27 أكتوبر 2019
اكتشف باحثون من السعودية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة طفرةً جينيةً مرتبطةً بانخفاض الخصوبة لدى النساء والإجهاض، وذلك بسبب التراكُم غير الطبيعي للسوائل في أجزاء من جسم الجنين.
من الممكن أن تحدث الحالة المعروفة باسم الاستسقاء الجنيني عندما يدمر الجهاز المناعي للأم خلايا الدم الحمراء في الجنين. وبالإمكان منع هذا النوع من الاستسقاء الجنيني عن طريق الحَقْن بمضادات الجلوبولين المناعي (D). ومع ذلك، هناك العديد من الأسباب الأخرى، مثل مشكلات القلب أو الرئة، وفقر الدم الحاد، والمشكلات الوراثية أو مشكلات النمو المرتبطة بضعف نمو الأوعية اللمفاوية، التي يؤدي معظمها إلى وفاة الجنين. إن تحسين فهم الآليات التي تؤدي إلى زيادة مفرطة في السوائل المتسربة من مجرى الدم وقدرة الجنين على إدارة تلك السوائل، من شأنه أن يُسهم في تطوير علاجات جديدة أو تدابير وقائية.
يشرح فؤاد المطيري -من مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية (كيمارك) وأحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة- قائلًا: "توصلنا إلى هذا الاكتشاف بسبب [دراسة حالة] امرأة سليمة تبلغ من العمر 22 عامًا، جرت إحالتها إلى عيادة الوراثة في مدينة الملك عبد العزيز الطبية بعد تعرُّضها للإجهاض مرتين في النصف الثاني من حملها بسبب الاستسقاء الجنيني، بالإضافة إلى إجهاض آخر تلقائي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل".
وقد كشفت التحاليل الوراثية لجميع جينات ترميز البروتين الخاصة بالأم (الإكسوم)، وكذلك تحليل مثيلاتها لدى زوجها، أن كلا الزوجين يحمل طفرةً بسبب محو حمض أميني واحد يسمى فالين 205. وتُضعف هذه الطفرة من قدرة مستقبِل الخلية CLR (شبيه مستقبِل الكالسيتونين) على التفاعل بشكل صحيح مع البروتينات المساعدة المعروفة باسم «بروتينات تعديل نشاط المستقبِلات»، أو RAMPs، وهو ما يتعارض مع الأداء الوظيفي الخلوي الطبيعي.
أظهرت الدراسات التي أُجريت على الخلايا أن شبيه مستقبِل الكالسيتونين الطافر قد فشل في الوصول إلى سطح الخلية، مما أدى إلى منع ربيطة المستقبِلات –الأدرينوميدولين- من التماسُك، وعاق إشارات الأدرينوميدولين المستقبِلة للكالسيتونين الطبيعية. ومن المثير للاهتمام أن حذف الجينات التي تعمل على تشفير شبيه مستقبِل الكالسيتونين CLR، أو تشفير رفيقها المعروف ببروتين تعديل نشاط المستقبِلات-2، أو الأدرينوميدولين قد تسبب في موت الجنين في منتصف الحمل لدى الفئران؛ بسبب توقُّف نمو الأوعية اللمفاوية، مما يتطابق مع حالة الاستسقاء الجنيني التي جرت ملاحظتها عند السيدات.
هذه النتائج لا تبرز دورًا جديدًا لهذا المسار المحدد لإشارات مستقبلات سطح الخلية في الحفاظ على حياة الثدييات والوظيفة التناسلية للإناث فحسب، ولكنها حددت أيضًا ثلاثة جينات جديدة لدراستها في منصات اختبار جينية واسعة النطاق؛ من أجل دراسة الاستسقاء الجنيني وغيره من تشوهات نمو الأوعية الدموية.
ويقول المطيري: "من الناحية النظرية، يمكن للإناث اللائي يحملن طفرة شبيه مستقبِل الكالسيتونين CLR الاستفادة من العلاجات التي تحافظ على إشارات الأدرينوميدولين المستقبِلة للكالسيتونين الطبيعية".
وقد جرت مؤخرًا الموافقة على استخدام العقاقير التي تستهدف بشكل انتقائي المستقبِل المقترن ببروتين Gمع بروتينات تعديل نشاط المستقبِلات وتقوم بتعديل تفاعلاتها، من أجل الاستخدام السريري في علاج الصداع النصفي. وتقترح هذه الدراسة أن الإستراتيجيات المماثلة التي تستهدف التفاعل بين شبيه مستقبل الكالسيتونين CLR، وبروتين تعديل نشاط المستقبلات-2، والأدرينوميدولين قد تنطوي على إمكانية لتحسين الخصوبة.
References
Mackie, D.I., Al Mutairi, F., Davis, R.B., Kechele, D.O., Nielsen, N.R. et al. hCAL CRL mutation causes autosomal recessive nonimmune hydrops fetalis with lymphatic dysplasia. JEM 9, 2339–2353 (2018). | article