فرصة الفرد ضئيلة للغاية في مواجهة صفاته الوراثية في لعبة الوزن

الحفاظ على الرشاقة ربما لا يتوقف على قوة الإرادة وحدها. فقد أظهرت دراسة حديثة أن الاحتفاظ بوزن صحي يمكن أن يكون مرهونًا بالعوامل الوراثية.

imageBROKER / Alamy Stock Photo

أظهرت دراسة حديثة أُجريت على ألفي شخص من النُّحفاء الأصحاء أن 74% من المشاركين لديهم تاريخ عائلي في النحافة مع الصحة الجيدة، وخلُصت إلى أن النُّحفاء لديهم ميل وراثي إلى مقاومة زيادة الوزن.

يقول فرناندو ريفروس-مكاي، أحد المشرفين على الدراسة التي أجراها باحثون من معهد "ويلكوم– إم آر سي لعلوم الأيض" وجامعة كامبردج: "ثمة توليفة من المتغيرات الوراثية تزيد من احتمالات كونك بدينًا بحق، وتوليفة أخرى من المتغيرات نفسها تجعلك أكثر استعدادًا للنحافة".

وفي حين كشفت أبحاث سابقة عن وجود علاقات عديدة بين البدانة والعوامل الوراثية، ظلت العلاقة الجينية بين النحافة والاستعدادات الوراثية يكتنفها الكثير من الغموض. وقد سعى الباحثون لإيجاد تفسيرات وراثية لوجود أشخاص أصحاء لديهم مقاومة للبدانة في بيئات قد تُشجِّع عليها، ونشروا نتائج أضخم دراسة أترابية من نوعها حتى اليوم في دورية «بلوس جينيتيكس» PLOS-Genetics.

يقول ريفروس-مكاي: "بعض الأشخاص أوفر حظًّا فحسب من غيرهم في لعبة اليانصيب الوراثية، مما يجعل من السهل عليهم الاحتفاظ بمؤشر كتلة الجسم عند مستوى منخفض. والبعض الآخر أقل حظًّا ويجدون صعوبةً أكبر في محاولة إنقاص أوزانهم".

 

بإمكان هذا البحث أن يقدم رؤية كاشفة، يُستفاد منها للدراسات المستقبلية؛ من أجل التوصل في نهاية المطاف إلى علاج للبدانة، التي تُعَد من أهم أسباب الإصابة بالأمراض غير المُعدية لدى الأطفال في مختلِف أنحاء العالم. ويوضح ريفروس-مكاي قائلًا: "هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الدراسات حول الجوانب الوظيفية للتأثيرات الوراثية على الحدين الأقصى والأدنى لمؤشر كتلة الجسم، قبل أن نبدأ التفكير بشأن العلاج. فنحن ما زلنا لا نعرف شيئًا عن الطريقة التي تؤثر بها معظم هذه المتغيرات الوراثية على البدانة والنحافة".

وقد عقد الباحثون مقارنةً بين المشاركين البُدناء، وأفراد نحفاء أصحاء يقل مؤشر كتلة الجسم لديهم عن 18. وخضع المشاركون للفحص من أجل التأكُّد من تمتُّعهم بصحة جيدة وعدم إصابتهم باضطرابات في التغذية أو أي أمراض أخرى قد تكون السبب وراء نحافتهم. كما جرى التأكد من أنهم كانوا دائمًا نُحفاء أغلب فترات حياتهم.

لقد أُجريت دراسات مستفيضة حول البدانة والأشخاص النُّحفاء الذين يعانون من اضطرابات التغذية، ولكن لم يتم من قبل إجراء دراسة بهذا الحجم حول النُّحفاء الأصحاء الذين يظلون محتفظين بنحافتهم في بيئات تُشجِّع على البدانة.

ووفق هذه الدراسة، فإن النتائج التي توصَّل إليها الباحثون شجَّعتهم على مواصلة البحث وجمع المعلومات عن "العوامل البيولوجية التي يستند إليها توازن الطاقة في الجسم البشري، وكنهجٍ بديل للكشف عن أهداف محتملة مضادة للبدانة؛ بهدف تطوير العقاقير".

References

  1. Riveros-McKay, F. et al. Genetic architecture of human thinness compared to severe obesity. PLOS-Genetics 15, 1 (2019). | article

أقرأ أيضا

طفرة جينية مرتبطة بالخصوبة

طفرة في الجين المسؤول عن تشفير مستقبِلات سطح الخلية تعطل نمو الأوعية اللمفاوية وترتبط بالإجهاض.

ما لا يقتل أسلافَك يُقوِيك

سحالي السياج التي تتعرض للضغوط تمنح أجيالها الشابة دون قصدٍ فرصًا أفضل في مواجهة المُفترِسات

اضطراب نقص ميثيل أدينوسيل ترانسفيريز: تأثيرات أوسع لمرض نادر

حالة إصابة بمرض نادر من أمراض الطفولة تكشف عن طفرة جديدة باعتبارها سببًا كامنًا للمرض