قد يتلقى الأطفال المصابون بالتوحُّد علاجًا مخصصًا لهم

ثمة طريقة جديدة لتشخيص التوحُّد تحدو إلى الأمل في علاج مبكر للأطفال.

قراءة

©Janine Wiedel Photolibrary/ Alamy Stock Photo

يستخدم الأطباء أداة تحرٍّ بسيطة للوالدين، قد تؤدي إلى التشخيص والتدخل المبكرين لعلاج الأطفال المصابين بالتوحُّد.

فقد وجد باحثون من مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية أن قائمة تقييم أعراض اضطراب التوحد (ATEC) لا تشخّص حالة الأطفال المصابين فحسب، ولكنها تساعد العاملين في مجال الصحة أيضًا على إدراك مدى تضررهم.

سارة الشريان - متخصصة علم النفس الإكلينيكي في جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية، التابعة للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني - تقول إن هذا البحث من شأنه منح الوالدين ومقدمي الرعاية الموارد اللازمة للمساعدة في تخصيص العلاج وفقًا لاحتياجات الطفل.

التوحد هو اضطراب معقد في النمو العصبي، يُضعِف من قدرة الطفل على التواصل والتفاعل مع الآخرين. وغالبًا ما يبدي الأطفال المصابون بالتوحد سلوكيات واهتمامات محدودة أو متكررة. وتتراوح الحالة في شدتها بشكل كبير بين المعتدلة إلى الحادة.

ويُعَد اختبار قائمة تقييم أعراض اضطراب التوحد اختبارًا بسيطًا، يُعنى بصفحة واحدة تغطي أربعة مجالات رئيسية - معروفة بالـ"نطاقات"- وهي: الكلام واللغة، والتفاعل الاجتماعي، والوعي الحسي والقدرة المعرفية، والصحة والسلوك الجسدي.

يشتمل كل نطاق على عدد من الأسئلة التي تساعد في بناء صورة نوعية لحالة الطفل. على سبيل المثال: هل يستطيع الطفل أن يقول ثلاث كلمات ذات دلالة في جملة، أو هل يمكنه إجراء محادثة معبِّرة مع أقرانه أو أفراد العائلة؟ وفي المقابل، لا تركز أدوات التشخيص المستخدمة عادة - مثل الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية - على المسائل الجسدية أو العامة، فضلًا عن أنها محدودة أكثر في المجالات المعنية بتقييمها.

استخدم الفريق اختبار قائمة تقييم أعراض اضطراب التوحد؛ بهدف تقييم 60 طفلًا تتراوح أعمارهم بين سنتين وثماني سنوات، كانوا قد شُخصت حالتهم بالتوحد من قِبل مختصين في مركز الأمير ناصر بن عبد العزيز للتوحد في المملكة العربية السعودية.

حددت أداة التحري بوضوح مجموعة من الأعراض بين الأطفال؛ إذ أبدى أكثر من نصفهم نشاطًا زائدًا، وعجز أكثر من 90% منهم عن إجراء محادثة دالة أو معبرة.

كما أسفر التحري عن مجموعة أعراض أخرى، حيث "تعلّق" أكثر من 60% من الأطفال بكلمات معينة، أو أبدوا ما يعرف بالسلوكيات المتكررة "النمطية"، مثل ضرب الرأس، ولوحظ تبول ما يقرب من 60% منهم في أثناء النوم.

تقول الشريان: "تمثلت النتيجة الأساسية لدراستنا في أن الاختلالات الوظيفية الصحية، والجسدية، والخاصة بالتواصل كانت شائعة جدًّا بين الأطفال الذين شملتهم الدراسة".

وأضافت: "وسيكون لذلك تأثير كبير على نوعية حياة كل طفل مصاب بالتوحد؛ لأن الأطباء ومقدمي الرعاية الآخرين سيعرفون من أين يبدؤون إدارتهم الطبية، والتعليم، وتحسين المهارات الاجتماعية. نعتقد أيضًا أن استخدام قائمة تقييم أعراض اضطراب التوحد سيساعد مراكز التوحد على تصنيف الطلاب إلى مجموعات، مما يتيح لها التركيز على النطاقات التي تضررت في كل مجموعة". على سبيل المثال، قد يحتاج بعض الأطفال إلى مساعدة إضافية لفهم الإشارات الاجتماعية، في حين قد يحتاج البعض الآخر إلى مساعدة في الحركة والكلام.

وترى الشريان أنه "عند معرفة النطاق الذي أصابه ضرر أكبر لدى الأطفال المصابين بالتوحد، سنتمكن من توظيف هذه المعرفة في تقييم الإدارة، والرعاية، ومآل حالة كل طفل على حدة".

تقول الشريان إن لهذا أهمية خاصة في المملكة العربية السعودية؛ حيث يتزايد انتشار التوحد، لكنه لا يعالَج على النحو الأمثل.

References

  1.  Al Shirian S, Al Dera, H. Descriptive characteristics of children with autism at Autism Treatment Center, KSA. Physiology & Behavior  (2015).| article

أقرأ أيضا

البحث عن الأهداف الجزيئية للخَرَف

فروق بين الجنسين تقدم مؤشرات جزيئية للعلماء بحثًا عن طرق أفضل لعلاج الخَرَف.

تتبُّع آثار الجينات العلاجية

الجسيمات النانوية المستهدفة تبعث أملاً  في طرق أفضل لتعقُّب آثار العلاج الجيني.

إتاحة المجال للتجدد

قد تسهّل العقاقير التي تمنع تراكم الجزيئات المُكوّنة للنَّدَب ترميم الأعصاب المتضررة لدى مرضى التصلُّب المُتعدّد، وفي اضطرابات أخرى أيضًا.