قاعدة بيانات جديدة للجينات تسترشد بها العلاجات المُخصَّصَة

مرجعٌ عالميٌ يُسلِّط الضوء على تنوّع جينات الجهاز المناعي عبر المجموعاتٍ السُكانية، من شأنه أن يرتقي بالطب الدقيق ويُحسِّن نتائج زراعة الأعضاء.

N/A

تعمل الإتاحة المُتزايدة لاستخدام تقنية تسلسل الجيل التالي من الحمض النووي الريبوزي منقوص الاوكسجين على تمكين الباحثين من جَمْع قواعد بيانات ضخمة، تكشف عن التنوّع الوراثي البشري حول العالم. والآن، أسفر تعاونٌ عالمي بين باحثين في 20 سجلًا من سجلات المُتبرعين بخلايا الدم الجذعية عن جمع بياناتٍ عن جينات مُهمَّة للجهاز المناعي، تُعرف باسم مُستضدات الكُريات البيضاء البشرية (HLAs) لدى أكثر من ثمانية ملايين فرد.

وتُنتِج جينات مستضدات الكُريات البيضاء البشرية بروتيناتٍ سطح الخلية ترتبط بعوامل مُمرِضة كالبكتيريا والفيروسات والخلايا السرطانية، ما يؤدي إلى تدميرها. ومع ذلك، ثمة أشكال عديدة من هذه الجينات تُعرف باسم «الأليلات»، والتي تطوَّرَت لدى المجموعات  السُكانية عبر الطفرات والانتخاب الطبيعي.

وتقول كارولين هيرلي، من جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي قادت جهود جمع قاعدة البيانات: "تتفاعل الأشكال المختلفة من مُستضدات الكريات البيضاء البشرية مع أجزاء مختلفة من العامل المُمرِض. ويؤدي ذلك إلى تنوّعنا كأفرادٍ من ناحية قدرتنا على الاستجابة للعدوى وقابلية تعرُّضنا لأمراض مناعة ذاتية محددة".

ويُمْكِن أن يُساعد فهم هذه التنويعات الفردية على تجنّب حدوث تفاعلات دوائية ضارة، وتوجيه أساليب العلاج المناعي، وضمان زراعة خلايا الدم الجذعية أو الأنسجة أو الأعضاء بنجاحٍ.

تقول هيرلي: "ربما يؤدّي وجود بروتيناتٍ مُختلفة من مُستضدات الكُريات البيضاء البشرية على نسيجٍ حي مُستزرع، مقارنةً بنسيج المريض، إلى رفض النسيج أو استثارة استجابة مناعية مُدمِّرة. والعثور على مُتبرعٍ بنسيج حي يشبه المريض في الأشكال المختلفة من بروتينات مستضدات الكُريات البيضاء البشرية يُقلِّل أو يمنع حدوث ذلك".

وكانت الجهود السابقة الرامية إلى جمع بيانات أليلات مُستضدات الكريات البيضاء البشرية قاصرةً بسبب تنوع الأساليب المُستخدمة لجمعها، ما أضفى غموضًا على تحديد أي أجزاءٍ من الجين جرى تحليله وبأي قدرٍ من الدقة.

غير أنَّ هيرلي وزملاءها "تصدّوا لهذه التحديات بجمع البيانات من سجلات خلايا الدم الجذعية التي شهدت فحصَ عددٍ كبير جدًا من الأشخاص باستخدام طرقٍ فعَّالة في الكشف عن تسلسل الحمض النووي الريبوزي منقوص الاوكسجين ".

وتُعرف قاعدة بيانات مُستضدات الكريات البيضاء البشرية الجديدة باسم CIWD، أنها تُصنِّف الأليلات وفقًا لتواتر وجودها؛ فإما أن تكون "شائعة"Common وإما أن تكون "وسيطة" Intermediate وإما أن تكون "مُوَثَّقَة توثيقًا دقيقًا" Well Documented . ويُشير الصنف الأخير إلى الأليلات التي رُصِدَت على الأقل لدى خمسة أشخاص لا تربطهم صلة. ومن ثمَّ، فإن نُدرتها لا ينفي وجودها.

ويُصَنِّف هذا  المرجع أيضًا الأفراد ضمن فئات جغرافية وسُلاليّة وعرقيَّة، مما يعمل على تمكين الباحثين من تحديد أي التنويعات الأكثر انتشارًا في مجموعات سكانية بعينها.

وتضمّ ورقة هيرلي البحثية، المنشورة في مجلة «إتش إل إيه» HLA، أربعة مؤلفين مشاركين ينتسبون إلى السجل السعودي للمُتبرعين بالخلايا الجذعية في مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية. تقول هيرلي: "لقد أعانننا إسهامهم على فهم نمط مُستضدات الكُريات البيضاء البشرية لدى الأفراد في منطقة الشرق الأوسط. وستُساعد البيانات المُستخلصة من ورقتهم البحثية السجل نفسه على إيجاد المُتبرع الأمثل لأي مريضٍ سعودي يحتاج إلى عملية زراعة عضوٍ".

References

  1. Hurley C.K., et al. Common, intermediate and well-documented HLA alleles in world populations: CIWD version 3.0.0. HLA 95: 516-531 (2020). | article 

أقرأ أيضا

سَلسَلة  تحديد تسلسل جينات الجهاز المناعي لإنجاح زراعة الخلايا الجذعية

بيانات تسلسل جينات الجهاز المناعي لما يقرب من 29 ألف متبرع سعودي بالخلايا الجذعية من شأنها أن تساعد على  التطابق بينها وبين المرضى.

الخلايا الدبقيةُ الصغيرة تلعبُ دورًا أساسيًا في مرض الزَّرَق لدى الأطفال

الطفرةُ الجينية التي تحدثُ لدى أغلب الأطفال السعوديين المصابين بالزَّرَق الخِلقي الأوَّلي تُعوق نمو العصب البصري بتأثيرها في الخلايا الدبقية الصغيرة

كيف تنشأ الإصابة بداء السُكَّري من طفرة واحدة

طفرةٌ واحدة قادرة على إحداث تغيير في التعبير الجيني لدى جينات عدة، وتتسبَّب في إصابة الأطفال الصغار بداء  السُكَّري الوراثي.