8 يوليو 2021
تُشير دراسةٌ بحثية حديثة إلى أن مغادرة المستشفى لا تعني دائمًا التماثل التام للشفاء من مرض "كوفيد-19". فقد أجرى فريقٌ في الصين فحوصاتٍ لمرضى "كوفيد-19" بعد انقضاء ستة أشهر من مغادرتهم المستشفى، وأفادوا بوجود تأثيراتٍ صحيةٍ طويلة الأجل.
أصابت جائحة "كوفيد-19" المستمرة عدة ملايين منذ ظهورها في ديسمبر 2019. ومع أن معظم المصابين يعانون أعراضًا خفيفة، يحتاج أصحابُ الحالات المرضية الشديدة إلى إيداعهم المستشفيات. وفي الوقت الذي تُجرى فيه دراساتٌ مكثفة بخصوص الجوانب الرئيسة لمرض "كوفيد-19" خلال المرحلة الحادة من المرض، لا تزال الآثارُ طويلة الأجل الناجمة عنه غير واضحة.
يوضِّح بان تشو، من مستشفى الصداقة الصينية اليابانية وجامعة العاصمة الطبية في بكين، والذي أشرف على الدراسة الجديدة، أن هناك آثارًا جسدية ونفسية دائمة رُصدت لدى مرضى المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة "سارس" ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس"، وهو ما يُشير إلى أن مرض "كوفيد-19" الناجم عن فيروس كورونا المُسبِّب للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة من النوع الثاني "سارس-كوف-2" يمكن أن يؤثر بالمثل في المرضى الذين غادروا المستشفى. يقول تشاو: "إننا بحاجة ماسَّة إلى فهم هذه الآثار المرضية طويلة الأجل".
ويقول تشاو إن هذه الدراسة تشمل أكبر مجموعة أترابية مع أطول فترة متابعة لرصد الآثار المرضية المحتملة لدى مرضى "كوفيد-19" البالغين. فقد فحص الباحثون 1733 مريضًا غادروا أول مستشفى عزل مُخصَّص لمرضى "كوفيد-19" في بلدة ووهان الصينية في الفترة بين شهري يناير ومايو عام 2020. وكانت زيارة المتابعة الصحية تتم، في المتوسط، بعد نحو ستة أشهر من ظهور الأعراض، وبعد خمسة أشهر من مغادرة المستشفى.
وقرَّر الباحثون دراسة الآثار طويلة الأجل بالتفصيل، فاستخدموا لهذا الغرض أدواتٍ تشخيصية متعددة لتقييم الأعراض الجديدة والمستمرة، والتغيُّرات في وظائف الرئة ووظائف الأعضاء، ومستوى جودة الحياة. كما حدَّدوا للمرة الأولى كيف يؤثر المرض في الأعضاء الأخرى.
رصد الباحثون عَرَضًا واحدًا على الأقل لدى 76% من المرضى، وكان هذا العَرَض في أغلب الأحيان الإرهاق أو ضعف العضلات، والقلق أو الاكتئاب، وصعوبات النوم. كما لاحظوا لدى أكثر من ثلث المرضى، خاصة الذين تلقوا دعمًا بالأكسجين والتنفس الاصطناعي تراجعًا في وظائف الرئة وتغيُّراتٍ غير طبيعية أظهرتها صور أشعة الصدر، ما يُعيد إلى الأذهان الآثار المرضية الناجمة عن المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة "سارس". وأظهر بعض الناجين من مرض "كوفيد-19" علاماتٍ ناشئة على ضعف في وظائف الكلى، والإصابة بداء السكري، والجلطات الدموية.
يعقّب تشاو قائلًا: "هذا يعني أن كثيرًا من الأشخاص لم يتعافوا تمامًا بعد مضي ستة أشهر من ظهور الأعراض. يتعين علينا الاستمرار في المتابعة ومراقبة تعافي هؤلاء المرضى بعد مغادرتهم المستشفى".
كما حدث لدى بعض المرضى انخفاضٌ كبير في نسب الأجسام المضادة التي تستهدف فيروس "سارس-كوف-2" بعد مغادرة المستشفى. يقول تشاو إن القدرة الوقائية لهذه الأجسام المضادة غير معروفة، ولكن "انخفاض نسبها يثير القلق بلا شك بشأن تكرار الإصابة بعدوى "كوفيد-19"".
ويختتم تشاو حديثه قائلًا: "ما زلنا لا نعرف إلى الآن كم من الوقت يحتاج إليه المريض للتعافي تمامًا من المرض، أو ما إذا كان التماثل التام للشفاء ممكنًا من الأساس". يعمل الفريق حاليًا على تمديد فترات المتابعة الطبية لهؤلاء المرضى لتصل إلى 12 شهرًا، بهدف إجراء مزيد من التقييم لعواقب الإصابة بمرض "كوفيد-19" ولفهم أفضل لعملية التعافي.
References
- Huang, C. et al. 6-month consequences of COVID-19 in patients discharged from hospital: a cohort study. The Lancet 397, 220–32 (2021). | article