التدابير اللازمة للحدِّ من أعداد ضحايا حوادث الطرق

دراسة تُسلِّط الضوء على الفوارق بين بلدان العالم في تحسين السلامة على الطرق.

قراءة

Eric Lafforgue/Art in All of Us/Corbis News via Getty Images

صرَّح أحد الباحثين من مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية (كيمارك) بأن الضرورة تدعو إلى اتخاذ إجراءٍ دوليّ لمساعدة البلدان التي تشهد ارتفاعًا في معدلات الإصابات والوفيات الناجمة عن حوادث الطرق، من أجل خفض عدد الحوادث وإنقاذ الأرواح. وتُظهر البيانات المستقاة من دراسة عبء المرض العالمي (GBD) وقوع أكثر من 54 مليون إصابة ونحو 1.25 مليون حالة وفاة على الطرق حول العالم في عام 2017.

ومع أن الإصابات صارت أكثر تواترًا بين المشاة وراكبي الدراجات والسائقين ومستقلّي المركبات منذ عام 1990، فقد تراجع عدد الوفيات الناجمة عن الإصابات. غير أنه لم تتمكَّن سوى الدول الأكثر ثراءً من تقليل أعداد الإصابات على الطرق على مدار الأعوام الثلاثين الماضية. أما في البلدان الأقل تقدمًا​​، فالناس أكثر عرضة للوفاة بثلاث مرات في المتوسط جرّاء حوادث الطرق، بالمقارنة مع نظرائهم في المناطق الأكثر تقدمًا.

وبلغ متوسّط الوفيات على الطرق بحسب الفئة العمرية 7.5 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص في الخُمس الأكثر تقدمًا من بلدانٍ العالم عام 2017، بانخفاض بلغ 56% منذ عام 1990. ويأتي هذا بالمقارنة مع 20.6 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص في الخُمس الأقل تقدمًا من البلدان، إذ انخفض المعدل بنسبة 19% فحسب.

ودعا سُليمان الغنَّام، رئيس قسم أبحاث الصحة السُكانية في  كيمارك، وأحد الباحثين المشاركين في الدراسة، منظمةَ الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية إلى مساعدة البلدان النامية على اتخاذ تدابير أثبتت فاعليتها لدى البلدان المتقدمة. وقال الغنَّام: "المعدلات تتحسّن بوجه عام، ولكننا نشهد في بعض البلدان زيادةً في الحوادث والوفيات. نحن بحاجة إلى بذل الجهود على نطاق عالمي للحدّ من تلك الفوارق. وهذا يستلزم ابتكار برامج وقائية في البلدان التي تشهد معدلاتٍ أعلى، بما في ذلك  التشديد على إنفاذ قانون حزام الأمان، و تحسين سرعة نقل المرضى إلى المستشفيات، وبناء مزيدٍ من المراكز المختصة بمعالجة الرضوض".

أما في المملكة العربية السعودية، فقد بلغ معدل الإصابات على الطرق بحسب الفئة العمرية 1,045 إصابة لكل 100 ألف شخص في عام 2017، بالمقارنة مع المعدل العالمي البالغ 692 إصابة لكل 100 ألف شخص، وبذلك جاء معدل الإصابات بالمملكة في المرتبة الثالثة ضمن أعلى معدلات الإصابة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ بلغ المتوسط ​​603 إصابات لكل 100 ألف شخص. من جهة أخرى، بلغ معدل الوفيات الناجمة عن إصابات حوادث الطرق في المملكة العربية السعودية بحسب الفئة العمرية 36.7 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص، بالمقارنة مع المتوسط العالمي البالغ 15.8 وفاة لكل 100 ألف شخص. وتجدر الإشارة إلى أن تسعة بلدان أخرى فقط على مستوى العالم سجّلت معدلات وفيات أعلى.

يقول الباحثون إن زيادة السرعة، وعدم ارتداء أحزمة الأمان، واستخدام الهاتف الجوَّال في أثناء القيادة من أهم أسباب ارتفاع معدلات الإصابات والوفيات الناجمة عن حوادث الطرق في المملكة العربية السعودية. وفي دراسةٍ أُجريت عام 2018، خلُص الغنَّام إلى أن تركيب الكاميرات وتطبيق نظام الغرامات الآلي في أنحاء الرياض ضاعف من معدلات الامتثال لقوانين حزام الأمان، وأسهم إسهامًا كبيرًا في الحدِّ من استخدام الهاتف الجوَّال خلال القيادة.

References

  1. James, S. L., et al. Morbidity and mortality from road injuries: results from the Global Burden of Disease Study 2017. Injury Prevention  26, 1–11 (2020). | article

أقرأ أيضا

استخدام أحزمة الأمان في السعودية لا يزال منخفضًا

كشفت دراسة استقصائية عن احتمالية أقل لاستخدام الشباب والنساء ومَن يعانون مِن الاكتئاب والقلق لأحزمة الأمان.

ترجمة استبيانٍ لقياس رضاء المرضى عن مضادات التجلط إلى العربية

يمكن وضع تقييم شامل لجودة حياة المرضى العرب الذين يُعالَجون فتراتٍ طويلة بالعقاقير المضادة لتجلّط الدم، من خلال هذه النسخة المترجَمة من مقياسٍ دولي لمدى رضاء المرضى.

تحسين نُظُم علاج سرطان الدم الليمفاوي الحاد لدى الأطفال

كشفت دراسة متعددة الجنسيات أن الجمع ما بين العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي قبل زراعة الخلايا الجذعية المكوّنة  للدم ، يُحسّن فرص نجاة الأطفال المصابين بسرطان الدم الليمفاوي الحاد، مقارنةً بالعلاج الكيميائي متعدد العوامل وحده.