ارتفاع طفيف في معدل الانتشار المصليّ المؤكّد مخبرياً لعدوى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية «ميرس»

اكتشاف زيادة في انتشار متلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة في مجموعة سكانية بغرب السعوديّة، بعد اختبار أكثر من سبعة آلاف عينة.

قراءة

FAYEZ NURELDINE/AFP via Getty Images

كشفت دراسة كبرى لتتبع مستويات فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة (ميرس) في مصل الدم لمجموعة سكانية في غرب المملكة العربية السعودية، على مدار خمس سنوات، أن العدوى عديمة الأعراض أو ذات الأعراض البسيطة لا تزال كامنة، وربما كانت تنتقل إلى خارج هذه المجموعة السكانية دون أن يعرف أحد.

اكتُشف فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة («ميرس-كوف» MERS-CoV) للمرة الأولى لدى مريض مصاب بالالتهاب الرئويّ في السعودية عام 2012. وفي عام 2015، تعرضت المملكة العربية السعودية لتفشٍ كبير لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، إذ بلغ عدد حالات الإصابة بالعدوى 2,077 حالة، وبلغ عدد الوفيات 773 حالة وفاة، وهو الرقم الذي ذكرت منظمة الصحة العالميّة أنه الأسوأ عالميًّا.

تسببت الفاشية في إغلاق مستشفياتٍ وزيادة لاحقة في الدراسات بخصوص فيروس كورونا الذي كان جديدًا آنذاك، والعائل الحيواني الوحيد المعروف له، وهو الجِمال العربية، في محاولة لتتبع انتشاره الوبائيّ واستكشاف مسارات العلاج. ومنذ ذلك الحين، أخذ العلماء يحاولون معرفة ما الذي أدى بحالات فردية متفرقة في المجتمع المحلي إلى الزيادة والانتشار على نحو مفاجئ.

وفي هذه الدراسة الجديدة، تفحَّص باحثون في مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية «كيمارك» آلاف العيِّنات من أمصال الدم البشريّة المحفوظة التي جُمعت في الفترة بين عامي 2011 و2016 من متبرعين راشدين أصحاء من 50 جنسية يقطنون الجزء الغربي من المملكة العربية السعودية.

كان هدف الباحثين "البحث عن آثار عيّنات إيجابية"، حسبما يقول محمد بوسعيد، الباحث المتخصص في فيروس كورونا بكيمارك، واستشاري الأمراض المعدية بالشؤون الصحية في وزارة الحرس الوطني، والذي لم يشارك في الدراسة. يقول بوسعيد موضحًا: "حاول الباحثون أن يستكشفوا ما إذا كان ثمة أشخاص كسائسي الجِمال -مثلًا- ولم تكن عيناتهم إيجابية، ومقارنتهم بآخرين من المجموعة السكانية نفسها والذين لم يسبق لهم التعامل مع الجمال".

فحص العلماء عينات الدم بحثًا عن أجسام مضادة معينة تستهدف البروتينات الشوكية لفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة MERS-CoV S1، باستخدام تقنية "إليزا" ELISA، وهو اختبار مناعيّ مصمم لرصد محتوى الأجسام المضادة المتكوّنة استجابةً لمستضدّ ما وإحصائها. كما أكّد الباحثون النتائج بفحص العينات بحثًا عن أجسام مضادة مُحَيِّدة، باستخدام اختبارات تحييد على الفيروسات الحيّة والأنماط الزائفة، وهي بدائل سريرية للفيروس الحيّ.

كان اختبار "إليزا" إيجابيًا لدى نحو 2.3% من العينات التي بلغ عددها 7,461 عينة، شملت 18 جنسية، في حين تأكد وجود أجسام مضادة مُحَيِّدة في 17 عينة. كان الانتشار المصليّ -أي مستوى الفيروس المكتشف في عينات الدم- عند أعلى معدلاته لدى الأشخاص في عمر 15 إلى 44 سنة من المملكة العربية السعودية ومصر واليمن وباكستان وفلسطين والسودان والهند، دون تمايز ملحوظ.

وكان الانتشار المصليّ أكبر لدى الذكور مقارنة بالإناث، رغم الزيادة الطفيفة في الانتشار لدى كلا الجنسين بمرور الوقت. يقول بوسعيد: "ثمة فارق كبير بين الذكور والإناث، وهو مرتبط بالتعرّض للعوائل ودرجة الاتصال معها، مثل الأزواج الذين قد يعملون كسائسي الجِمال ويتعاملون مع الحيوانات. وتزداد مخاطر الإصابة إذا كان الشخص يتعامل مع لحوم الحيوانات أيضًا".

يقول بوسعيد إن الزيادة الطفيفة في عيّنات المصل الإيجابية، ومنها عينات الإناث، ليست مدعاةً للقلق، ويضيف: "بعد عام 2016، صرنا أكثر معرفة بطرق التعامل مع الفيروس واتخاذ الإجراءات لمكافحته".

غير أن الباحثين المشاركين في الدراسة يوصون بـ"تحسين عمليات المراقبة واستمراريتها" لرصد الحالات التي يحتمل أن تكون إيجابية لفيروس «ميرس-كوف» داخل وخارج المملكة وانتقالها، سواء من خلال السفر بوجه عام، أو من خلال تجارة الإبل.

References

  1.  Degnah, A.A. et al. Seroprevalence of MERS-CoV in healthy adults in western SaudiArabia, 2011–2016. Journal of Infection and Public Health 13, 697-703 (2020) | article

أقرأ أيضا

تقييم فحوصات «كوفيد-19» السريعة 

حوصاتُ مراكز الرعاية تمتاز بالسرعة وسهولة التطبيق العملي أكثر من الفحوصات المخبرية لتفاعل البوليميراز المتسلسل ، لكن الأمر لا يخلو من بعض المحاذير.

نظرة على أخلاقيات مكافحة "كوفيد-19"

تتناول دراسة حديثة التحديات الأخلاقية التي تفرضها الجائحة على مقدّمي الرعاية الصحية والباحثين الطبيين في المملكة العربية السعودية.

 مغادرة المستشفى لا تعني انتهاء تأثير مرض "كوفيد-19"

المرضى الذين عانوا بشدة من مرض "كوفيد-19" أمامهم طريقٌ طويل للوصول إلى مرحلة التعافي التام من المرض بعد مغادرة المستشفى