقليب العينات بحركة دوامية التي يُوصي بها الباحثون عند إجراء تحليل فيتامين "د" في معظم كتيبات الإجراءات. ويقول بُرعي، الذي قاد الدراسة: "سوف يوفر حذف هذه الخطوة الوقت لفنيي المختبرات السريرية والبحثية دون التأثير في النتائج".

قد لا يستغرق وضع الأنابيب في خلاط يقلب العينات بحركة دوامية سوى عشر ثوانٍ فقط تقريبًا لكل عينة، لكن بما أنه في الوقت الحاليّ يُجرى عدد هائل من التحاليل كل عام، فسرعان ما يتزايد مجموع تلك الثواني. ويمكن أن يؤدي الاستغناء عن خطوة تقليب العينات إلى منح الفنيين مزيدًا من الوقت لتحليل عدد أكبر من العينات؛ وهو ما يساعد في التعرف على مزيد من الأفراد الذين يمكنهم الاستفادة من مكملات فيتامين "د".

قد يكون لهذا أهمية بالغة في المملكة العربية السعودية، إذ يعاني نحو 80% من السكان من نقص فيتامين "د". ويبدو انخفاض مستويات هذا الفيتامين بين السكان في هذه المنطقة من العالم غريبًا، بالنظر إلى توافُر أشعة الشمس هناك بكثافة، وتُعد هذه الأشعة مصدر طاقة طبيعيًا لتكوين فيتامين "د" في البشرة. لكن مع اضطرار عديد من الأشخاص إلى البقاء في منازلهم نتيجة للارتفاع الكبير في درجات الحرارة وللممارسات الثقافية، يشيع في المنطقة انخفاض مستويات فيتامين "د"، وهو ما يعزّز خطر الإصابة بكسور العظام، وداء السكري، وأمراض القلب، إضافة إلى مشكلات صحية أخرى.

وفي أثناء تحري مدى الحاجة إلى شروط معينة خاصة بتخزين العينات وتقليبها، أجرى بُرعي وطلابه من جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية في جدة -التابعة لكيمارك- فحوصًا قياسية لفيتامين "د" على 31 عينة مأخوذة من مرضى، سواء باستخدام تقنية التقليب الدوَّامي أو دونها، مع تخزين العينات في ظروف باردة لمدة تصل إلى 30 يومًا. ومن الناحية الإحصائية، لاحظ الباحثون بعض الاختلافات الملحوظة في تركيزات مُركَّب «25-هيدروكسي فيتامين د»، تباينت بناءً على تقليب العينة من عدمه، وطول مدة بقائها في المُجمِّد. ورغم ذلك، فقياسًا على المبادئ الإرشادية الخاصة بمراقبة الجودة التحليلية لفيتامين "د"، فقد كانت الاختلافات طفيفة للغاية إلى حد أنه لم تكن لها أي أهمية من الناحية السريرية، حسبما يقول بُرعي.

ونشر الفريق البحثي النتائج التي توصَّل إليها في عدد فبراير 2020 من دورية «جورنال أوف كلينيكال لابوراتري أناليسيس» Journal of Clinical Laboratory Analysis.

References

  1. Borai, Aa. Khalil, H., Alghamdi, B., Alhamdi, R., Ali, N. et al. The pre-analytical stability of 25-hydroxyvitamin D: Storage and mixing effects. Journal of Clinical Laboratory Analysis 34, e23037 (2020). | article

أقرأ أيضا

اختبارٌ سريعٌ لقياس مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية

اختبارٌ لدراسة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية يفتح آفاقًا جديدة لمزيد من التطوير.

أيهما أفضل في التشخيص؟

دراسة جديدة تقارن بين كفاءة التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي في اكتشاف إصابات العمود الفقري العنقي لدى الأطفال المصابين فاقدي الوعي.

قيمة التمرين في كفاءته لا كثرته

دراسة جديدة لجامعة جلاسجو تشير إلى أن ممارسة تمارين المقاومة 15 دقيقة إلى حدّ الإنهاك ثلاث مرات أسبوعيًا قد يكون لها الفوائد الصحيّة ذاتها التي تعود بها المجموعات التمارين الطويلة.