18 أغسطس 2016
يواجه الأطفال الذين يولدون للأشخاص المرتبطين بصلة وراثية من نفس العائلة – ما يُعرف بزواج الأقارب- مخاطر صحية جديّة. تبيّن دراسة حديثة أُجرِيَت في المملكة العربية السعودية، حيث لا يزال يُمارَس هذا النمط من الزواج، أنّ لدى النساء وعيًا أكبر بشأن هذه المخاطر مقارنة بالرجال.
قد يُنتج زواج الأقارب أطفالًا يعانون صعوبات في الإدراك، وعيوبًا في القلب، وإعاقات سمعية، فضلًا عن غيرها من الأمراض الوراثية. كما قد يزيد هذا النمط من الزواج، من فرص وراثة الطفل نسختين من جينات معيبة من أحد الأقارب ’السلف‘ المشتركين بين الأب والأم، وبالتالي تكريس اضطرابات جينية متنحية.
أجرى أنور أحمد -من مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية وجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية- وفريق من الباحثين في المملكة العربية السعودية دراسة شاملة، ضمت 386 سعوديًّا فوق سن الـ18 سنة؛ لتحديد مستوى معرفتهم بهذه المخاطر الصحية.
أكمل كل مشترك تعبئة استبانتين. الهدف من الأولى جمع تفاصيل اجتماعية، تتضمن مستوى الثقافة في عائلاتهم، وضمت أسئلة عن الزواج وعن أمراض وراثية معروفة. بينما ركّزت الثانية على معرفة العواقب الوراثية لزواج الأقارب.
كانت المعرفة الشاملة عن الاضطراب الوراثي الذي يسببه زواج الأقارب أقل بين البالغين في السعودية مقارنة ببلدان أخرى. وافتقر نحو 6% من المشاركين في الاستبانة لأي معرفة بهذه المسألة، أما ثلث مَن شملتهم الاستبانة فلم يسبق لهم أن تلقوا أي معلومات تتعلق بالأمراض الوراثية. المثير، أنّ الدراسة أظهرت تباينًا واسعًا بين الجنسين، بحيث أظهرت النساء فهمًا أكبر بكثير من الرجال للعواقب الطبية التي قد يخلفها زواج الأقارب.
يوضح الفريق في ورقته البحثية: "هذا قد يفسر حقيقة أنّ النساء في مجتمعنا يملن إلى قبول المعلومات الطبية بصورة موضوعية، على النقيض من الرجال؛ فهم -على الأرجح- يميلون إلى رفض المعلومات الطبية إن تعارضت مع الثقافة التقليدية".
إضافة إلى ذلك، كشفت الدراسة أنّ مَن لديهم خلفية ثقافية أعلى، مع مَن حصلوا على معلومات طبية من أصدقائهم، كانوا على الأرجح أكثر فهمًا للمخاطر الوراثية، وبالتالي كانوا معارضين زواجَ الأقارب. أما أولئك المنحدرون من عائلات ذات مستوى تعليمي أقل، فقد تبيّن أنّ درايتهم بهذه المسألة محدودة، وعلى الأرجح هم منحدرون من عائلات تسود فيها عادة زواج الأقارب.
ويدعو فريق البحث إلى تناول نتائج دراستهم بحذر؛ إذ هنالك حاجة لإجراء دراسة أكبر وأشمل لبحث الوعي لدى البالغين. ولكن، يرى الفريق أنّه: "يجب أن تجري المملكة العربية السعودية حملة واسعة لزيادة الوعي الصحي بالمخاطر المرتبطة بزواج الأقارب".
References
- Ahmed, A.E., Alharbi, O.A., Al-Hamam, A.A., Al-Shaia, W.A., Al-Marzoug, H.M., et al. Awareness of health consequences of consanguineous marriages among Saudi adults. The Journal of Public Health in Developing Countries. 2016; 2(1): 121-129. article