15 نوفمبر 2021
إن الاستفادة من العقاقير المُعتَمَدة المُتداولة بالفعل تُقلِّص الوقت المطلوب لبدء علاج المرضى، ومن ثمَّ تبحث عديد من التجارب السريرية إمكانية استخدام عقاقير مضادة للفيروسات في التصدي لمرض «كوفيد-19».
تبحث إحدى هذه التجارب الجارية الآن في المملكة العربية السعودية، تحت إشراف محمد بوسعيد، المدير المعاون لخدمات التجارب البحثية في مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية (كيمارك)، إمكانية استخدام عقار «فافيبيرافير» كعلاج مُحتَمَل لمرض «كوفيد-19». وقد ثبت أن هذا العلاج المضاد للفيروسات يُحسِّن معدلات النجاة من فيروس الإيبولا في الدراسات غير البشرية، فضلًا عن خفض الحِمْل الفيروسي لدى مرضى الإنفلونزا وتسريع عملية شفائهم.
"يُمكِن للعلاج المضاد للفيروسات المُبَكِّر والفعَّال أن يساعد على منع تطور «كوفيد-19» إلى حالة مرضية وخيمة، لا سيِّما لدى المرضى المُعَرَّضين لمخاطر شديدة، إلى جانب تقديم فائدة إضافية تتمثَّل في خفض العبء المُلقى على نظام الرعاية الصحية"، حسب قول بوسعيد الذي يضيف: "يُمكِن أن يؤدي أيضًا تناوُل مضادات الفيروسات إلى تقليل عدد الجسيمات الفيروسية التي يُفرزها الفرد، وهو ما يحدّ من انتشار المرض".
يعتبر عقار «فافيبيرافير» مثبطًا قويًا لبوليميراز الحمض النووي الريبي الفيروسي - وهو الإنزيم الذي يُنَشِّط استنساخ الحمض النووي الريبوزي الفيروسي في الخلايا المضيفة. وبفضل تثبيطه نشاطَ البوليميراز، يمثّل هذا العقار المضاد للفيروسات أداة مهمة لمكافحة فيروسات الحمض النووي الريبي، مثل فيروس الإيبولا وفيروسات كورونا، إذ يمنع انتشار هذه الفيروسات في الجسم.
بدأ بوسعيد وفريقه تجربتهم السريرية المُعشّاة مُتعددة المراكز ومزدوجة التَّعمية على عقار «فافيبيرافير» كعلاج مُحتَمَل للبالغين المصابين بمرض «كوفيد-19» الذين يعانون أعراضًا طفيفة. والتحق بالتجربة نحو 230 مريضًا حتى الآن من مختلف المستشفيات والعيادات في المملكة العربية السعودية.
يقول بوسعيد: "نحن نعمل عن كَثَب مع جميع المواقع المشاركة للتعامل مع المشكلات المتعلقة باستقطاب المشاركين، كما أن التجربة مُصَممة على نحوٍ يأخذ مسألة تردد المرضى في الحسبان ". جدير بالذكر أن الفريق يهدف إلى استقطاب أكثر من 500 مشارك إجمالًا ما لم يُوص مجلس رصد البيانات والمأمونية بالإنهاء المبكر للتجربة لأسباب تتعلق بالأمان أو الفاعلية. يراقب الفريق تطوَّر الحالة السريرية للمرضى ويتتبعون الوقت الذي يستغرقه كل مريض حتى تصبح نتيجته في اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) سلبية.
وقد أثبت العلاج بعقار فافيبيرافير أمانه في تجارب سابقة، وإن كانت له بعض الآثار الجانبية، مثل الإسهال. وسيتولَّى الباحثون مراقبة المرضى بعناية تحسبًا لحدوث آثار سلبية في أثناء التجربة. ويُقر بوسعيد بأنه، إلى جانب الأمور الأخرى غير المعروفة في ما يتعلق بالتعامل مع هذا الفيروس التاجي المُستَجد، من غير الواضح ما إذا كانت فاعلية العلاجات (من ضمنها مضادات الفيروسات) قد تتأثر بالطفرات الفيروسية المستقبلية.
References
- Bosaeed, M. et al. Multicentre randomised double-blinded placebo-controlled trial of favipiravir in adults with mild COVID-19. BMJ Open 11 (e047495) (2021) | article