زراعة ميكروبات الأمعاء تعالج داء الطُّعْمِ حِيَالَ المضيف

يمكن للبكتيريا البرازية المأخوذة من متبرِّعين أصحِّاء إنقاذ حياة من يخضعون لعمليات زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم.

Science Photo Library / Alamy Stock Photo

اكتشف باحثون في هولندا علاجًا محتملًا لرفض الأنسجة المستخدمة في عمليات زراعة الأعضاء، في مكان غير متوقّع، وهو بكتيريا الأمعاء الموجودة في البراز.

غالبًا ما يُعالج المرضى المصابون بأمراض الدم، مثل اللوكيميا، بزرع الخلايا الجذعية المكونة للدم المأخوذة من متبرعين، ما يحفّز أحيانًا ظهور داء الطُّعْمِ حِيَالَ المضيف أو (حيال الثَّوِيّ) المدمر (GvHD)؛ وهو هجوم مناعي تشنّه خلايا المتبرع ضد خلايا المريض. ويُظهر البحث الحاليّ أن زراعة مادة برازية مأخوذة من متبرعين أصحاء مباشرة في أمعاء المريض، يمكن أن تؤدي إلى عملية زراعة ناجحة. تقول ميتي هازنبرج، من المركز الطبي بجامعة أمستردام، والتي قادت فريق البحث: "تمكَّنا من علاج بعض المرضى الذين كانت التوقعات المستقبلية لحالتهم قاتمة للغاية".

ويعتمد استخدام الخلايا الجذعية في علاج أمراض الدم مثل اللوكيميا على الموازنة بين فوائد استخدام خلايا المتبرع وخطورتها. فالخلايا الجذعية المريضة داخل جسد المريض تتعرض للتدمير شبه التام عن طريق العلاج بالعقاقير قبل الزراعة، ولكن يمكن أن يبقى بعضها. ويمكن أن تساعد خلايا المتبرع في القضاء على أي خلايا خبيثة متبقية في جسم المضيف. غير أن فائدة هذا الهجوم على الخلايا المريضة يمكن أن تتلاشى إذا كانت الخلايا المتبرع بها تُحفز أيضًا هجومََا مناعيََا على خلايا المريض السليمة. وقد تؤدي مقاومة العلاجات الدوائية المستخدمة في علاج داء الطُّعْمِ حِيَالَ المضيف إلى ترك بعض المرضى دون أي خيارات علاجية.

ولجأ الباحثون إلى الميكروبات الموجودة في الأمعاء نظرًا إلى أن الأبحاث تكشف بانتظام أن هذه الميكروبات تلعب دورًا مهمًا في موازنة جهازنا المناعي. ومن المعروف أن الأشخاص الذين يخضعون لعمليات زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم يعانون من اضطراب تجمعات بكتيريا الأمعاء لديهم، وهو ما يبدو أنه يهيئهم للإصابة بداء الطُّعْمِ حِيَالَ المضيف.

تقول هازنبرج: "كان إعطاء هؤلاء المرضى تريليونات من البكتيريا المأخوذة من شخص لا تربطهم به صلة قرابة أمرًا مرهقًا للأعصاب، لأن أجهزتهم المناعية كانت مثبطة بالفعل". غير أن الوضع اليائس للمرضى جعل المحاولة جديرة بالتجربة، وقد وافق المرضى على الفور.

وفي حالة المرضى الذين استجابوا على نحو جيد، كانت عملية زراعة واحدة من براز المتبرع كافية لعلاج داء الطُّعْمِ حِيَالَ المضيف. وقد أظهر عشرة من المرضى الخمسة عشر استجابة أولية جيدة، وبدا واضحًا أن ستّة منهم قد تعافوا من المرض على المدى الطويل.

وتوفي جميع المرضى الذين لم يستجيبوا للعلاج جرّاء داء الطُّعْمِ حِيَالَ المضيف في غضون ستة أشهر من التجربة.

وتشير هذه النتائج الأوَّلية إلى أن هذا العلاج يمكن أن يقدّم فائدة هائلة لنسبة كبيرة من المرضى، غير أن هازنبرج تحذِّر من أن الفريق قد أكمل فقط دراسة تجريبية واحدة على نطاق محدود. ولا بدّ أن تتبع هذه التجربة تجارب سريرية عشوائية ومنضبطة أكبر، لمعرفة ما إذا كانت هذه النتائج الأولية المبشرة تكفي لترسيخ هذا العلاج كعلاج روتيني جديد.

References

    1. van Lier, Y. F., Davids, M., Haverkate, N. J. E., de Groot, P. F., Donker, M. L., et al. Donor fecal microbiota transplantation ameliorates intestinal graft-versus-host disease in allogeneic hematopoietic cell transplant recipients. Science Translational Medicine12, eaaz8926 (2020). | article

أقرأ أيضا

فرصة مواتية لتحسين علاج سرطان الرئة

دراسة ضخمة مُتعدِّدة الجنسيات تكشف عن التنوع في الممارسات العلاجية ونتائجها بالنسبة لمرضى المرحلة الثالثة من سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة، في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

نواقل بالغة الصِّغَر لتعجيل إيصال لقاحات السرطان

لقاحات أصغر وأذكى لمكافحة مرض السرطان

توصيل العلاج الكيميائي بأمانٍ وفاعلية أكبر باستخدام جسيماتٍ نانوية ناقلة للعقاقير

يمكن لهذه الجسيمات النانوية المغناطيسية المسامية أن تنقل  عقاقير السرطان مباشرةً إلى الأورام، مع تجنّب الإضرار بالخلايا السليمة.