إتاحة المجال للتجدد

قد تسهّل العقاقير التي تمنع تراكم الجزيئات المُكوّنة للنَّدَب ترميم الأعصاب المتضررة لدى مرضى التصلُّب المُتعدّد، وفي اضطرابات أخرى أيضًا.

@2016 Voon Wee Yong

قد يدفع مرض التّصلُّب المتعدّد جهاز المناعة إلى مهاجمة الجهاز العصبي المركزي، ما قد يؤدي إلى هبوط تدريجي في أداء وظيفته إثرَ فقدان الخلايا العصبية قدرتَها على التواصل. لتكوُّن الندب في هذه المواقع المتضررة علاقة مباشرة بعملية ترميم الخلايا العصبية، إلّا أنّ فريقًا بحثيًّا -بقيادة فون وي يونغ في جامعة كالجاري بكندا- اكتشف استراتيجية تمكِّن من تعزيز التّجدُّد.

في التصلُّب المتعدد، تنزع خلايا المناعة بروتينًا يُدعى ميالين (myelin) يُشكّل غلافًا حول محاور الخلايا العصبية، ويساعد في الحفاظ على قوة التأشير العصبي (إرسال الإشارات) وسرعته. كشف يونغ وزملاؤه أدلة على أنّ جزيئات تدعى بروتيوجليكان كبريتات الكوندرويتين (CSPGs) قد يكون لها دور حاسم في فقدان الميالين. يقول يونغ: "دور جزيئات CSPG في مواقع الجهاز العصبي المركزي غير واضح، بل وربما تدخل في محاولة حصر منطقة الإصابة"، ويعقّب: "لكنّ النتيجة مادة تُشكّل الندب، ممّا يعرقل محاولات إعادة الميالين".

تتدخّل جزيئات GSPG في نمو خلايا الدبق العصبي الناقصة الطليعية (OPCs) التي تنسق -في نهاية المطاف- الاستبدال بالميالين المفقود. بدايةً شرع الباحثون في التعرّف على العقاقير التي قد تتصدى لهذا التأثير. لكنّ النشاط المُثبّط لجزيئات CSPG المتراكمة أثبت قدرة في التغلُّب على نمو خلايا الدبق العصبي الناقصة الطليعية المتبقية في تجارب مزرعة الخلايا، بصرف النظر عن العلاج المستخدَم.

بديلًا لذلك، بحث يونغ وزملاؤه عن مكوّنات تمنع هذا التراكم. تتركب جزيئات GSPG من خلايا تُسمى ’الخلايا النّجمية‘. بعد معالجة الخلايا النجمية المستزرَعة مع جزيئات متنوّعة، تعرّف الباحثون نوعًا من الجزيئات التي أدت إلى خفض إنتاج جزيئات GSPG بشكل ملموس. يُسمى هذا المكوّن ’فلوروسامين‘؛ وأثبت قدرة على إعادة نمو خلايا الدبق العصبي الناقصة الطليعية في خلايا الزراعة، وكذلك في نماذج القوارض.

 وزيادة على ذلك يسَّر ترميم الأعصاب المعرّاة من الميالين. ومن المثير أن تبيّن أنّ الفلوروسامين يكبح النشاط المناعي الضار في نماذج القوارض المصابة بالتّصلُّب المتعدد. يقول يونغ: "بالتالي، يمثّل هذا النهج هجومًا مزدوجًا على المرض".

تبقى التفاصيل التي تبيّن الآليات التي تفعّلها جزيئات CSPG لتثبيط خلايا الدبق العصبي الناقصة الطليعية، غير واضحة. وينوي يونغ وزملاؤه الآن الخوض في الرد على هذه الأسئلة، والسعي وراء تطوير مثبطات من نوع أفضل. يشير يونغ إلى أنّ تبِعات هذا العمل قد تتخطى مرض التصلب المتعدد لتشمل غيرها من اضطرابات الجهاز العصبي المركزي. ويقول: "تتموضع جزيئات CSPG عقب وقوع معظم أنواع التضرر العصبي". "مثلاً، في إصابة الحبل الشوكي الرضحية، تَحُول جزيئات CSPG دون تجدد المحاور العصبية في مواقع الإصابة، وبالتالي فإنّ نهجنا قد يفيد في هذا المجال أيضًا".

References

  1. Keough, M.B., Rogers, J.A., Zhang, P., Jensen, S.K., Stephenson, E.L. et al. An inhibitor of chondroitin sulfate proteoglycan synthesis promotes central nervous system remyelination. Nat. Commun.  | article

أقرأ أيضا

البحث عن الأهداف الجزيئية للخَرَف

فروق بين الجنسين تقدم مؤشرات جزيئية للعلماء بحثًا عن طرق أفضل لعلاج الخَرَف.

تتبُّع آثار الجينات العلاجية

الجسيمات النانوية المستهدفة تبعث أملاً  في طرق أفضل لتعقُّب آثار العلاج الجيني.

قد يتلقى الأطفال المصابون بالتوحُّد علاجًا مخصصًا لهم

ثمة طريقة جديدة لتشخيص التوحُّد تحدو إلى الأمل في علاج مبكر للأطفال.