الآثار الجانبية لمُثبِّطات نقاط التفتيش المناعية تتراوح بين الضعف والشدة

دراسةٌ سعودية صغيرة الحجم تُبيِّن أن علاج السرطان عادةً ما يُسبِّب آثارًا جانبية طفيفة، لكن هذه الآثار تكون أكثر شدةً في بعض الأحيان.

قراءة

تعمل مثبطات نقاط التفتيش المناعية على تحسين المعدلات الكلية للبقاء على قيد الحياة وتوقعاتِ سير المرض لدى مرضى السرطان. وفي هذه الصورة للعلاج المناعي باستخدام الفلورة المناعية والكيمياء النسيجية المناعية، تهاجم الخلايا اللمفاوية  (باللون الأزرق). التائية من الجهاز المناعي (باللون الأخضر) الخلليا السرطانيةDrimaFilm/ Shutterstock.com

أجرى باحثون في المملكة العربية السعودية تقييمًا لدرجة أمان وقابلية تحمُّل ثلاثة أدوية يشيع استخدامها في علاج السرطان، وتندرج تحت فئةٍ جديدة من العقاقير تُعرف بُمثبِّطات نقاط التفتيش المناعية (تُعرف اختصارًا بـICIs). وفي حين كان معظم الآثار الجانبية المُبلَغ عنها طفيفة، اضطُر ثُلث المرضى (بواقع 19 من أصل 53 مريضًا) إلى وقف العلاج.

طُرِحت مُثبِّطات نقاط التفتيش المناعية للمرة الأولى في المملكة العربية السعودية عام 2015، وهي فئةٌ جديدة من الأدوية المضادة للسرطان التي تتطوَّر بسرعة. فمن خلال منع بروتينات نقاط تفتيش مناعية محدَّدة، تجعل هذه الأدوية الخلايا السرطانية غير مُحصنة في مواجهة الجهاز المناعي. ورغم أن هذا العلاج يعمل على تحسين المعدلات الكلية للبقاء على قيد الحياة وتوقعاتِ سير المرض لدى مرضى السرطان، من المعلوم عنه أيضًا أنه يسبَّب آثارًا جانبية ترتبط بالمناعة.

فحص باحثون من الهيئة العامة  للغذاء و الدواء بالمملكة العربية السعودية (SFDA)، وجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية، ومدينة الملك عبد العزيز الطبية (KAMC)، ومدينة الملك عبد الله الطبية، السجلات الطبية التي تخص 53 مريضًا بالسرطان تلقوا علاجًا من فئة مُثبِّطات نقاط التفتيش المناعية بمدينة الملك عبد العزيز الطبية، في الفترة بين عامي 2016 و2018. وقد تلقى المرضى واحدًا من ثلاثة عقاقير للعلاج المناعي على النحو التالي: 37 مريضًا تلقوا عقار «نيفولوماب» nivolumab، و10 مرضى تلقوا عقار «أتيزوليزوماب» atezolizumab، و6 مرضى تلقوا عقار «بيمبروليزوماب» pembrolizumab.

تردَّد المرضى على قسم الطواريء بمعدل ثلاث مرات في المتوسط بعد بدء العلاج. وعانى نحو % 41 منهم آلامًا في المفاصل، كما شعر%79  بإعياءٍ عام. وارتبطت آثار جانبية متكررة أخرى  باضطرابات الجهاز الهضمي مثل التهاب القولون والإسهال. وقد أصيب %7.5 من المرضى بالتهابٍ رئوي، وحدثت ردود فعل جلدية لدى%15، وأصيب%62.2  بأشكالٍ من العدوى. كما عانى بعضهم من مشكلات تتعلَّق بالغدة الدرقية والكلى والكبد. 

يقول محمد النُحيت، الباحث بالمركز الوطني للتيقُّظ والسلامة الدوائية التابع للهيئة العامة للغذاء والدواء، والمُنتسِب حاليًا لجامعة أم القرى: "بعد بدء العلاج بمُثبِّطات نقاط التفتيش المناعية، عانى أغلب المرضى أعراضًا جانبية طفيفة يسهُل السيطرة عليها. ومع ذلك، كان هناك أيضًا بضعُ حالاتٍ شديدة تُشكِّل خطورةً على الحياة من التهاب القولون والالتهاب الرئوي". 

وإجمالًا، اضطُر ثلثُ المرضى إلى وقف العلاج بسبب الآثار  الجانبية، وجاءت النسب على النحو التالي: توقف 12 مريضًا (32.4%) ممن تلقوا عقار «نيفولوماب»، و6 مرضى (60%) ممن تلقوا عقار «أتيزوليزوماب»، ومريضٌ واحد (%16.6) ممن تلقوا عقار «بيمبروليزوماب». ولجأ 17 مريضًا لتناول الستيرويدات من أجل التغلب على الآثار الجانبية للعلاج المناعي.

يقول النُحيت: "هذه أوّل دراسة في الشرق الأوسط تبحث تأثير مُثبِّطات نقاط التفتيش المناعية لدى سكان المملكة. ومعدلات التوقف عن تلقي العلاج والآثار الجانبية أعلى في ما يبدو إذا ما قُورنت بدراسات مُثبِّطات نقاط التفتيش المناعية الأخرى. غير أننا بحاجةٍ إلى جمع بياناتٍ أكثر، من جميع المستشفيات المتخصِّصة في المملكة، للتحقُّق من نتائجنا. ولدينا خطةٌ مستقبلية لفحص الآثار الجانبية المرتبطة بمُثبِّطات نقاط التفتيش المناعية والتي أبْلِغ بها المركز الوطني للتيقُّظ  والسلامة الدوائية". 

References

  1. Al Nuhait, Mohammed, et al. "Real-world safety experience with immune checkpoint inhibitors in Saudi Arabia." Science Progress 104.1 (2021): 0036850421997302. | article

أقرأ أيضا

خلايا مناعية مُعزَّزة من أجل مقاومة سرطان الغدد الليمفاوية

نهجُ علاج مناعي قائم على تهيئة الخلايا المناعية لدى المريض، كي تصبح قادرة على التصدي لخلايا سرطانية مُحدَّدة، يُظهر نتائج واعدة في مقاومة أورام ليمفاوية نادرة.

تعزيز المناعة عن طريق الخلايا الجذعية قد يساعد على قمع السرطان

يُمكن أن يُساعد تحفيز الخلايا المناعية باستخدام الخلايا الجذعية المشيمية على تعزيز نشاط الجسم الطبيعي المُقاوِم للسرطان

وليفة علاجية تزيد معدلات النجاة من سرطان الكُلَى

تُظهر تجربة سريرية عالمية من المرحلة الثالثة فاعلية توليفة علاجية جديدة للمراحل المتقدمة من سرطان الكُلَى.