تبروتين يستطيع التحكم في الأوعية الدموية

رؤىً كاشفة عن أحد بروتينات القناة الأيونية في الأوعية الدموية قد تُعزِّز من فهمنا للأمراض الوعائية 

تُعرف أغشية الخلية بكونها جزء معقد من الخلية؛ نظرًا للدور الذي تقوم به كمنظّم لحركة المواد من وإلى الخلية، والسماح بنفاذ بعض المواد دون غيرها، فلا تمرر سوى الأيونات والجزيئات العضوية.JUAN GAERTNER/SCIENCE PHOTO LIBRARY/ GETTY IMAGES

إن التفاصيل الجزيئية للدور الذي يلعبه بروتينٌ بعينه باعتباره جزءًا من إحدى القنوات في الأغشية الخلوية تفتح آفاقًا معرفية جديدة حول وظيفة الأوعية الدموية في الصحة والمرض. وربما تكون النتائج مفيدةً في عديد من الحالات المرضية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم، و داء السكري من النوع الثاني الناجم عن النظام الغذائي، ومشكلات الأوعية الدموية المرتبطة بالسمنة.

يعكف الدكتور أحمد الغانم، من جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية، بالتعاون مع زملائه في عديد من مراكز الأبحاث بالولايات المتحدة، على دراسة الدور الذي يؤدِّيه بروتين LRRC8A (SWELL1). وكان هذا الفريق البحثي قد أظهر من قبل أن هذا البروتين جزءٌ أساسي من القناة الأنيونية المُنظِّمة للحجم (VRAC)، التي تتحكم في تدفق الأيونات سالبة الشحنة (الأنيونات) عبر الأغشية الخلوية.

يباشر الفريق في الوقت الحاليّ إجراء مزيد من الدراسات باستخدام الخلايا البطانية المأخوذة من أوردة نسيج الحبل السُرِّي البشري. وبصفة عامة تخضع الخلايا البطانية للوريد السُرِّي البشري (HUVECs) للدراسة على نطاقٍ واسع بهدف سبر أغوار نشاط البطانة، وهي عبارة عن طبقة مُفرَدة من الخلايا تُبطِّن المناطق الداخلية من الجسم بما يشمل جميع الأوعية الدموية، وتؤدِّي دورًا مهمًا في تدفق الدم، وتنظيم ضغطه، والنشاط الانقباضي للخلايا العضلية التي تُحيط بالأوعية الدموية. إضافةً إلى ذلك، تُعدُّ الخلايا البطانية ضروريةً لتكوين أوعية دموية جديدة، وهي عمليةٌ تُعرف باسم تولُّد الأوعية.

وكشفت الدراسة الجديدة عن البروتينات التي يتفاعل معها بروتين LRRC8A ومسارات التأشير الجزيئية التي يتحكم فيها. وتُشير النتائج إلى أن هذا البروتين يضطلع بدور واسع النطاق ومتعدد الأوجه حتى تتمكن الأوعية الدموية من أداء وظيفَتها بشكل طبيعي، بما في ذلك الحفاظ على ضغط دم صحي. وقد ترتبط أوجه الخلل في نشاط بروتين LRRC8A بمشكلات تأشير الإنسولين المرتبط بمقاومة الإنسولين التي تبيَّن وجودها لدى مرضى داء السكري من النوع الثاني.

كما كشفت الدراسة عمَّا وصفه الباحثون بـ"الملاحظات المثيرة للفضول" التي تُوحي بأن هناك المزيد الذي يمكن تعلمه عن بروتين LRRC8A ودوره في الجهاز الوعائي. على أنه ثمة احتمالٌ يتطلب مزيدًا من البحث، يتمحور حول ما إذا كان هذا البروتين والقناة الأنيونية المُنظِّمة للحجم ككلٍ يؤديان دورًا في استشعار تدفق السوائل وضغط السوائل داخل الأوعية الدموية. وقد يكون هذا النشاط المُعتمِد على الاستجابة الميكانيكية أحد الجوانب المهمة للتحكم في ضغط الدم، وهو شيءٌ بالغ الأهمية بالنسبة لكثيرٍ من المرضى.

وفي حين أن هذه الدراسة تعدّ بحثًا أساسيًا وليست علمًا تطبيقيًا، يمكن للآفاق الجديدة التي فتحتها حول التحكم في نشاط الأوعية الدموية، أن تُعزِّز -في نهاية المطاف- من فهمنا للأمراض الوعائية ، وتُرشدنا إلى سُبُلٍ جديدة محتملة للعلاجات.

References

  1. Alghanem, A. F. et al. The SWELL1-LRRC8 complex regulates endothelial AKT-eNOS signaling and vascular function. eLife 10:e61313 (2021). | article

أقرأ أيضا

اضطرابات متعددة والمصدر واحد

دراسة بخصوص أحد اضطرابات النمو المعقدة توفّر للباحثين رؤية أعمق لبروتين متعدد الوظائف مرتبط بكثير من العمليات الخلوية الأساسية.

سَلسَلة  تحديد تسلسل جينات الجهاز المناعي لإنجاح زراعة الخلايا الجذعية

بيانات تسلسل جينات الجهاز المناعي لما يقرب من 29 ألف متبرع سعودي بالخلايا الجذعية من شأنها أن تساعد على  التطابق بينها وبين المرضى.

اختباراتٌ جينومية تُساعد السعوديين على الحصول على ولادةٍ صحية 

خدمةُ فحصٍ جديدة، هي الأُولى من نوعها في المملكة، تُتيح للحوامل والأزواج المقبلين على عمليات التلقيح الصناعي